مصر: «الإخوان» في الشارع اليوم وقوات الأمن «تصطاد» البلتاجي

30-08-2013

مصر: «الإخوان» في الشارع اليوم وقوات الأمن «تصطاد» البلتاجي

قبل ساعات قليلة من مسيرات أعلنت عنها «الإخوان المسلمون» في مصر اليوم تحت عنوان «الشعب يسترد ثورته»، وجهت قوات الأمن ضربة للجماعة بالإعلان عن القبض على القيادي البارز محمد البلتاجي في شقة في إحدى ضواحي محافظة الجيزة، وذلك بعد يوم واحد من توجيهه خطاباً عاطفياً، هو الثاني من نوعه عبر الفيديو.
وبعد «اصطياد» البلتاجي، الذي يوصف بأنه «العقل الأمني» لـ«الإخوان»، لم يبق من قيادات الجماعة التي تواجه اتهامات سوى نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة» عصام العريان.
ويواجه البلتاجي، الذي أودعته قوات الأمن سجن طرة، اتهامات بالتحريض على العنف والقتل والإرهاب في أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان نهضة مصر، وكذلك أحداث منطقة «بين السرايات»، التي اقتحمها مناصرو «الإخوان» بأسلحة آلية عقب عزل مرسي في الثالث من تموز الماضي، وقتلوا منها أكثر من 20 مواطنًا.
وأشارت وزارة الداخلية، في بيان أصدرته عصر أمس، الى أنه تم ضبط ثلاثة آخرين من قيادات «الإخوان» مع البلتاجي، من بينهم خالد الأزهري، وزير القوى العاملة في حكومة محمد مرسي الأخيرة، وجمال العشري، إحدى قيادات الجماعة في محافظة الجيزة. صورة وزعتها وزارة الداخلية المصرية للبلتاجي بعد القبض عليه أمس (ا ب ا)
يأتي ذلك، في وقت تردد أن القياديين «الإخوانيين» عمرو دراج ومحمد علي بشر ــ وهما القياديان الوحيدان من قيادات الصف الأول اللذان ما يزالان طليقين ولم توجه إليهما اي اتهامات جنائية ــ قد وافقا من حيث المبدأ على الدخول في جولة مفاوضات مشروطة جديدة مع السلطات الانتقالية، وذلك بعد تخفيض السقف الذي بدأ، قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، بأن «لا بديل عن عودة الرئيس وتوجيهه الدعوة إلى انتخابات مبكرة»، إلى «الإفراج عن قيادات الجماعة» فحسب.
حالة التهدئة في الخطاب وخفض السقف ظهرت في خطاب متلفز بثته قناة «الجزيرة» القطرية للبلتاجي، وجّه فيه الشكر لعلاء عبد الفتاح، أحد أبرز الناشطين والمدونين الشبان المصريين، إلى جانب عدد من المقربين والمتعاطفين مع «الإخوان»، قبل أن يظهر عبود الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية وأحد المشاركين في إغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، ليعلن أن جماعته تعد لمبادرة للخروج من دائرة العنف والأزمة السياسية في الشارع المصري.
«المبادرة تضمن أن تكون مسيرات مؤيدي مرسي سلمية، ووقف أي نوع من الاعتداءات من الطرفين على أي منشأة، وأن تكون هناك أيضا تهدئة إعلامية»، قال القيادي الإسلامي الذي تشارك جماعته في ما يسمى «ائتلاف دعم الشرعية» المشارك في الدعوة للاحتجاجات ضد الإدارة الحالية للبلاد، وذلك في حوار نشرته أمس وكالة الأناضول التركية للأنباء، مضيفا أن «مباحثات جرت بينهم وبين قيادات من جماعة الإخوان بشأن هذه المبادرة».
حديث الهدنة استمر، لكن هذه المرة على لسان محمد عبد المقصود احد قادة التيار السلفي الهارب، والذي يواجه تهم التحريض على قتل المتظاهرين، في مقطع فيديو متلفز بثته قناة «الجزيرة»، وقد دعا فيه الشعب «مسلما كان أو علمانيا أو نصرانيا»، بحسب تعبيره، الى النزول في 30 آب ليسترد حريته بالتظاهر السلمي في مواجهة الأسلحة والرصاص، مؤكداً ان «قتل الشعب خير لنا من العيش تحت حكم عبد الفتاح السيسي»!
عبد المقصود، الذي دعا المسلمين والمسيحيين والعلمانيين للتظاهر اليوم، هو نفسه صاحب الكلمة الشهيرة أمام محمد مرسي يوم 16 من حزيران الماضي في مؤتمر دعم المعارضة السورية، والتي اتهم فيها كل من يشاركون في تظاهرات «30 يونيو» بأنهم «كفار ومنافقون»، قائلا وقتها: «أسأل الله أن يعز الإسلام وأن يجعل يوم الثلاثين من يونيو عزاً للإسلام والمسلمين وكسراً لشوكة الكافرين والمنافقين».
ودعا عبد المقصود في كلمته المتلفزة أمس المصريين من الذين فوضوا وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لمحاربة الإرهاب، إلى أن «يراجعوا مواقفهم وأن يعلنوا توبتهم على ما ترتب على التفويض من قتل للمسلمين»، مستشهدا بأحاديث وآيات قرآنية في سياق حديثه.
وفي إطار الحشد لتظاهرات اليوم، وجّهت جماعة «الإخوان المسلمين» على صفحتها الرسمية أمس رسالة لمن اسمتهم «كل أبناء الأمة» دعتهم فيها إلى الاحتشاد غدا في الميادين من دون أن تحددها، ومن دون أن تعلن ميدانا لتجمع المسيرات المنتظرة، بخلاف قصر الاتحادية، مقر الرئيس الموقت، وميدان سفنكس، أحد الميادين الصغيرة المؤدية إلى شارع جامعة الدول العربية في محافظة الجيزة.
وقالت الجماعة في بيانها إن «الأمة كلها مدعوة إلى أن تملك زمام أمرها، وأن تخرج بكل جموعها وأطيافها إلى الشوارع والميادين، وتتصدى بكل الوسائل السلمية لأولئك الانقلابيين الذين يجرون الأمة للهاوية ويحاولون العودة بها إلى عصور الظلام والهمجية».
وطالب البيان ضباط الجيش والشرطة بعدم إطاعة الأوامر بالاعتداء على المتظاهرين مستشهدين بآيات من القرآن وفتاوى علماء.
وكثفت الجماعة على مدار اليومين الماضيين في خطابها من شعارات الثورة في الدعوة لتظاهرات اليوم، تزامنا مع حديث البلتاجي عن عدد من الناشطين الثوريين غير المحسوبين على «الإخوان»، ودخول «حركة أحرار» على الخط، وهي المحسوبة على حازم صلاح أبو إسماعيل، الشيخ السلفي وأحد المرشحين المستبعدين من انتخابات الرئاسة، والتي تضم الى جانب هؤلاء شباباً ومراهقين ينتمون إلى مجموعة «أولتراس» (مشجعي) نادي الزمالك.
وتعتمد هذه الحركة شعارات مضادة لـ«الإخوان» والعسكر معا، وهي شعارات التي قد تكون مصدر جذب لعدد من الشباب والتيارات السياسية الصغيرة من المحسوبين على معسكر الثورة، بالإضافة إلى تبنيها شعار «الشريعة الإسلامية مادة فوق دستورية»، وهو ما يمثل عامل جذب ثانيا للسلفيين المناهضين لمرسي، والذين رأوا أنه تخاذل في مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة بشكل كامل، برغم النص على ذلك في إحدى مواد دستور «الإخوان» المعطل، والتي حذفتها لجنة العشرة التي شكلها الرئيس الموقت لإقرار دستور جديد للبلاد.

سيد تركي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...