أدونيس.. المثقفون السوريون بين التعاطف والصمت

17-05-2012

أدونيس.. المثقفون السوريون بين التعاطف والصمت

تتصاعد حملات الإدانة للدعوة التي وجهها مجهولون منذ أيام على صفحات موقع «فايسبوك» لقتل الشاعر السوري أدونيس. فالحملة بحسب بيان منشور على إحدى صفحات المعارضة السورية، ترتكز على أسباب عدة، منها كون أدونيس «علوياً»، و«معادياً للدين الإسلامي»، ولأنه «ينتقد المعارضة ويرفض التدخل العسكري الخارجي».
ولم تكتفِ الدعوة «الدموية» بهذه العبارات، بل أرفقت بيانها بصورة للشاعر المخضرم كُتب عليها: «مطلوب للعدالة بتهمة التشبيح الطائفي والإعلامي والتهجم على الدين»، مُعرفةً بصورته على النحو التالي: «الشبيح المجرم علي أحمد سعيد إسبر» (اسمه الرسمي)، فيما تم رشق إسم أدونيس بلطخة من الدماء.صورة أدونيس عبر «فايسبوك»
ويقول البيان المنشور على موقع التواصل الاجتماعي: «هو علي أحمد سعيد إسبر (علوي)....ولد سنة 1930م في قرية قصابين التابعة لجبلة في سوريا... ثار على اسمه واسم أبيه، لأنه في نظره من التراث العربي الإسلامي مناقض للحداثة، واعتبر أن اللغة العربية في طريقها للفناء... فتسمى بأدونيس نسبة لأحد أصنام الفينيقيين»!
وفي ردود الفعل الرافضة لتكفير الشاعر والتهديد بقتله، كتبت المخرجة السينمائية السورية إيفا داوود على صفحتها: «دائما نبيُّ كل عصر يُصلب بأيدي الجهل والتخلف، فلم يشهد التاريخ يوماً آن فيلسوفاً قد قتل رجل دين، لكن حتى يومنا هذا رجال الفكر يُهددون أو يُقتلون على أيدي دعاة الدين. نعم ارفعوا حوافركم عن أدونيس، فحين سيذكر التاريخ اسمه كعلامة فارقة لسوريا، أين ستُذكرون أنتم وكيف؟».
وعلّق المخرج السينمائي جود سعيد: «ربما أدونيس يبكي الآن ويقول تبّاً كم كنتُ محقّاً»، فيما استعار الفنان التشكيلي بسام البدر جملة من قصيدة للشاعر المقيم في باريس فقال: «لا أشكُّ: الخيولُ التي أسْرَجَتْها الخرافاتُ، تقتلُ فرسانَها». وقال الشاعر عادل محمود متسائلا: «الخنزير البري قتل أدونيس في الأسطورة، ومن دمه كانت شقائق النعمان. من هو الخنزير الأهلي الذي سيقتل أدونيس الشاعر؟».
ويشير بيان التكفير والتهديد بالقتل إلى عدة نقاط دفعت مروجي هذه الدعوة إلى تبنيها عبر القول: «نرى أن هذا الشاعر الذي يدّعي العلمانية وأنه ليس طائفيا، يجد صعوبة بالغة في الخروج من طائفيته وضيق أفقه، وما زال يبحث في أعماقه عن حجج ليبرر فيها عجزه عن رؤية الإنسان في ما يجري... لا خير فيه ولا أمل، فأدونيس لا يستنكر دخول الإيرانيين، وتمويل الروس لبشار بالسلاح ويتكلم عن استعانة المعارضة بالغرب».
هذه الاتهامات كان قد تلقاها أدونيس بدايةً من قِبل مثقفين سوريين، على رأسهم الباحث المعروف فراس السواح في حديث صحافي. فالسواح قال متهماً صاحب «أغاني مهيار الدمشقي»: «أما أدونيس، فهو لم يغادر منجزه في «الثابت والمتحوّل» وبقي متخندقاً في مذهبيته الضيّقة»!
فهل سيتحول «فايسبوك» بعد اليوم إلى مساحة للتحريض والدعوة للقتل والتخوين، ومصادرة الرأي الآخر وحق التعبير؟ لا سيما بعد إصدار المثقفين اللبنانيين بياناً يستنكرون فيه التحريض على الشاعر السوري، فيما لاذ الكثيرون من المثقفين السوريين بالصمت المطبق إزاء هذه السابقة الخطيرة في التصويب على حريات التعبير، متخذةً شكل فتاوى علنية بالقتل والتكفير؟!


سامر محمد إسماعيل

المصدر: السفير

التعليقات

أين أنتم يامثقفي بلدي من هذا؟ رغم اختلافنا مع المفكر الكبير أدونيس في بعض الأراء وبالذات (في هذه الثورة المزعومة)الا أنه ومن الواجب الأخلاقي على الأقل يجب الدفاع عنه واستنكار هذا التهديد ولكني أطلب من السيد أدونيس أن يبتعد عن الكتابة في صحافة أل سعود الصفراء (جريدة الحياة) ويعود لوطنه سوريا والله يحمي سوريا وأهلها

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...