مجلس الأمن يحيل إلى الخبراء طلب عضوية الدولة الفلسطينية

01-10-2011

مجلس الأمن يحيل إلى الخبراء طلب عضوية الدولة الفلسطينية

عقدت «لجنة العضوية» التابعة لمجلس الأمن الدولي، أمس، أول اجتماع، على مستوى المندوبين، للنظر في طلب الفلسطينيين الحصول على العضوية الكاملة لدولتهم في الأمم المتحدة، وأحالت الطلب إلى لجنة من الخبراء لاستخلاص الاستنتاجات حول مدى انطباقه مع معاير ميثاق الأمم المتحدة.
وقال رئيس مجلس الأمن، مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام، إن لجنة العضوية ستجتمع الأسبوع المقبل على مستوى الخبراء لدراسة تفاصيل الطلب الفلسطيني.
وأضاف سلام، في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء الجلسة المغلقة للجنة، إن رئيس لجنة العضوية سيقوم خلال أسبوعين بتقديم تقرير إلى أعضاء مجلس الأمن حول الموضوع.
يذكر أن رئاسة لبنان لأعمال مجلس الأمن تنتهي اليوم، إذ ستتولى نيجيريا الرئاسة الدورية للمجلس.
من جهته، قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن مندوب لبنان قدم الحيثيات القانونية لعضوية فلسطين، وأن الطلب قد أحيل للخبراء لدراسة مدى تطابقه مع ميثاق الأمم المتحدة، معرباً عن أمله في أن «ينهي الخبراء هذه القضية في وقت قصير بحيث يتمكن رئيس اللجنة من تقديم تقرير الى مجلس الامن في أقرب وقت ممكن».
لكن دبلوماسيين أوضحوا ان مجلس الامن لن يتخذ قراراً في شأن انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة قبل اسابيع. وأوضح هؤلاء الدبلوماسيون ان الدول الـ15 الأعضاء في المجلس ترغب في الانتظار قبل ان تتخذ قراراً لإعطاء مزيد من الفرص للجهود الدولية الهادفة الى استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وأشار السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إلى ان المناقشات حول عضوية فلسطين كانت «اساسية»، لكن اللجنة ركزت على افضل السبل للتعاطي مع الترشيح، وتوافق اعضاؤها على الاجتماع مجدداً الاسبوع المقبل، فيما لفت السفير الفرنسي لدى المنظمة الدولية جيرار آرو إلى أن اجتماعات عديدة ستعقد قبل ان ترفع اللجنة توصية الى مجلس الامن.
وفي هذا الإطار، رأى دبلوماسي غربي ان «العملية ستستغرق اسابيع عديدة، وهناك بالتأكيد صلة مع جهود اللجنة الرباعية» الدولية للشرق الاوسط.
من جهته، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين إن «المناقشات التي جرت كانت جيدة. واتفقنا على ان نلتقي بعد اسبوعين تقريباً، بينما يدرس الخبراء كافة جوانب المسألة والمعايير».
وكان تشوركين اعتبر، في تصريح لصحيفة «كوميرسانت» الروسية، أن سيناريو منح الفلسطينيين صفة مراقب بالأمم المتحدة أكثر واقعية من نيل الفلسطينيين العضوية الكاملة. وأضاف الدبلوماسي الروسي أنه لا يوجد استعجال في ما يخص هذا الامر، وأن الفلسطينيين يدركون مدى جديته، معرباً عن اعتقاده بأن النظر في هذا الموضوع سيتطلب أسابيع.
يذكر أن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي كان قد أشار، أمس الأول، إلى أن الفلسطينيين حصلوا على تأييد ثمان من بلدان مجلس الأمن الدولي الـ15 لطلب انضمام دولتهم الى الامم المتحدة، لكن هذا التأييد غير كاف، اذ ان عليهم الحصول على تسعة اصوات على الاقل ومن دون فيتو ليشكل طلبهم «توصية» لمجلس الامن الدولي ثم يعرض للتصويت عليه في الجمعية العامة للامم المتحدة.
ونقلت وكالة «معاً» الفلسطينية المستقلة، أمس، عن المالكي قوله إن الحصول على تأييد كاف للدولة الفلسطينية «ليس سهلاً لجهة الحصول على تسعة أصوات لكننا نأمل ذلك»، مضيفاً «يمكن أن ننجح او نفشل في الحصول على أصوات لكننا نعمل بكل قوتنا لا سيما ان هناك ثماني دول قالت إنها ستصوت لصالحنا ونبحث عن الصوت التاسع بين البرتغال وكولومبيا والبوسنة».
وأضاف «سوف أسافر للبوسنة قريباً كما سيسافر الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) أيضا لكولومبيا والبرتغال». وتابع «حتى الدول التي حسمت موقفها لجهة التصويت لصالحنا سوف نبقى على اتصال معها من أجل ضمان عدم تغيير موقفها تحت الضغط الأميركي والاسرائيلي».
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية أن التحرك للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة «سيصل لنقطة مسدودة». واعتبر هنية، في خطبة الجمعة في أحد مساجد مدينة غزة، أن «التحرك الذي يقوم على منطق الاستفراد بالقرار السياسي الفلسطيني ويقوم على خطوة مجتزأة لا تأتي في سياق برنامج وطني وفق انتزاع اعتراف بإسرائيل على 78 في المئة من أرض فلسطين سيصل إلى نقطة مسدودة»، معتبراً أن هذا التحرك «ناقص وسيكون ضرره أكثر من نفعه».
وجدد هنية القول إنه «لا يمكن أن تقام الدول بالقرارات بل إن الدول والحقوق تنتزع». وتابع «نحن نواجه مشروعاً ينطلق من رؤية عقائدية تلمودية وانتزاع الحقوق هو سبيلها الوحيد».
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن المستشارة أنجيلا ميركل أجرت اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبته باستئناف المفاوضات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أسرع ما يمكن وذلك على أساس حل الدولتين، مشيراً إلى أنها وجهت كذلك انتقادات لترخيص الحكومة الإسرائيلية الأخير ببناء مستوطنات جديدة في محيط مدينة القدس المحتلة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...