«مجموعة الأزمات» تنتقد تركيا: ادعموا الحل السلمي

03-05-2013

«مجموعة الأزمات» تنتقد تركيا: ادعموا الحل السلمي

تعرضت الحكومة التركية لانتقاد قوي من «مجموعة الأزمات الدولية» بشأن موقفها من الأزمة السورية . وهذه المجموعة، التي تتشكل من كبار مسؤولين رسميين سابقين في العالم ولا سيما في الغرب، أصدرت قبل يومين تقريرا مطولا من 37 صفحة، تناولت فيه موقف الحكومة التركية من الوضع في سوريا منذ بدايته وحتى اليوم.
ومع أن التقرير يشيد بدور تركيا في إيواء اللاجئين السوريين، والذي قارب عددهم نصف مليون لاجئ، بكلفة بلغت حتى الآن مليار ونصف المليار دولار، غير انه يعرض للتداعيات السلبية لمشكلة اللاجئين على تركيا، امنيا واجتماعيا. ويرى التقرير أن تركيا تعرضت لخسائر متعددة من جراء الوضع في سوريا، ولا سيما على صعيد التجارة وحركة النقل.
وعندما ينتقل التقرير إلى الجانب السياسي من الموقف التركي من الأزمة السورية، يقول إن مبدأ دعم الشعوب الذي رفعته الحكومة التركية لم يحقق الغرض منه، إذ ان دعم أنقرة للمعارضة السورية فشل في بلوغ هدفه في إسقاط النظام، بل رأى أن أسوأ مثال على فشل سياسة «تصفير المشكلات» مع الجيران، التي رفعته تركيا، كان المثال السوري.
وفي انتقاد صريح للموقف التركي من الأزمة السورية، ويعكس أخطاء في الرهانات وتقدير الأوضاع، دعا التقرير تركيا إلى توقع أن تستمر الأزمة في سوريا طويلا، بينما كانت أنقرة تراهن على إسقاط النظام خلال فترة قصيرة بعد بدء الاضطرابات.
وما يثير في التقرير أيضا انه يدعو حكومة «حزب العدالة والتنمية» إلى تغيير سياستها والتخلي عن انحيازها لطرف دون آخر، وأن تدعم مساعي البحث عن حلول عن طريق السلم والمفاوضات.
ولا شك في أن تقرير «مجموعة الأزمات الدولية» سيثير غضب الحكومة التركية، وينضم إلى عدد كبير من وجهات النظر التي ترى أن حكومة «حزب العدالة والتنمية» قد راكمت من الأخطاء في التعامل مع الوضع في سوريا منذ بدايته، بحيث ألحق بأنقرة وبصورتها خسائر لا تعوض، ولا سيما فقدانها الدور الوسيط والعلاقة الممتازة التي كانت مع معظم جيرانها.
غير أن السؤال البديهي هو، هل تملك تركيا الرغبة في الأخذ في الاعتبار بتوصيات «مجموعة الأزمات الدولية» وإعادة مراجعة سياستها تجاه سوريا والمنطقة؟ وإذا كانت راغبة فهل هي قادرة على ذلك، ولا تزال تجد من يفتح ذراعيه لها بعد انقلابها على سياساتها السابقة؟
الجواب لا يحتاج إلى جهد لرسم ملامحه، وهو أن سياسات تركيا المنقلبة على نفسها ألحقت أضرارا فادحة بالعلاقة بين مكونات المنطقة، وزرعت الشكوك المغمسة بالدم بين الأشقاء المشرقيين، وشوّهت التوجهات الإسلامية الصادقة للشعب التركي بالدمغة الأطلسية.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...