فرنسا: الاستطلاعات تواصل الإشارةإلى تقدم هولاند على ساركوزي

28-04-2012

فرنسا: الاستطلاعات تواصل الإشارةإلى تقدم هولاند على ساركوزي

كثف المرشحان لانتخابات الرئاسة الفرنسية الرئيس نيكولا ساركوزي (اليميني) ومنافسه الإشتراكي فرانسوا هولاند حملتهما الانتخابية قبل نحو اسبوع من الدورة الانتخابية الثانية في 6 آيار (مايو) المقبل في ظل استطلاعات للرأي ما زالت تشير الى فوز المرشح الإشتراكي بالرئاسة.

ورفع كل من ساركوزي وهولاند من وتيرة تحركاتهما واطلالاتهما الإعلامية في مسعى حثيث لحشد اكبر قدر من التأييد في اوساط الناخبين الذين كانوا أدلوا بأصواتهم في الدورة الأولى لصالح المرشحين الثمانية الآخرين الذين شاركوا في الدورة الأولى ومنهم خصوصاً ناخبي «الجبهة الوطنية الفرنهولاندا خلال جولة انتخابية سية» (اليمين المتطرف) وايضاً ناخبي اليسار المتطرف والوسط.

ومنذ اللحظات الأولى التي تلت صدور نتائج الدورة الأولى (الأحد الماضي) التي حصلت فيها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن على 17.9 من الأصوات، ادرك ساركوزي ان فوزه بولاية رئاسية ثانية رهن بالتفاف مؤيدي لوبن بكثافة حول ترشيحه، وعمل على مدى الأيام الماضية على مخاطبتهم والتوجه اليهم متبنياً مواقف ومستخدماً مقولات غير مألوفة بالنسبة لحزب يميني تقليدي، مما اثار احراج العديدين ممن هم حوله.

ولكن اصراره على إبـدـاء التفهم حيال طبيعة معاناة ناخبي اليمـين الـمـتطرف لم يغير كثيراً في التوقعات المتعلقة بالدورة الثانية من الانتخابات حيث أشار استطلاع أجراه معهد «هـاريـس» مجـدداً الى فـوز هـولاند بالرئاسـة بـنسبة 55 في المئة من الأصوات في مقابل 45 في المئة من الأصوات لساركوزي.

وما يساعد هولاند هو التفاف غالبية ناخبي اليسار المتطرف من حوله اضافة الى ثلث ناخبي الوسط وبعض ناخبي اليمين المتطرف الذي حرص المرشح الإشتراكي بدوره على إبداء تفهمه لاقتراعهم في الدورة الأولى باعتباره ناجماً عن الأزمة الاقتصادية وما يواكبها من خوف من فقدان العمل وتقلص الخدمات العامة والحماية الاجتماعية.

وعلى رغم خروجها من السباق الرئاسي، صعدت لوبن مداخلاتها وتصريحاتها الناقدة بحدة لساركوزي الذي تتهمه باختلاس بنود عدة من برنامجها الانتخابي وبالسعي لاستيعاب ناخبيها كما امتنعت حتى الآن عن أعطاء اي توجيه لناخبيها بشأن الدورة الانتخابية الثانية لوحت بأن هذا التوجيه سيكون على الأرجح الامتناع عن التصويت او التصويت بورقة بيضاء.

وتراهن لوبن على الزعزعة المحتملة لحزب «الاتحاد من اجل حركة شعبية» الحاكم في حال هزيمة ساركوزي لتحويل حزبها الى القوة الرئيسية في المعارضة عبر الانتخابات الاشتراعية المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، مما يحول دون إبدائها لأي مهادنة حيال الرئيس الحالي واستمرارها في إلقاء وزنها كاملاً في اطار التنافس بينه وبين هولاند.

ولعل هذه الأجواء غير المريحة هي التي دفعت ساركوزي الى التلميح الى امكانية خسارته لمنصبه خلال لقاء مع العاملين في صحيفة «ليكيب» الرياضية حيث قال مقارناً بينه وبين الرياضي الأميركي بوب بيمون ان الأرقام القياسية موجودة لتتحطم وان «هذه هي القاعدة في الحقل الرياضي وايضاً في الحقل السياسي» وينبغي تقبل ذلك.

وشارك ساركوزي وهولاند مساء الخميس تباعاً في برنامج تلفزيوني أجاب خلاله كل منهما عل اسئلة الصحافيين بشأن الأوجه المختلفة لبرنامجيهما الانتخابيين وتابعه رقم قياسي من المشاهدين بلغ حوالي 6.2 مليون مشاهد.

وأبدى كلا المرشحين اصراراً مماثلاً في الدفاع عن خياراته ومواقفه لكن هولاند بدا أكثر حرصاً من ساركوزي على عدم الإقدام على اي مجازفة كلامية وإظهار نفسه في مظهر المثابر والقادر على جمع الناخبين والتوفيق بين مواقعهم المتباينة.

ومن المقرر ان يشارك ساركوزي وهولاند في 2 أيار المقبل بمناظرة تلفزيونية يفترض ان تشكل فرصة جوهرية لإعادة تفصيل برنامجيهما املاً بأقناع الناخبين المترددين والممتنعين.

آرليت خوري

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...