دبلجة المسلسلات العربية إلى اللغات الأجنبية في أزمة

26-02-2009

دبلجة المسلسلات العربية إلى اللغات الأجنبية في أزمة

التقت كثير من الكتابات الصحافية والنقدية عند البحث في سر نجاح الدراما التركية المدبلجة وانتشارها الواسع على الفضائيات، إلا أن سؤالاً بقي غائباً: متى ستتم دبلجة مسلسلات الدراما العربية إلى التركية؟ أو على الأقل هل ستتم دبلجة مسلسلات الدراما العربية إلى أي لغة أخرى؟
ربما تأخر طرح السؤال أكثر من ثلاثين عاماً، منذ قام الفنان والمنتج اللبناني المخرج التلفزيوني نقولا أبو سمح، باستقدام المسلسلات المكسيكية ودبلجتها بدءاً من المسلسل المكسيكي «أنت أو لا أحد».
كان لنجاح تجربة أبو سمح، الدور الأبرز في اجتياح موجة أعمال مدبلجة للتلفزيونيات العربية واستديوهاتها، مصدرها في الغالب بلدان أميركا الجنوبية مثل المكسيك، كولومبيا والبرازيل.. ولكن أياً من تلك البلدان لم يعلن عن تبنيه دبلجة مسلسل عربي، باستثناء قد يكون الوحيد ويتعلق بالمسلسل اللبناني «العاصفة تهب مرتين»، الذي دُبلج إلى المكسيكية كرد جميل للموجة المكسيكية التي ضربت لبنان والعالم العربي بعده.
مع بداية القرن الحالي، هدأت عاصفة دبلجة الدراما المكسيكية حتى كادت تختفي، وخلال هذه الفترة كان العرب قد قاموا بدبلجة أعمال يابانية وكورية جنوبية وإيرانية. لكن هدوء تلك العاصفة كان على ما يبدو يخفي عاصفة أشد، نشهدها اليوم مع انتشار حمى الدراما التركية المدبلجة. هذه المرة تولى السوريون مهمة الدبلجة، إلا أننا أيضاً لم نشهد حالة وحيدة لدبلجة معاكسة، وكل ما طفا على السطح كان مجرد أمنيات وتصريحات صحافية عن »إمكانية دبلجة مسلسل «باب الحارة» إلى اللغة التركية، وعرضه على المحطات الفضائية التركية«، إلا أن جهة بعينها لم تعلن تبني المشروع.
هكذا بدت مشاريع الدبلجة الدرامية باتجاه واحد، وبدا ميزان «التبادل الدرامي» خاسراً عند العرب، والمحصلة بمجملها بقيت أقل من أن يكون فيها حتى مجرد شيء من العزاء، وقد غلب على معظمها صفة المبادرات الشخصية من قبل العرب أنفسهم لطرق أبواب البلدان الأجنبية بلغة تلك البلدان، تحت أهداف عديدة أبرزها طرح قضايا تلك المسلسلات على نطاق واسع، ومن هذه المشاريع دبلجة المسلسل السوري «سقف العالم» إلى لغات أربع دول لها وجهها الإسلامي هي إندونيسيا وماليزيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى ترجمته إلى ثلاث لغات أجنبية بعد ضغطه إلى سبع حلقات، وفي السياق ذاته تحدث منتجو مسلسل «قمر بني هاشم» عن نيتهم دبلجة العمل للتركية وترجمته إلى عدة لغات أهمها الإنكليزية. بينما أنهى المخرج حاتم علي، وفق ما ذكرت الزميلة «الحياة»، «العمليات الفنية الخاصة بترجمة المسلسل البدوي «صراع على الرمال» إلى الإنكليزية استعداداً لدبلجته بأصوات ممثلين إنكليز»، ونقلت الصحيفة عن المخرج علي قوله إن المسلسل «دُبلج أيضاً الى الكازاخية لعرضه في كازاخستان بأصوات ممثلين محليين».
إذا ما استعدنا السوية الفنية والفكرية للمسلسلات الأجنبية المدبلجة، وقارناها بما ينجز في الدراما العربية، ربما يصح تبديل الاستفهام الأول إلى سؤال استــهجاني: لماذا لا تتم دبلجة مسلسلاتنا إلى لغاتــهم؟! فما قدمــه هيثم حقي في «هجرة القلوب إلى القلوب» ونجدت أنزور في «أخوة التراب» و«سقف العالم» وحاتم علي في «التغريبة الفلسطينية» و«صــراع على الرمال» والليث حجو في «أهل الغــرام» لا يقل فنياً وفكرياً عما قدمه الأتـراك لــنا في أعــمال درامية مشابهة.
ربما تكون المشكلة في طبيعة النص العربي والمزاج الأجنبي، والذي عبر عن مشكلته بلجوء كل من المخرج حاتم علي في «صراع على الرمال» ونجدت أنــزور في «سقف العالم» إلى تكثيف الحلقات الثلاثــين لكــل مسلسل إلى سبع حلقات فقط، تمهــيداً لدبلجــته وترجمته. وربما تكمن المشكلة في عجــزنا عن تسويق أعمالنا...ربما!.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...