«لكل ليلاه»: شابات جمعتهن الدروب وفرقتهن الخيارات

25-06-2009

«لكل ليلاه»: شابات جمعتهن الدروب وفرقتهن الخيارات

ثلاث سنوات من الانتظار مرت على الفيلم التلفزيوني «لكل ليلاه» للكاتبة ديانا فارس، قبل أن تباشر مخرجته سهير سرميني تصوير مشاهده في أماكن متفرقة من العاصمة السورية دمشق. أناهيد فياض
كانت الكاتبة ديانا فارس والمخرجة سرميني قد أنهتا كل التفاصيل المتعلقة بالنص تمهيداً لبدء التصوير، إلا أن تولي سرميني مهام إدارة القناة الأولى في التلفزيون السوري أجّل المشروع إلى أن وجدت صاحبته الوقت المناسب لتنفيذه.
الفيلم دراما اجتماعية معاصرة تتناول فيه الكاتبة فارس دور الأهل والبيئة والظروف المحيطة في نشأة الشباب وتكوين سلوكهم الاجتماعي. تدور أحداثه حول ثلاث شابات في العشرينات من العمر يجمع بينهن المعهد الرياضي للياقة البدنية، لكن لكل منهن حياتها وطريقة تربيتها الخاصة التي تنعكس في تصرفاتها وسلوكها، فـ «ندى» فتاة وحيدة ويتيمة، تقع أسيرة خوف أبيها عليها وتعلقه بها لدرجة خشيته الدائمة من مجرد فكرة ارتباطها بشاب. إلا أن حصار ندى من قبل أبيها سرعان ما يخترق بعلاقة حب فاشلة تنهار معها «ندى» وتمر بظروف نفسية صعبة.
الصديقة الثانية في «شلة « الفتيات هي «هادية» التي تعيش ضمن جو أسري اجتماعي يراعي العادات والتقاليد ويتمسك بها، وبموجب ذلك تختار خطيبها بطريقة تقليدية، لكنها سرعان ما تعاني من الخلافات مع خطيبها «نديم» الشاب المتزمت والمعتز برجولته إلى درجة تحكمه بخطيبته. أما الصديقة الثالثة «رنا» فهي الفتاة الجميلة المغرورة واللعوب، التي تعيش علاقات متعددة دون اكتراث بمشاعر من حولها، وهي ابنة أسرة متفككة تعيش مع والدتها المسكونة بهاجس الزواج ومع أخيها «رامي» الشاب المتهور والطائش. الرغبة بالتصوير الخارجي لأحداث الفيلم، كلما أمكن ذلك، بدت هدفاًً سعت إليه المخرجة سرميني في محاولة للاستفادة من الجماليات البصرية لمدينة دمشق ومحاولة ربطها مع المشهد الدرامي التي تقتضيه الأحداث، لكن ما الضابط الذي يؤمن التوازن بين ما تقتضيه الدراما وجمالية المكان؟ تقول المخرجة سرميني: «النص هو الأساس ولكل عمل مفرداته وعناصره التي بالضرورة تشكل المدخل لتكوين شكل بصري يتناسب والمادة التي تعالجها، وتأتي أسلوبية المخرج لتحكم العمل من بدايته حتى نهايته».
تجربة المخرجة سرميني في التلفزيون، بدت العنصر الأساس في «انطلاقة واثقة»، على حد تعبيرها، في إخراج الفيلم التلفزيوني، لكنها تؤكد في الوقت ذاته أن «العمل مختلف بين الدراما التلفزيونية والبرامج، برغم أن الأساسيات الإخراجية موجودة في كليهما لناحية التعامل مع الكاميرا والإضاءة والمونتاج».
ولا تخفي المخرجة سرميني أن العمل في الدراما التلفزيونية هو «طموحي الذي أسعى إليه وأنا على يقين أني سأجد نفسي فيه»، مشيرة إلى أنها لطالما غازلت هذا الفن التلفزيوني من خلال عملها كمخرجة برامج في التلفزيون السوري، فقد «عملت من قبل على تطويع الدراما في البرامج التلفزيونية التي أخرجتها ولا سيما برامج المنوعات».
«لكل ليلاه» ليس التجربة الأولى للمخرجة سرميني في الدراما التلفزيونية فقد سبق وقدمت فيلمين تلفزيونيين قصيرين، هما: «الشهيد الحي» للكاتب قمر الزمان علوش و«شجرة الحياة» للكاتبة ديانا جبور. وليس بعيداً عن الدراما التلفزيونية قدمت المخرجة سرميني مجموعة من الاسكتشات الغنائية منها اسكتش «ليلة مرصعة بالنجوم» مع فرقة إنانا التي نالت عنه ذهبية مهرجان القاهرة للإعلام عام 2005، فضلاً عن مجموعة من الكليبات الغنائية أشهرها «الليلة عرسك يا شام» مع الفنان اللبناني ايلي شويري برفقة نحو مئة راقص، إلا أن المخرجة سرميني تنظر إلى فيلم «لكل ليلاه» بوصفه البداية الحقيقية لعملها في الدراما، وهي تطمح أن يشكل فاتحة لمزيد من الأعمال.
يذكر أن الفيلم التلفزيوني «لكل ليلاه» من بطولة سليم صبري، رندة، جيهان عبد العظيم، أناهيد فياض، نضال نجم، علي كريم، تولاي هارون، هالة حسني، وسيم الرحبي، فراس الفقير، وهو من إنتاج الهيئة العـامة للإذاعة والتـلفزيون السوري.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...