حملة اعتقالات واسعة في الخليل والقدس تتحول إلى ثكنة عسكرية

23-08-2011

حملة اعتقالات واسعة في الخليل والقدس تتحول إلى ثكنة عسكرية

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اليومين الماضيين، عملية عسكرية في مدينة الخليل كانت حصيلتها إصابة أكثر من 50 فلسطينيا واعتقال نحو 70 آخرين، جميعهم من قيادات حركة حماس، فيما تشهد مدينة القدس المحتلة حالة من التوتر بعد سلسلة إجراءات استفزازية اتخذها الاحتلال، الذي حوّلها إلى ثكنة عسكرية بداعي وجود تهديدات بتنفيذ عمليات داخلها. مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال في مدينة الخليل ليل أمس الأول (أ ف ب)
وفي الخليل بدأ مئات من جنود الاحتلال المدججين بالأسلحة، تدعمهم وحدات مدرعة ووحدات المستعربين، عملية منظمة استهدفت عشرات الأحياء في المدينة، وتخللتها عمليات اقتحام لمنازل قيادات في حركة حماس، حيث جرى اعتقال 70 فلسطينيا أمس الأول، قبل أن تعيد هذه القوات الكرة أمس، حيث اعتقلت خمسة فلسطينيين آخرين، لتصل حصيلة المعتقلين في الخليل منذ بداية شهر رمضان إلى نحو 115 فلسطينيا.
وذكر مواطنون من الخليل أن مواجهات عنيفة وقعت بين القوات الغازية وشبان فلسطينيين تصدوا لها بالحجارة والزجاجات الفارغة، أسفرت عن إصابة 55 فلسطينيا بحالات اختناق وإصابات أخرى بالرصاص المطاطي.
وقال أمجد النجار، مدير نادي الأسير في الخليل، إن قوات الاحتلال تعمدت خلال هذه العملية إلحاق الأذى بالمواطنين. وأوضح أنه «في اليوم الأول للعملية جرى اعتقال 70 مواطنا، حيث تم اقتحام المنازل والعبث بمحتوياتها، والاعتداء على أهلها، ثم في اليوم الثاني أعادت قوات الاحتلال الكرّة وفجرت عبوات داخل منازل للمواطنين بداعي وجود أجسام مشبوهة فيها».
وداهمت قوات الاحتلال العديد من المنازل، ومن بينها منزل الأسير الفلسطيني محمود القواسمي، المعتقل لديها منذ نحو سبع سنوات. ووفق النجار فإن الاحتلال فجر «جسما مشبوها» داخل المنزل وسورا بجانبه، مشيراً إلى أنه «تم جلب الأسير القواسمي إلى منزله خلال عملية التفجير، ولم يعرف لماذا أو ماذا حصل».
ولم تفصح إسرائيل عن الأسباب التي دفعتها لتنفيذ العملية سوى أنها عملية تستهدف «مطلوبين»، لكن هذه العملية تزامنت مع حملة ضد قيادات حماس في الضفة بالتوازي مع الهجمات المستمرة على قطاع غزة بعد عملية إيلات الأخيرة.
ورأى النجار أن الاحتلال نفذ العملية في الخليل «لأنها تعتبر ثاني أكبر مركز قوة لحركة حماس بعد قطاع غزة، وهو قام بالعملية لأسباب احترازية، وخوفا من عمليات انتقامية تنفذ انطلاقاً من المدينة بعد المجازر التي ارتكبت في القطاع»، مشيراً إلى أن «الإسرائيليين، ومن خلال تجربتهم القديمة مع الخليل، يتوقعون أن غالبية عمليات الرد على جرائم الاحتلال تأتي عادة منها. وهم يصفون المدينة بأنها المخزون الاحتياطي لحركة حماس».
وفي القدس عاش الفلسطينيون أجواء توتر شديد، بعدما نشرت قوات الاحتلال عشرات الحواجز في المدينة، وشرعت في تنفيذ عمليات تفتيش مكثفة للفلسطينيين ومركباتهم بداعي ورود إنذارات عن نية جهات فلسطينية تنفيذ عمليات داخل أماكن مزدحمة في القدس.
وقال الصحافي المقدسي محمد عبد ربه: «كان هناك إغلاق محكم لعدد من شوارع المدينة وجرت عمليات تفتيش مكثفة ودقيقة، قبل أن يغلق الاحتلال بوابات المسجد الأقصى في وقت لاحق بحجة أنه يجري تدريبا».
وكانت مسيرة حاشدة خرجت في المدينة احتجاجا على اعتداءات إسرائيل على قطاع غزة، وتخللها، وفق ما أعلنت إسرائيل، طعن ضابط في الجيش من قبل أحد المحتجين. وقبل ذلك اندلعت مواجهات في مدينة القدس عقب إغلاق قوات الاحتلال بوابات المسجد الأقصى ومنع دخول المصلين إليه، وقد أسفرت هذه المواجهات عن إصابة عدد من الفلسطينيين واعتقال آخرين.
وقال عزام الخطيب، مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن شرطة الاحتلال لم تتعرض للمصلين داخل باحات الحرم، ملمحا إلى أن الاجراءات اقتصرت فقط على حركة المصلين قبل وصول الحرم.
ويتوقع أن يتوافد مئات آلاف الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى خلال الجمعة الأخيرة من رمضان. وتمنع سلطات الاحتلال دخول الفلسطينيين إلى المسجد إلا بتصاريح أو إذا كانت أعمارهم تزيد عن 50 عاما. وتوقع عزام الخطيب أن تشهد الجمعة الأخيرة من رمضان بعض التوتر كما حصل يوم الجمعة الماضي الذي شهد مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي منعتهم من دخول القدس للصلاة في المسجد الأقصى.

أمجد سمحان

المصدر : السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...