قوات النخبة السورية والقوارب الروسية نحو الفرات

25-12-2018

قوات النخبة السورية والقوارب الروسية نحو الفرات

بات الطريق إلى دير الزور والميادين مسرحا لمستجدات طارئة، فإلى الشرق، حيث مدينة البوكمال السورية الحدودية مع العراق، تكتمل صورة الحشود العسكرية التي يمضي الجيش السوري إلى استكمالها مدعومة بقوارب عسكرية روسية.


ففي تلك المنطقة الحساسة جيوبوليتيكيا، ثمة أحداث استدعت تغيير الوجهة المتوقعة للمعركة، وفرضت على القيادة العسكرية السورية إعادة رسم سريعة لمعالم الخريطة الجديدة القادمة للحرب على الإرهاب في سوريا بعدما أضافت إليها مجموعة من الخطوط المتقاطعة المنسجمة مع مستجدات بدء انسحاب القوات الأمريكية من قواعدها في تلك المنطقة، وتحاكي أيضاً القضاء السريع على آخر جيوب تنظيم “داعش” على ضفة نهر الفرات.

وفي الميدان تسير الحشود العسكرية المكونة من قوات النخبة إلى مواقعها الجديدة لتدعم القوات (التثبيت) المرابطة هناك استعدادا لمعركة (مسح) داعش من تاريخ المنطقة، وحسب مصادر عسكرية تحدثت عن بعض ملامح المعركة القادمة، فإن المرحلة الأولى بدأت بالفعل عبر إعادة الإنتشار حول مواقع “داعش” ومحاصرته في جيبه الممتد شمال الطريق الدولي (دير الزور/ البوكمال/ القائم)، وتحديداً في بلدات (هجين، الشعفة، السوسة) التي تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات.


المصادر العسكرية أكدت  أن ما يجري في الوقت الراهن هو دخول مزيد من الحشود وتثبيت نقاط جديدة أكثر تقدماً قرب بلدات (الجلاء، الحسرة، القطعة) المقابلة لمناطق انتشار مسلحي التنظيم على الضفة الغربية، ملمحا إلى النية في تضييق الطوق على “داعش” وصولا إلى خنقة حتى في مناطق وجوده ضمن مناطق آبار النفط في تلك المنطقة، ريثما تنتهي مرحلة الانسحاب الأمريكي.


التخطيط الروسي للمرحلة القادمة يبدو حاضرا بقوة ضمن الواقع للمعركة التي تلوح في الأفق، وظهر جلياً في الميدان، حيث تم رصد حركة غير اعتيادية تنطلق من قاعدة “حميميم” باتجاه الطريق الصحراوي الواصل إلى منطقة شرق سوريا، لتتلاقى ناقلات الجند والعربات الروسية المصفحة وناقلات المراكب الحديدية المخصصة للإبحار في مياه الفرات، مع الوحدات القتالية السورية الجاهزة لتنفيذ المهمة والتي من المتوقع انطلاقها فور انتهاء الانسحاب الأمريكي من سوريا المقرر استكماله خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر.


التنظيمات الكردية والتي تتمثل بـ (قوات سوريا الديمقراطية) هي أيضاً دخلت ضمن حلقة المستجدات ولكن من بوابة الباحث عن منقذ وقد أبدت استعداداتها لتقديم التعاون والدعم للجيش السوري في المرحلة القادمة وحتى تسليم مناطقها.


كما قال مصدر ميداني ، مؤكدا أنها أبلغت بعض القادة الميدانيين في الجيش السوري والمتواجدين في المنطقة الشرقية نيتها الانخراط في الجيش الوطني والتعاون معه في المرحلة القادمة وطلبها العون لمنع الدخول “التركي”، وذلك على التوازي مع زيارات قامت بها وفود (كردية) إلى قاعدة “حميميم” قبل أيام، لتفادي المعركة مع الجيش التركي وميلشيات المعارضة (التركمانية) التابعة له.


الحكومة السورية التي تلتزم الصمت حتى الآن حول قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، تراقب بهدوء مآلات هذا القرار دون استبعاد أي احتمال بما في ذلك نكوص الولايات المتحدة.

 

سبوتنيك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...