ويل للنظام العربي إذا انتصر لبنان
وليد الحسيني : ا أصحاب الجلالة والفخامة, بيننا وبين النصر غمضة عين, فتابعوا نومكم. نرجوكم لا تستيقظوا, فكل ما سبق من هزائم حل في ظل يقظتكم وبفضل عيونكم الساهرة.
امتنعوا, لطفاً, عن إرسال المساعدات... و«النصائح».
دعوا لبنان يشتعل, فقد يوفر لقصوركم التدفئة, كلما شعرتم ببرودة المواقف.
ليس غرضنا فضح جيوشكم, وإفراطكم بصفقات السلاح, على اعتبار ان السلاح زينة الرجال. ونعرف انكم تزينتم بما يكفي لتحقيق النكبة والنكسة و الدفرسوار واجتياح بيروت وسقوط بغداد.
ونعرف ايضاً أن أكثركم يصلّي, إذا لم يكن من اجل انتصار اسرائيل, فبالتأكيد من اجل هزيمة حزب الله.
لقد تراكمت ثقافة العجز في الأمة العربية. واستسلم العرب للاستسلام. وما عاد الحكم مسؤولية. لقد سُدّت ابواب الريح, فلا تحرير, ولا اشتراكية, ولا وحدة, حتى الاحزاب لم تعد تشكل قلقاً, فأكثرها مات بالشيخوخة, وكثيرها انفضّ الناس عنها بسبب العجز.
الحكم اليوم متعة, لا تنغصها سوى الانحناءات المذلة في المناسبات الأميركية. وحتى هذه تحولت الى عادة لا يستنكرها مرتكبوها, ولا تلفت انتباه «الجماهير» اللاهية والملهية.
لقد جاءت حرب المقاومة الاسلامية لتهز استقرار السلطات الحاكمة, وتلغي النمطية السائدة. وهي اذا حققت نصرها, فإن الشارع العربي لن يكون بعد 12 تموز ما كانه قبل ذلك.
وهذا وضع يقلق الأنظمة العربية, ويدخلها في ورطة بين ما تعلن وتضمر.
وبما ان «حق الدفاع عن النفس» هو السياسة الرائجة, فإن النظام العربي ينحاز في سره, وكل سياساته اسرار, الى نصر اسرائيلي كامل, لأن ما انجزته المقاومة الى الآن, يجعل هزيمتها انتصاراً... فكيف اذا حققت الانتصار.
من هنا طويت وسائل الدعم, العسكري €وهو محرّم اساساً€, والسياسي, والدبلوماسي. وبمعنى آخر فقد ترك للإجرام الاسرائيلي الوقت الذي يحتاج اليه لتدمير المقاومة والخلاص منها نهائياً.
هذه حقيقة لا يمكن تغطيتها بتبرعات وودائع مالية.
هم لا يريدون ان تتذكر شعوبهم قضايا, احتاجت الى عدد كبير من الهزائم لتعتبر قضايا ميؤوساً منها. ولهذا فإن لا أحد يسعى فعلاً الى وقف لإطلاق النار, رغم المطالبات الخجولة به, إذ لو تم ذلك, يكون حزب الله قد اجتاح الشارع العربي حاملاً مصيراً جديداً لأنظمة ربطت مصيرها بالهزيمة والاستسلام.
حتى فكرة الحياد في الحرب القائمة لا يمكن ان تجد أنصاراً لها. وباستثناء قليل من الدول العربية التي لديها تراث ومخزون ثوريان, فلا دولة عربية تقبل بأقل من انتصار اسرائيلي كامل... وهزيمة عربية صارت من تقاليدنا.
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد