صفقة التبادل تصل إلى دمشق

25-11-2009

صفقة التبادل تصل إلى دمشق

دخلت الاتصالات لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل مرحلتها الحاسمة، مساء أمس، في ظل أجواء تضليل وحرب نفسية من الجانبين حول مقدار الاقتراب الحقيقي من لحظة تنفيذه. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه ليست هناك صفقة حتى الآن فيما اتهمت حماس إسرائيل بتسريب معطيات عن الصفقة. ويبدو أن الوسيط الألماني المتشدّد في اعتماد مبدأ السرية في المفاوضات كشرط للنجاح يوجّه اتهامات للطرفين حول التسريب.عائلة فلسطينية ترفع صورتين للوالد الأسير نافذ حراز في مدينة غزة أمس
وعمد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى خفض التوقعات وقال «لا تزال لا توجد صفقة ولست أدري بعد ما إذا ستكون هناك صفقة». وأوضح نتنياهو، لأعضاء كتلته في الكنيست، أن الأمر لا يتعلق به وإنما بالطرف الآخر. كما وعد بأنه عندما تنضج الصفقة سيكون الأمر خاضعاً لإقرار الحكومة. وقال «لا يوجد بحث في الكتلة او الحكومة وهذا يعني أنه لا توجد صفقة بعد، وعليه لا يوجد قرار بعد». وقالت مصادر في مكتب نتنياهو إن التقارير الإيجابية التي تأتي من حماس ترمي الى ممارسة ضغط نفسي على الجمهور وعلى الوزراء في اسرائيل وليست حقيقية.
ولكن أوساطاً إسرائيلية رأت أن كلام نتنياهو جاء لردّ المطالب بالكشف عن مجريات المفاوضات الآن. وقالت مصادر أخرى إن هذه الأقوال تأتي استجابة لطلبات الوسيط الألماني الذي لا يريد العمل في ظل أجواء تسريب. تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو طلب من جميع وزرائه الكفّ عن الحديث في شأن صفقة شاليت. ورغم ذلك تحدث الكثيرون من الوزراء
الإسرائيليين في الأمر. فأعلن وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن أليعزر أنه يأمل في أن يصل الجندي جلعاد شاليت إلى بيته قريباً وأن الاتفاق بات أقرب من أي وقت مضى. أما وزير الدفاع إيهود باراك فأعلن «أننا نبذل كل جهد ممكن لاستعادة شاليت». ولعب وزير التعاون الإقليمي سيلفان شالوم، دور «نبي الغضب» فاتهم حماس بعرقلة الصفقة لإصرارها على الإفراج عن «قتلة» حسب تعبيره.
وكانت مصادر رسمية إسرائيلية، بينها وزير التعاون الإقليمي، قد أعلنت أنه ليس بين المدرجين في التبادل المناضلان مروان البرغوثي أو أحمد سعدات. وقد استدعى ذلك استنكاراً من جانب جهات فلسطينية عديدة رأت أن الصفقة لن تتم من دون الرجلين.
وأعلن الوزير السابق الذي كان في الماضي نائباً لرئيس الموساد، رافي إيتان أن الطرفين وصلا «النقطة الأخيرة من التفاهمات» وشدد على أن أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي ليس بين المفرج عنهم. ولكن إيتان، خلافاً لوزير التعاون الإقليمي سيلفان شالوم، الذي شدّد على أن إسرائيل ترفض الإفراج عنه، قال إن «في حماس مثلما هنا أيضاً معارضة للإفراج عنه كجزء من الاتفاق، لأنه قد يغدو خصما شديدا لهم». وقد أدلى وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بدلوه في المسألة المتعلقة بجلعاد شاليت، الذي يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية, وقال إن الصفقة تتقدم بشكل إيجابي. ومع ذلك ألمح إلى عدم معرفته بموعد الإفراج عن شاليت.
وكان قسم من أعضاء وفد حماس للمفاوضات مع الوسيط الألماني قد غادروا القاهرة إلى العاصمة السورية للتشاور مع قيادة الحركة هناك. وقد أوحى هذا السفر بأن الجدول الزمني المفترض لإنجاز الاتفاق يشهد بعض التأجيل. وهكذا فإن التقديرات الإسرائيلية ترى أنه بدلاً من الموعد الذي كان مفترضاً للإفراج عن شاليت قبل يوم الجمعة (وهو يوم عيد الأضحى)، صار هذا الموعد مفترضاً لإعلان الاتفاق على أن ينفذ بعد عطلة العيد. وبكلمات أخرى ثمة من يتحدث عن تأجيل لمدة أسبوع في الجدول الافتراضي للوسيط الألماني. وهذا ما دعا البعض للحديث عن امتعاض الوسيط الألماني وإخباره الجانبين بأن صبره ينفد. ونقلت وكالة «أسوشيتيد برس» عن مصادر مصرية قولها إن الاتفاق قريب من الإبرام ولكن التنفيذ لن يتم في الأيام القريبة.
ومنذ يومين والصحف الإسرائيلية منشغلة بتوازنات القوى داخل الحكومة حول التصويت على صفقة شاليت. وتشدد الصحف على أن لدى نتنياهو غالبية واضحة بين وزراء الحكومة البالغ عددها ثلاثين وزيراً. ولديه إجمالا تأييد 16 وزيراً هم خمسة وزراء حزب العمل وأربعة وزراء شاس وكل من دان ميريدور، يولي أدلشتاين، جلعاد أردان، إسرائيل كاتس، يعقوب نئمان ويوسي بيلد. غير أن من سيعترض على الصفقة في الغالب أربعة هم موشيه يعلون، بني بيغن، عوزي لانداو ويوفال شتاينتس. وتعتبر الصحف أن هناك تسعة وزراء لم يحسموا رأيهم بعد.
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي ووزير الدفاع إيهود باراك قد مهدا التربة للصفقة بإعلان تأييدهما لها. وثمة قيمة معنوية كبيرة لهذا التأييد خاصة في مواجهة مجموعات «العائلات الثكلى» و«ضحايا الإرهاب» الذين تقدّموا بالتماسات للمحكمة العليا ضد الصفقة. وقد شدد أشكنازي على أن «هناك مسؤولية عليا أخلاقية وقيادية لاستعادة جلعاد إلى بيته بكل خطوة مقبولة وممكنة ونحن ندرس الأمر». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي لا يتخلى عن أسراه»، فالمهة لا تكتمل «إلى أن نعيده».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...