فتـح: الانتخابـات تمهّـد لتوريـث قيـادات الداخـل

10-08-2009

فتـح: الانتخابـات تمهّـد لتوريـث قيـادات الداخـل

انتخب المؤتمر العام السادس لحركة فتح في بيت لحم، امس، أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، الهيئتين القياديتين،اللتين يتنازعهما جيل الأمن في الداخل مع جيل المقاومة الكهل والآتي من الخارج، غداة تبنيه برنامجاً سياسياً يتمسك بخيار السلام ويؤكد «شرعية المقاومة بكل اشكالها»، واختياره الرئيس محمود عباس قائداً عاماً للحركة التي صارت اشبه بحزب سياسي للسلطة الفلسطينية.
وقال مشاركون في المؤتمر ان عمليات الاقتراع قد تمتد حتى ساعات الفجر، وسط تساؤلات عن التوازن الدقيق الذي يجري العمل على انتاجه من خلال التسليم لقيادات الداخل الامنية بدورها في صنع القرار السياسي لفتح الذي ظل على الدوام حكراً على مؤسسي الحركة ومنظمي حركتها في مختلف انحاء الشتات الفلسطيني، الذين تجاوز معظمهم عتبة السبعين من العمر.
وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر السادس للحركة الذي مدد حتى يوم غد الثلاثاء، نبيل عمرو، ان انطلاقة الانتخابات تأجلت قرابة
ساعة لأسباب تقنية، مؤكداً ان الانتخابات تجري في شكل متزامن مع غزة، حيث منعت حماس كوادر الحركة من التوجه الى بيت لحم. واعتبر ان «أبناء الحركة في غزة ضربوا أروع الأمثال في تجاوز الإشكالية، وكانوا بمثابة كاسحة الألغام امام هذا المؤتمر».
وفي غزة، اكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح، فيصل ابو شهلا، ان اعضاء المؤتمر في القطاع باشروا التصويت لاختيار اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري عبر الهاتف، وذلك تزامناً مع عملية الاقتراع التي تجري في مقر المؤتمر في بيت لحم، في الضفة الغربية.
وكان عباس، الذي اختير رئيساً للحركة امس الأول بالإجماع، أول المشاركين في الإدلاء بصوته. وينتخب نحو ألفي مندوب 18 عضواً من اصل 95 مرشحاً للجنة المركزية، و80 من اصل اكثر من 500 مرشح يتنافسون لشغل مقاعد في المجلس الثوري. وتضم اللجنة المركزية 23 عضواً، احدهم عباس، وينتخب المؤتمر 18 عضواً، بينما تختار اللجنة المركزية المنتخبة الأربعة الباقين.
أما المجلس الثوري، فيضم 120 عضواً، ينتخب منهم 80، ويتم اختيار 20 آخرين من الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل البالغ عددهم احد عشر ألفاً، بالإضافة الى 20 يختارهم المجلس الجديد. وستستغرق عملية التصويت وقتاً طويلاً، كما أفاد عضو المؤتمر محمد اشتية.
وترشح اوري ديفيس اليهودي الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية لعضوية المجلس الثوري لفتح التي التحق في صفوفها عام 1984. وقال ديفيس (66 عاماً) انه انتسب الى الحركة على يدي الزعيم الراحل ياسر عرفات، والراحل خليل الوزير (ابو جهاد) مسؤول الاراضي الفلسطينية عام 1984 في عمان.
وعقب انتخابه رئيساً للحركة بالإجماع، قال عباس امس الأول «قبل اقل من شهر كدنا ان نتعرض لعملية انشقاق»، مشيراً الى التصريحات التي أدلى بها القيادي في الحركة فاروق القدومي، والتي اتهمه فيها شخصياً بالمشاركة في «اغتيال» عرفات. وأضاف عباس الذي تلقى تهنئة الرئيس المصري حسني مبارك «نقول لأخينا فاروق القدومي، نحن بشر وكلنا نخطئ ونصيب، وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون.. أنت تبقى أخانا».
وكان قيادي في فتح قال امس الأول، ان «المؤتمر صادق على نقاط اساسية عديدة في البرنامج السياسي أهمها حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال». وأكدت فتح في بيان «التمسك بخيار السلام»، لكنها أضافت «على الرغم من تمسكنا بخيار السلام العادل وسعينا من اجل إنجازه، فإننا لن نسقط أياً من خياراتنا». وأضافت «اننا نؤمن بأن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعوب المحتلة في مواجهة محتليها».
وحمل سياسيون إسرائيليون بعنف على البرنامج السياسي الذي أقرته حركة فتح. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان «مؤتمر فتح مخيب للآمال وغير مشجع لأنه في الشرق الاوسط ليس هناك وسيلة اخرى سوى الجلوس لإبرام اتفاق حول برنامج سلام». كما قال وزير الإعلام يولي ادلستاين الذي ينتمي الى حزب الليكود «حسبما رأينا في برنامجها، فتح ليست أقل تطرفاً من حماس وهذا مقلق لأنه يضر بإمكانية تسوية مع قيادة السلطة الفلسطينية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...