مقاهي العراق.. المتنفس الذي يطارده العنف

22-07-2013

مقاهي العراق.. المتنفس الذي يطارده العنف

تحوّلت المقاهي، التي عادة ما تمثل متنفس العراقيين خلال شهر رمضان، إلى هدف جديد لأعمال العنف اليومية المتواصلة منذ العام 2003، ما جعل كثيرا من روادها يفضلون ملازمة منازلهم بعد الإفطار.
ويقول عامر عصام إنه اعتاد في الأعوام الماضية الذهاب يوميا إلى مقهى في بغداد للاجتماع بأصدقائه في فترة ما بعد الفطور، لكنه عكف عن ذلك هذا العام بسبب الأوضاع الأمنية. ويوضح «لا أريد أن أتحول إلى صورة على موقع فايسبوك يتناقلها الأصدقاء ويترحمون عليّ»، في إشارة إلى صور شبان قتلوا مؤخرا أثناء وجودهم في المقاهي ونشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بلاد قضت أعمال العنف فيها على معظم أوجه الترفيه العادية، كالسينما والمسرح، باتت المقاهي الشعبية تشكل ملتقى للعراقيين ومقصدا يوميا للشبان، خصوصا بعد موعد الإفطار في رمضان.
وغالبا ما يمارس رواد المقاهي في شهر رمضان ألعابا شعبية، أبرزها لعبة «المحيبس» التي يتنافس فيها فريقان وتقضي بالعثور على خاتم يوضع في يد أحد أعضاء الفريقين ويغلق عليه. كما يقصد الشبان العراقيون المقاهي لمتابعة مباريات كرة القدم بسبب غياب الكهرباء معظم الأوقات عن منازلهم. لكن الهجمات الإرهابية التي استهدفت المقاهي على مدى الأسابيع الماضية وراح ضحيتها العشرات خففت من حماسة العراقيين تجاه المقاهي.
ويقول أنور محمد، الذي يملك مقهى في بغداد، إن «أعمالنا تراجعت بنسبة 50 إلى 60 في المئة مقارنة بشهر رمضان العام الماضي»، مضيفاً أن «الزبائن الذين كانوا يأتون للأكل والتدخين، يفضلون اليوم طلب الوجبات وأخذها معهم الى المنزل، قائلين إنهم يخافون الجلوس في المقهى، ويفضلون الأكل والشرب في بيوتهم».
من جهته، يروي علي عدنان (30 عاما)، وهو من سكان حي الدورة في جنوب العاصمة، «ذهبت الى مقهى في بغداد ووجدت أربعة أشخاص فقط جالسين على الكراسي، وانتظرت عدة دقائق حتى يصل أصدقائي». وتابع «في هذه الاثناء، ترك الأشخاص الاربعة المقهى فشعرت بالإحراج من الجلوس وحدي، ما اضطرني الى المغادرة ايضا».
وتعتبر أكبر الهجمات التي استهدفت المقاهي الشعبية العراقية مؤخرا، تلك التي وقعت في مدينة كركوك، حيث قتل مهاجم انتحاري في 12 تموز الماضي 41 شابا وأصاب أكثر من 35 بجروح بعدما فجر نفسه داخل مقهى «كلاسيكو».
وقال حينها أحمد البياتي، الذي أصيب في ساقه، إنه «أثناء تجمهر العشرات داخل المقهى دخل علينا شخص ولم نسمع إلا كلمة الله اكبر ودمر كل شيء»، مضيفا ان الشبان كانوا يمارسون لعبة «الصينية» الشبـــيهة بـ«المحيـبس».
ويرى جودت عبد الله البياتي الذي فقد اثنين من أشقائه في التفجير ان «المقهى استهدف ... لأنه يجمع كل مكونات كركوك، اذ ان المجرمين لا يريدون تقوية أي قاسم مشترك بين أبناء الارض الواحدة».
من جانبه، يقول الخبير العراقي في الشؤون الأمنية علي الحيدري ان «استهداف المقاهي يهدف الى نشر الذعر في المجتمع وإلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية كون المقاهي هدفا سهلا».


(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...