ديرلوف:السعودية ساعدت داعش للإستيلاء على شمال العراق

07-06-2022

ديرلوف:السعودية ساعدت داعش للإستيلاء على شمال العراق

 نشرت صحيفة"الإندبندنت"البريطانية  تقريرا مطولاً كشفت فيه ، استناداً إلى محاضرةٍ ألقاها الرئيس السابق للمخابرات البريطانية الخارجية(MI6)ريتشارد ديرلوف الأسبوع الماضي ولم تحظَ بتغطية الإعلام البريطاني ، أن السعودية ساعدت"داعش"في الإستيلاء على شمال العراق باعتبار ذلك جزءاً من عمليةٍ أوسع لإبادة الشيعة وتحويل حياتهم إلى ما يشبه حياة اليهود في ظل النازيين الألمان . 

وبحسب ما جاء في المحاضرة التي ألقاها ديرلوف أمام"المعهد الملكي للخدمات المتحدة" الأسبوع الماضي ، ونقلت الصحيفة ملخصاً لما جاء فيها ، فإن رئيس الأستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان أبلغه( قبل عملية 11 أيلول الإرهابية في نيويورك )حرفياً بأنَّه "لن يكون ذلك اليوم بعيداً في الشرق الأوسط حين سيتولى مليار سني أمر الشيعة"، في إشارةٍ إلى إبادتهم جميعاً .

وقال"ديرلوف"إنَّ اللحظة القاتلة التي توعد بها بندر بن سلطان الشيعة قد جاءت ، ليس من خلال عمليات الإبادة الشاملة لهم بواسطة العمليات الأنتحارية فقط ، حيث سقط منهم أكثر من مليون شيعي بالسيارات المفخخة والعمليات الإنتحارية منذ العام 2003 حتى الآن ، بل بشكل خاص عندما ساعدت السعوديه داعش للإستيلاء على شمال العراق(نينوى والموصل) ، وعندما أقدمت داعش على قتل النساء والأطفال الشيعة والإيزيديين وقتل طلاب الكلية الجوية (قاعدة سبايكر) في 10 حزيران الماضي ودفنهم في مقابر جماعية . 

ويتابع ديرلوف القول : في الموصل جرى تفجير المزارات الشيعية والمساجد ، وفي مدينة تركمانية شيعية قريبة من"تلعفر وضعت داعش يدها على أربعة آلاف منزل باعتبارها "غنيمة حرب". وهكذا أصبحت حياة الشيعة فعلاً في العراق ، وكذلك العلويين الذين يُعتبرون فرعاً منهم في سوريا ، فضلاً عن المسيحيين وأبناء الأقليات الأخرى ، أكثر خطرا من حياة اليهود في المناطق التي سيطر عليها النازيون في أوربا اعتباراً من العام 1940.

وقال ديرلوف"لا شك في أن تمويلاً هائلا ومتواصلاً  لداعش من السعودية وقطر قد لعب دوراً محوريا في استيلائها على المناطق السنية في العراق ، فمثل هذه الأشياء لا تحدث ببساطة من تلقاء نفسها ، والتعاون بين أغلبية السنة في العراق و"داعش" لم يكن ليحصل دون أوامر وتوجيهات وموافقة الممولين الخليجيين .

وقالت "الإنتدبندنت" إن التركيز (من قبل الإعلام) لم يكن على القنبلة التي فجرها رئيس المخابرات البريطانية في محاضرته لجهة ما يتعلق بمخطط  بندر بن سلطان لإبادة الشيعة والعلويين والأقليات الأخرى كالمسيحيه وغيرهم ، بل على تهديد "داعش" للغرب . علماً بأنَّ ديرلوف أكد أنَّ تهديد "داعش" للغرب مبالغ فيه ، بخلاف تهديد "القاعدة". فبينما ركزت "القاعدة" على تهديد المصالح الغربية ، تركزت "داعش" على تنفيذ مخطط بن سلطان لقتل من يعتبرون "غير مسلمين وكفاراً  بنظر العقيدة الوهابية .

وقال ديرلوف إنه ليس على اطلاع استخباري "من داخل شبكة الاستخبارات" منذ أن تقاعد قبل نحو عشر سنوات ليصبح محاضراً في "كلية بيرمبروك" في جامعة كيمبردج ، لكنه وبالاعتماد على تجربته السابقة ، يرى أن التفكير الأستراتيجي السعودي يقوم على ركيزتين عميقتي الجذور . فهم ـ أي السعوديون ـ  يعتقدون بأن أي تحد لهم ، بوصفهم أوصياء على المقدسات الإسلامية ، لا يمكن أن يكون مقبولاً من قبلهم . كما أنهم  يعتقدون أن الوهابية هي الدين الإسلامي الصحيح والنقي ، والباقين زنادقة وكفار . 

وعن النفاق السعودي بشأن زعمهم عن"مكافحة الإرهاب"، يقول ديرلوف إن السعوديين يقمعون الجهاديين فعلاً ، ولكن في الداخل السعودي ، لكنهم يوجهونهم ويشجعونهم على العمل في خارج المملكه ، لاسيما قتل الشيعة والأقليات الدينيه الأخرى استناداً إلى العقيدة الوهابية . ويذكرنا ديرلوف بإحدى برقيات "ويكيليكس" التي تعود إلى العام 2009 حين كتبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تقول " إن السعودية لا تزال قاعدة الدعم الأساسية الحاسمة بالنسبة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان وجماعة عسكر طيبة في الباكستان وغيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى".

وأضاف ديرلوف القول "إن حملة السعودية ضد القاعدة كانت بسبب أنشطة هذه الأخيرة داخل السعودية ، وليس لأنها تمارس الإرهاب في الخارج".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...