«الأولمبياد السوري للمعلوماتية» يكرّر محاولة الوصول إلى العالمية

29-07-2008

«الأولمبياد السوري للمعلوماتية» يكرّر محاولة الوصول إلى العالمية

تبذل الجهات المنظمة لـ» الأولمبياد السوري للمعلوماتية» جهوداً كبيرة، على الصعيدين العلمي والتنظيمي، للارتقاء بالمتسابقين السوريين إلى مستوى العالمية. وتأتي الجهود في إطار السعي لتجهيز الفريق السوري المُشارك في «الأولمبياد الدولي للمعلوماتية 2008» الذي تستضيفه القاهرة بين 16 و23 آب (أغسطس) المقبل.

وبات هذا النوع من الأولمبياد حدثاً سنوياً في سورية تنظّمه «الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» بهدف تشجيع الشباب على الاهتمام بالمعلوماتية, وللانتقال بهم من الهواية إلى الاحتراف.

- يعود تنظيم الأولمبياد السوري الأول في المعلوماتية إلى العام 2004، في حين أن الأولمبياد الدولي الأول نُظّم في بلغاريا في العام 1989. وأقرت «منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم» («اليونسكو») فكرة تنظيم أولمبياد للمعلوماتية International Olympaid on Informatics في العام 1987.

وتُنظّم سورية هذا النوع من الأولمبياد ضمن ثلاث فئات عمرية، الأولى دون 12 سنة والثانية دون 15 سنة والثالثة دون 20 سنة. ويبلغ عدد المتنافسين في الفئات الثلاث حوالى 80 طالباً. ويحظى أربعة طلاب من المميزين في الفئة الأخيرة بتمثيل سورية في الأولمبياد الدولي الذي يستقطب النوابغ في مجال البرمجة من أكثر من 70 بلداً.

وفي المسابقات التمهيدية للعام الجاري، استبعد القائمون على الأولمبياد لهذا العام طلاب الجامعات، على رغم إدراكهم صعوبة إيجاد طلاب قادرين على امتلاك الخبرة في مجال برمجة الكومبيوتر، من خارج الأُطر الجامعية. وعملوا أيضاً على إدخال لغة البرمجة الالكترونية إلى الفئات العمرية كافة بهدف الوصول إلى مستوى الأولمبياد الدولي. وأُخضِعَ طلاب الفئتين الأولى والثانية لمنافسة في تصميم ألعاب الكترونية بلغة البرمجة التي تحمل اسم «سكراتش» scratch وتتيح التعامل مع الكومبيوتر وقدراته لصنع مواد مرئية مسموعة، بأسلوب سلس وجذاب، في حين تنافس المشاركون من الفئة الثالثة في حلّ مجموعة من المسائل البرمجية العالية التعقيد والتي تتطلب قدرة على التحليل والاستقراء والتصميم.

وفي تعليقه على مجريات الأولمبياد السوري المعلوماتي، لفت الدكتور مهند علوش رئيس اللجنة المنظمة لتلك الفعالية، الانتباه إلى أن 60 في المئة من سكان سورية (نحو 19 مليوناً) يقعون تحت سن العشرين. وشبّه هذه الفئة العمرية بالمادة المشعة في التفاعل النووي. «إما أن تتولد منها الطاقة فتغدو مصدراً من أكبر مصادر الحضارة والتقدم، واما أن تنفجر فتحرق الأخضر واليابس».

- بصورة عامة، يقرّ معظم المشرفين على الأولمبياد السوري بأن المناهج الدراسية في البلاد «سيئة» وتحتاج إلى مراجعة دائمة للوصول بها إلى مستويات متقدمة. ويأملون أن تعمد وزارة التربية إلى ادخال لغة البرمجة الرقمية إلى المناهج الدراسية في مراحل مبكرة لتنمية قدرة التلاميذ المعرفية بطرق منطقية وعقلانية. ويرون أن الطلاب السوريين المشاركين في الأولمبياد العالمي لا يزالون دون المستوى المطلوب باعتبار أن المناهج الدراسية في البلدان الأوروبية تدعم الطالب المشارك في الأولمبياد «لأن هذه الدول تطبّق مادة البرمجة في مراحل مبكرة، فيما هي غائبة عن مدارسنا».

ولاحظ عمار نحّاس عضو اللجنة العالمية في الأولمبياد غياب التدريب والتأهيل في السنوات الماضية: «قرّرنا عقد دورات تدريبية للطلاب على مراحل ليحصّلوا الخبرة المُناسبة... وكذلك بدأنا في التركيز على الفئات العمرية الصغيرة ممن ليس لديهم خبرة سابقة في التعامل مع لغات البرمجة القوية مثل لغة «سي بلوس بلوس» C++ أو «باسكال»... ووجدنا أن أفضل لغة برمجية موجهة إلى الأطفال هي «سكراتش»... وأضفنا إلى التدريب بعض المسائل في علم الرياضيات لتعليمهم التفكير المنطقي الصحيح». ولفت كذلك إلى أن لغتي «باسكال» و « C++» أصبحتا قديمتين في الأولمبياد الدولي للمعلوماتية.

وفي المقابل، أوضح نحّاس أن C++ لغة حديثة ومناسبة وقوية تحقق الهدف من الأولمبياد: «نحن نُدرّب على تلك اللغة الفئة العمرية تحت سن 15 سنة بينما تكون أساسية للطلاب تحت سن العشرين».

وبدا واضحاً أن هدف المشرفين على الأولمبيـــاد يذهب أبعد من مجرد الاستعداد للمشـــاركة في مسابقة دولية، فقد طالب وزير الاتصالات عماد صابوني بزج هؤلاء الشـــباب في الشـــركات الصغيرة والمتوســـطة العامــلة في صناعة البرمجيات والخدمات المعلوماتية «بغية تطوير دورة المنتج ورفع مستوى جودته وتعزيز صناعة المحتوى الرقمي والعمل على زيادة توافره واستخدامه في شبكات المعلوماتية».

نور الدين الأعثر

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...