ظاهرة تبخر المازوت والأخلاق ورحمة الحكومة

26-02-2008

ظاهرة تبخر المازوت والأخلاق ورحمة الحكومة

ليست المرة الأولى التي يختفي فيها المازوت من جميع محطات الوقود على طريق حمص دمشق بدءاً من تحويلة حمص وصولاً الى مدخل العاصمة، وشهد يوم الجمعة الماضي 22/2/2008 .

مثل هذه الحالة حيث تسببت في انقطاع أكثر من سيارة عاملة على المازوت بينها سيارات ركاب، وكانت بعض السيارات تتوقّف على جانب الطريق ويقوم سائقها باستعارة بضعة ليترات من سيارة أخرى ليسعفه حتى يصل الى محطة وقود أو الى دمشق أو حمص. ‏

وفي مرافقة ميدانية لإحدى السيارات حدثت مغامرات مخجلة في الحصول على المازوت علماً أنه توجد حوالي 15 محطة وقود على جانبي الطريق متركزة في قارة والنبك والقسطل وسوق السيارات قرب مدخل دمشق فقد بدأت المغامرة لسائق السيارة المشار اليها باستعارة خمسة ليترات من سيارة عابرة قرب حسياء، كما لجأ اليه أكثر من سائق سيارة منقطعة على الطريق فيجيبه (الحال من بعضو !!) وعند اللجوء الى أوّل محطة في قارة كان سائق آخر يقاتل (دبّان وجهه) بسبب انقطاع شاحنته من الوقود ولكن حصل على آخر قطرات من برميل المحطة المخصص عادة لوضع (فرد المازوت) بعد كلّ عملية تعبئة.. ‏

وفي المحطة التالية كان سائق سيارة أخرى يحصل بعد مساومة شديدة على بضعة ليترات موجودة في (طاسة الصوبيا) التي يتدفأ عليها عامل المحطة، ولأن المعابر بين الطريق تمّ إغلاقها مؤخراً كان السائق محكوماً بالحصول على المازوت من محطات الجانب الأيمن، ولكن كان يتوقف ويعبر راجلاً الى محطات الجانب الآخر حاملاً بيدوناً صغيراً متوسلاً بتعبئته أو بيعه ما يمكن تحصيله من (طاسات الصوبيات) في المحطات دون جدوى. ‏

وكان يؤكد عمال المحطات التي تبدو خاوية وتصفر فيها الريح بأن المخصصات لم تصلهم وريثما يأتي المازوت فهم موجودون للحراسة فقط..! كذلك تم اللجوء الى دورية مرور متوقفة على الطريق قرب محطة وقود قيد الإنشاء في القطيفة من أجل التوسط لدى أيّة سيارة عابرة للحصول على مازوت إسعافي، ولم يفلح ذلك، هوتكفّل السير البطيء ونزول التنايا بأن يخفف استهلاك الوقود ويؤخّر توقف السيارة التي وصلت الى الرمق الأخير في الجهة المقابلة لإحدى المحطات في حرستا، فأكد أحد المعنيين بها بأنه تم صرف عمال المازوت من دوامهم لأنه لا يوجد مازوت، كذلك طالب سائق السيارة المقطوعة بالحصول على كاز ليستعمله بدلاً من المازوت دون جدوى ايضاً، وأخيرا تكرّم سائق شاحنة بإسعافه بخمسة ليترات أوصلته الى حي التضامن بدمشق، وهناك بدأت مغامرات التوسّل لبعض سكّان الحي بالحصول على مازوت من بيوتهم ليستطيع العودة الى حمص لأنّ محطة الشمّوط الوحيدة في التضامن مقفلة ايضاً، وكان يأتي اليها الزبائن فيعودون بلا مازوت. ‏

أمّا طريق العودة من دمشق الى حمص فشهد انتظار ساعتين وربع على محطة الوقود الوحيدة التي كانت توزّع المازوت فازدحمت بطوابير السيارات، وهكذا أصبحت رحلة سيارة تعمل على المازوت بين حمص ودمشق رحلة توسّل لعمّال المحطات والعابرين والمرور.. كرمى المازوت الإسعافي الذي ينقذ من شر الانقطاع على الطريق بينما وزارة النفط تتحدث عن انجازاتها على صعيد الفوسفات..!! ‏

سائق السيارة الذي خرج من بيته في حمص الساعة الواحدة ظهراً متوجهاً الى دمشق وعاد اليه الساعة الحادية عشر ليلاً دون توقف الا لخمس ساعات زيادة من أجل المازوت،طالب بتحويل سيارات المازوت للعمل على الفوسفات، كي تتحدث وزارة النفط حينها عن إنجازاتها على صعيد المازوت!! ‏

ظافر أحمد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...