حصر أضرار الصقيع بحماة

31-01-2008

حصر أضرار الصقيع بحماة

يجمع أهل الخبرة والسن على أن هذه الموجة من الصقيع المسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بكامله تقريبا.. لم ير مثلها من حيث المدة والشدة.. منذ عشرات السنين.

حيث توالت فصولها منذ بداية الموسم الشتوي الذي تخللته أيام مطيرة لم تسفر حتى الآن عن أية مخازين مائية معتبرة.‏

كما يؤكد هؤلاء بأن الأضرار الناجمة عن هذه الموجة تكاد تكون شاملة بالنسبة للمحاصيل الزراعية وخاصة الشتوية فيها كالشوندر السكري.. والبطاطا.. والفول والبصل الفريك والخضراوات المبكرة إن وجدت, إضافة إلى توقف جميع المحاصيل الشتوية عن النمو تماما.. ما ينبىء بموسم غير اقتصادي قياسا بالسنوات الماضية.‏

لقد شلت هذه الموجة ومنذ 18/12 تحديدا حركة النبات والمزروعات والأشجار تماما. . وأحالت المراعي التي كانت قد بدأت بالنمو إلى قاع صفصف.. فما بات يهدد الثروة الغنيمة في البادية بكاملها ولا سيما أن المقنن العلفي تم هو الآخر شله.. إما بالنقص.. أو بعدم توفره.. ما دفعه نحو أسعار بدأت تناوش عشرين ليرة للكيلو الواحد من بعض الأنواع.‏

وما زاد من موجة التشاؤم التي سيطرت هي الأخرى على الناس وكما يفيد خبراء الأرصاد الجوية الزراعية.. أن هذا الصقيع مستمر ربما لأيام أخرى.. وإن أحدا لا يمكنه أن يتوقع مجمل الأضرار النهائية التي سيلحقها بالمزروعات والثروة الحيوانية التي طالت الأسماك أيضا, حيث قضت على الكثير من الأسماك الصغيرة غير المقاومة لمثل هذا الصقيع الذي أوصل درجة الحرارة إلى -11 تحت الصفر في بعض مناطق محافظة حماة وهي درجة لا يمكن مقاومتها من معظم الكائنات الحية في بلاد مثل بلادنا التي يتراوح متوسط الحرارة فيها في مثل هذه الأيام مابين 4-16 درجة مئوية.‏

لقد قمنا بمحاولة استقصاء للحالة التي وصلت إليها حالة المزروعات في المحافظة في كل من زراعة الهيئة العامة لتطوير الغاب.. وزراعة حماة اللتين أفادتانا بمعلومات إجمالية عن هذه الحالة وعن الأضرار التي سجلت حتى الآن.‏

المهندس صالح مصطفى مدير الثروة النباتية في هيئة تطوير الغاب قال: لقد قمنا -من خلال أقسامنا المختلفة- بمحاولة حصر للأضرار الأولية التي سجلت حتى الآن, فتبين لنا وعلى وجه التأكيد أن أهم الأضرار وقعت في المحصول الاستراتيجي الأول عندنا أي الشوندر السكري الخريفي, حيث تبلغ المساحات المزروعة منه في مجالنا حوالي 4966 هكتارا تلف منها بشكل نهائي وكامل حوالى 467 هكتارا بنسبة ضرر 100% في حين أن حوالى 1778 هكتارا قد وصلت نسبة الأضرار فيها ما بين 20-50 بالمئة بينما توقف نمو باقي المحاصيل الشتوية تماما مثل القمح والشعير ومال لونها إلى الكمود.‏

وعن الخضراوات الشتوية قال: لقد شملت الأضرار أيضا حوالى 200 دونم من بصل الفريك.. ومساحات غير محددة من الفول المبكر.. كما أن ليمون المنازل قد تضرر بشكل كبير.‏

المهندس صفوان كزكز رئيس شعبة المحاصيل الحقلية في زراعة حماة أعطى صورة لا تقل عن الصورة السابقة, حيث أفاد أن حوالي 265 هكتارا من أصل 2150 مزروعة بالشوندر السكري الخريفي قد تضررت بنسب تكاد تكون كاملة, في حين أن الخضار الشتوية وهي ما تشتهر به بساتين حماة القائمة على نهر العاصي مثل الخس والجزر والبقدونس والزهرة والفجل والسلق وغيرها قد تضررت بنسب تتراوح ما بين 30-40% هي الأخرى.‏

وعن القمح والشعير اللذين زرع منهما مجتمعين بحدود 173 ألف هكتار قال: لا يمكن الآن معرفة الأضرار لأن المحصولين في مرحلة الكمون والتوقف عن النمو ويمكن لهما في حال هطلت الأمطار وزالت موجة الصقيع استئناف النمو بنسب متفاوتة.‏

كما أن الأضرار قد تجاوزت نسبة 40% في بعض المزروعات الأخرى ومنها البصل الفريك الذي يعد محصولا شتويا هاما لدى عدد من المزارعين.‏

محمد المصطفى

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...