أزمة اليورو.. إلى أين؟

26-05-2010

أزمة اليورو.. إلى أين؟

أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن أي خطأ في عملية إنقاذ اليورو من شأنه أن ينعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة والعالم. ودعا كاتبان أميركيان بلادهما إلى دعم خطة إنقاذ اليورو وأخذ الحيطة والحذر إزاء انتقال مخاطر الأزمة.
وأوضحت واشنطن بوست أن أخطاء الحكومة الإسبانية بشأن ميزانية بلادها وفشل اليونان في معالجة أزمة الديون والعجز في الميزانية وانخفاض الناتج الاقتصادي في إيرلندا وغيرها من المشاكل التي تواجه دول الاتحاد.. كلها عوامل تنذر بالخطر.
وبينما وضعت التخوفات التي تنتاب الأسواق العالمية خطط تعافي الاقتصاد الأميركي في أيدي صناع القرار بالعواصم الأوروبية، فإن فشل أي من الدول الأوروبية في تخفيض الميزانيات أو إعادة هيكلة الاقتصاد الأوروبي أو تعزيز الوضع الاقتصادي، قد يتطور إلى درجة فقدان الثقة بالأسواق العالمية، وهي بدورها قد تعيد الاقتصاد العالمي إلى مرحلة الركود.
وعلى صعيد متصل، قال الكاتب الأميركي فريد زكريا في مقال نشرته له واشنطن بوست إن الولايات المتحدة ليست اليونان، وإن على الأميركيين العمل كي لا تنزلق بلادهم إلى الوضع الذي تعانيه بعض الدول الأوروبية.
- ومضى الكاتب وهو مدير تحرير مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تعافت من آثار الأزمة المالية التي عصفت ببلاده عام 2008، موضحا أن ما تشهده الأسواق الأوروبية من تذبذب يأتي نتيجة لشد الأعصاب الأوروبية إزاء محاولة إنقاذ اليونان من أزمتها، والخشية من انتقال أزمة اليورو لتطال مستقبل المنظومة الأوروبية والاتحاد برمته.
وبينما أشار زكريا إلى ما سماه تدفق الأموال الأوروبية داخل الولايات المتحدة ضمن ما وصفها بهجرة المال إلى بر الأمان، قال إنه لم يعد بمقدور اليورو على المدى المتوسط منافسة الدولار أو الحلول محله، داعيا القادة في واشنطن إلى استغلال الفرصة أو ما سماها المنحة الإلهية والبدء بإعادة تجهيز الاقتصاد الأميركي بالأدوات المناسبة.
وأما الكاتب الأميركي روبرت صاموئيلسون فتساءل في مقال له بالصحيفة عن مدى وجوب تقديم بلاده يد العون في خطة الإنقاذ الأوروبية؟
ووصف صاموئيلسون قرار الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان من أزمتها وإيجاد شبكة أمان مالي لبعض الدول الأخرى في القارة الواقعة تحت ثقل الديون بأنه قرار صائب وهام، إلا أنه قال إنه ينبغي لأميركا أخذ الحيطة والحذر إزاء أزمة اليورو.
كما تساءل عن إمكانية انتقال آثار أزمة اليونان إلى دول اليورو والاتحاد الأوروبي، في ظل ما وصفها بالبلد الصغير الذي يقطنه 11 مليون نسمة والذي لا يشكل اقتصاده سوى واحد من أربعين جزءا مقارنة بالاقتصاد الأميركي؟
ومضى إلى أن شرر الأزمة الاقتصادية الأوروبية قد لا يبقى حبيس دول اليورو أو الاتحاد، وإنما قد يتطاير ليطال مناطق أخرى في العالم ما لم يُصَر إلى أخذ الحيطة والحذر، داعيا الولايات المتحدة إلى مد يد العون للأوروبيين الذين يشترون ربع الصادرات الأميركية والذين استدانوا قرابة 1.5 تريليون دولار من من البنوك الأميركية عام 2009.

المصدر:الجزيرة نقلاً عن واشنطن بوست

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...