فتح وحماس توقِّعان "إعلان صنعاء" وتُغرقانه بالتأويلات

24-03-2008

فتح وحماس توقِّعان "إعلان صنعاء" وتُغرقانه بالتأويلات

بدا نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني كأنه مسؤول “إسرائيلي” وهو يتحدَّث عن أمن “إسرائيل”، ويربط بين تحقيق “آمال الشعب الفلسطيني وتطلعاته” بالصواريخ البدائية التي تطلق من قطاع غزة، بينما غرقت حركتا “فتح” و”حماس” في تأويلات “إعلان صنعاء” قبل أن يجف حبر هذا الإعلان الذي وقعاه أمس في العاصمة اليمنية.  ففي تصريحات أدلى بها بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ربط تشيني، إقامة الدولة الفلسطينية “المسالمة” إلى جانب “إسرائيل”، بوجوب تقديم الجانبين “تنازلات مؤلمة”، وإبداء عزيمة وإصرار لهزيمة ما وصفها ب “قوى التطرف”. وقال “نحن أمام حقيقة صعبة هي أن قوى الإرهاب تقتل الآمال الطموحة للشعب الفلسطيني”. ومن جانبه، قال عباس إن هذه الزيارة تأتي في وقت “تبذل أقصى الجهود لتحقيق سلام عادل ومتوازن مع جيراننا “الإسرائيليين”، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ورؤية الرئيس جورج بوش وخطة خارطة الطريق والمبادرة العربية”. وقال “ان الأمن والسلام لا يتحققان من خلال الاستيطان والحواجز والتصعيد. وكرر إدانته إطلاق الصواريخ من غزة على “اسرائيل”،

وعبّر زعيم المعارضة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع تشيني، عن تخوف “اسرائيل” من سيطرة إيران على مدينة القدس، وقال إنه ابلغ ضيفه بالحاجة إلى بذل كل جهد لمنع تسلح ايران بقنبلة نووية، مضيفا “هناك العديد من القضايا التي تتعلق بايران يتوجب منع تقدمها مثل منع بناء قواعد أمامية لها في المنطقة، من غزة وحتى لبنان، خصوصا في القدس. كما ركَّز الرئيس “الإسرائيلي” شمعون بيريز خلال لقائه تشيني على موضوع إيران، وقال “إن “إسرائيل” لن توافق على إعادة هضبة الجولان التي ستؤدي إلى سيطرة إيرانية سورية في لبنان”. وقال بيريز “سوريا تدور في فلك إيران، ولا يمكن البدء بمفاوضات سلام فيما سوريا تمرر أسلحة إلى لبنان”. وعلى غرار تعبيرات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رد تشيني “إن التهديدات التي تتعرض لها “إسرائيل” هي أيضا تهديدات للولايات المتحدة”.

وأكد مسؤول فلسطيني ان موضوع “إعلان صنعاء” بين “فتح” و”حماس” جرت مناقشته في المباحثات بين تشيني وعباس، من دون الإفصاح عن طبيعة المواقف.

 وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح نجح في مساعيه لرأب الصدع بين “فتح” و”حماس” بإقناع الحركتين بتوقيع اتفاق مبدئي يعتبر المبادرة اليمنية إطاراً لاستئناف الحوار بينهما.

وتضمن نص الاتفاق، موافقة “فتح” و”حماس” على المبادرة اليمنية “كإطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة”.

وما أن أعلن عن توقيع الاتفاق حتى بدأت تصدر مواقف وتأويلات تنبئ بالصعوبات الماثلة في وجه تنفيذه، حيث أعلن نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان المبادرة اليمنية “للتنفيذ وليست إطارا للحوار”، الأمر الذي اعتبره سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة “حماس” تناقضاً واضحاً مع ما تم التوقيع عليه في صنعاء.

وأكد رئيس وفد “حماس” موسي أبو مرزوق التزام الحركة بتطبيق بنود الاتفاق، مشيرا الى أن “توقيع حماس على اتفاقية بدء الحوار مع فتح يعكس حرصها على التسريع بإنهاء الأوضاع المتأزمة نتيجة احتدام الخلافات بين الحركة والسلطة الفلسطينية”.

وأشار مرزوق في مؤتمر صحافي مساء أمس في صنعاء الى أن الحركة لم ترفض المبادرة اليمنية كما تردد خلال اليومين الماضيين، لكنها ارتأت أهمية ان يبدأ الحوار مع “فتح” وفق منهجية واضحة على أساس الالتزام بتسوية الأوضاع في كل من غزة ورام الله”.

واعتبر مرزوق توقيع “حماس” و”فتح” على الاتفاقية خطوة متقدمة وملحة لإنهاء الوضع المتأزم في فلسطين نتيجة تفاقم الخلافات، مؤكدا حرص “حماس” على وحدة الصف الفلسطيني كونه السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المحدقة.

وقال ان جلسات الحوار الفلسطيني بين “حماس” و”فتح” ستبدأ في ابريل/ نيسان المقبل، برعاية يمنية لوضع الآليات الخطوات التنفيذية لبدء تطبيق بنود المبادرة.

- من جهة أخرى هدد مصدر سياسي “إسرائيلي” بتجميد المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية إذا اشتركت حركتا “حماس” و”فتح” في حكومة وحدة وطنية.ونسبت الإذاعة العبرية الرسمية الى المصدر “إذا تمخض اتفاق صنعاء عن إقامة حكومة وحدة فلسطينية تضم عناصر حماس فإن “إسرائيل” ستقطع المفاوضات الجارية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس”. أضاف “ليكن معلوماً وواضحاً أنه اذا قرر “أبومازن” العودة الى حكومة الوحدة مع “حماس” فإن “إسرائيل” لن تجري معه مفاوضات وستوقف مفاوضات الوضع الدائم”.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...