منتدى دافوس يناقش (الإرهاب الإسلامي)

27-01-2007

منتدى دافوس يناقش (الإرهاب الإسلامي)

لم يتمكن المشاركون في ندوة "نتائج مكافحة الإرهاب" في منتدى دفوس من ارئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز وزعيم حزب المحافظين البريطاني دافيد كاميرون في ندوة الإرهاب لاتفاق على تعريف واضح للظاهرة أو كيفية معالجتها، ليسفر النقاش عن مزيد من التحذير بدلا من اتخاذ خطوات فاعلة.
 فقد طالب رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز بضرورة التعاون اللصيق بين أجهزة المخابرات الدولية للسيطرة على نمو ظاهرة الإرهاب، وشاركه في هذا الرأي وزير الأمن الداخلي الأميركي مايكل شيبرتوف، وزعيم المعارضة البريطانية المحافظ دافيد كاميرون، ومنسق عمليات مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي غيس دو فريز، إلا أنهم اختلفوا حول تحديد مفهوم اقتلاع جذور الإرهاب وتحديد مكانها.
وحرص شوكت عزيز على التأكيد على عدم ربط ظاهرة الإرهاب بدين معين، "وبالتالي فلا يجب النظر على الفور إلى الإسلام والمسلمين عند الحديث عن تلك الظاهرة"، ورأى أن جذور الإرهاب قابعة في اختفاء العدالة والحقوق الضائعة وتدهور الأحوال المعيشية من تعليم وبنية تحتية، وضرب على ذلك مثلا من واقع الحياة اليومية في فلسطين والعراق وأفغانستان، وأكد أن الحال ليس أفضل في قارات العالم الأخرى وإن اختلف الشكل.
 لكن زعيم حزب المحافظين المعارض في بريطانيا رفض هذا الطرح، وقال إن الإرهاب الإسلامي جديد ومختلف تماما عما كانت تقوم به جماعة IRA الأيرلندية أو الألوية الحمراء في إيطاليا أو جماعة RAF الألمانية، "لأن الإسلاميين يعتقدون أن دينهم موجه إلى العالم بأسره ولا ترهبهم أية قوة، بالتالي فهم ليسوا مثل تلك الجامعات السالفة الذكر".
وكان من البديهي أن يتفق وزير الأمن الداخلي الأميركي مع هذا الرأي، وطلب عدم إضاعة الوقت في البحث عن جذور الإرهاب واستغل الحوار ليطلق صيحة تحذير من هجمات إرهابية كبيرة قادمة، "لأن الإرهابيين يستفيدون من التقنيات المتطورة، ويسعون للحصول عليها بأي ثمن"، وحذر من وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين، إذ يمكن لمجموعات صغيرة متناثرة هنا أو هناك أن تحدث خسائر جسيمة.
كما انتهز الوزير الأميركي الفرصة ليحذر العالم من التهاون مع إيران في ملفها النووي، وطالب بشكل غير مباشر بالنظر جديا في فرض عقوبات عليها، إذ يتخوف من "أن يتمكن نظام الملالي في طهران من صناعة القنبلة النووية الإيرانية ثم تقع في أيادي الإرهابيين"، وللحيلولة دون وقوع هذا "يجب على الغرب أن يضحي ببعض الأرباح الاقتصادية".
أما داخل الاتحاد الأوروبي، فقد اعترف منسقه لحملة مكافحة الإرهاب غيس دو فريز بعدم وجود التنسيق الدولي اللازم بين دول العالم للقضاء على الإرهاب، إذ تتعامل كل دولة وفقا لمعطياتها الخاصة وحساباتها، رغم أن الإرهاب يمثل تهديدا للعالم بأسره، حسب قوله.
واقترح فريز إنشاء بنك للمعلومات تشترك فيه كل دول العالم لتسجيل البيانات المدونة في جوازات السفر المسروقة أو الضائعة، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى حاليا لإنشاء أكبر بنك في العالم لجمع بصمات الأصابع لتتبع حالات الإرهاب.
ومثلما اختلف المتحاورون على تحديد جذور وأسباب الإرهاب، اختلفوا أيضا حول مفهوم "التعذيب أثناء التحقيق" وما هو المسموح به وغير المسموح به، وكان لافتا أن المنسق الأوربي فريز هو الوحيد الذي طالب صراحة بعدم استخدام أساليب العنف أثناء التحقيقات لمخالفتها لحقوق الإنسان، بينما فضل الوزير الأميركي الحديث عن "أجهزة وأدوات للحصول على معلومات"، في حين ناشد المعارض البريطاني المحافظ الفهم الإنساني المتحضر عند تطبيق آليات حقوق الإنسان.
وبالتركيز على الإرهاب في ندوة أمس أخذ البعض عليها أنها لم تناقش إرهاب عصابات الجريمة المنظمة التي تقوم بتهريب البشر وتجارة المخدرات، أو الجرائم الاقتصادية رغم انعكاساتها السلبية على جميع المجتمعات.

 

تامر أبو العينين

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...