حريق هائل يلتهم المسرح القومي بوسط القاهرة

28-09-2008

حريق هائل يلتهم المسرح القومي بوسط القاهرة

شب حريق هائل السبت في مبنى المسرح القومي بوسط العاصمة المصرية القاهرة، مما أدى إلى إلحاق دمار واسع بالمبنى التاريخي، دون أن تتوافر على الفور أنباء عن سقوط خسائر بشرية جراء الحريق.

وذكرت مصادر رسمية أن الحريق تسبب في انهيار قبة قاعة العرض الرئيسية بالمسرح القومي، مشيرة إلى أن الحريق الذي اندلع قبل قليل من انطلاق مدفع الإفطار مساء السبت، استمر عدة ساعات قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة عليه.

ويقع مقر المسرح القومي في منطقة "العتبة" الشهيرة في قلب العاصمة المصرية، ويُعد وأحداً من أعرق المسارح الفنية في مصر، ويضم عدداً من قاعات العرض المسرحية، إضافة إلى قاعته الرئيسية.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مساعد وزير الداخلية للشرطة المتخصصة، اللواء شريف جمعة، مساء السبت، قوله إنه تمت السيطرة على حريق المسرح القومي، وأكد أنه لا توجد أية خسائر بشرية.

إلا أن مراسل فضائية "الجزيرة" القطرية قال إن ثلاثة أشخاص على الأقل تم نقلهم إلى المستشفيات بعد إصابتهم باختناقات نتيجة الحريق، الذي أشار إلى أنه دمر عدداً من قاعات العرض الفرعية، إضافة إلى انهيار قبة القاعة الرئيسية.

كما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مستشفى "صيدناوي"، التابعة لوزارة الصحة المصرية، استقبلت حالتين من مصابي حريق المسرح القومي.

ونقل موقع التلفزيون المصري عن الوكالة الرسمية أن قوات الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق، الذي اندلع في أجزاء من المسرح القومي، وتجرى حالياً عمليات تبريد المناطق التي تضررت جراء الحريق.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أمني رفض الكشف عن هويته، نظراً لأنه غير مسموح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن ما يزيد على 22 سيارة إطفاء كانت متواجدة في موقع الحريق.

وأضافت أن سحابة دخان كثيفة غطت سماء وسط العاصمة المصرية، كما قامت قوات الشرطة بفرض طوق أمني حول موقع الحريق، واغلقت جميع الطرق المؤدية إلى ميدان العتبة، للسماح لفرق الإطفاء بالتوجه إلى الموقع لإخماد الحريق.

وأضاف مسؤول أمني أنه يجرى حالياً حصر التلفيات الناجمة عن الحريق، وتحديد حجم الأضرار، ورجح أن يكون الحريق ناجماً عن ماس كهربائي، إلا أنه أشار إلى أنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة أسباب الحريق.

وقد انتقل إلى مكان الحريق كل من فاروق حسني وزير الثقافة، ونقيب الممثلين أشرف زكي، لمتابعة عمليات الإطفاء، وفقاً لما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المملوكة للدولة.

يأتي هذا الحريق بعد أكثر من شهر بقليل على الحريق الذي اندلع في مبنى البرلمان المصري، في 18 أغسطس/ آب الماضي، والذي أسفر عن مصرع أحد رجال الإطفاء وإصابة 13 آخرين، كما تسبب في تدمير معظم محتويات مجلس الشورى، الغرفة الأدنى للبرلمان.

وقد أثار "حريق مجلس الشورى" انتقادات حادة بحق السلطات المصرية، خاصة أن الحريق ظل مشتعلاً لأكثر من 16 ساعة، قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة عليه بمساعدة من القوات المسلحة.

وكان الحريق قد شب بعدد من الحجرات الخشبية فوق سطح الدور الثالث بمقر مجلس الشورى، مما أدى إلى انهيار جزء من المبنى الخلفي، كما تسبب في انهيار جزء كبير من المبنى الداخلي للمجلس، فيما أتت النيران على مبنى "الري" بالكامل، وهو أحد المباني التابعة للمجلس.

كما يأتي حريق المسرح القومي بعد أيام من "كارثة المقطم"، جراء انهيار كتل صخرية ضخمة من جبل المقطم على منازل سكان منطقة "الدويقة" بداية الشهر الجاري، مما أدى إلى انهيار نحو 38 منزلاً فوق رؤوس ساكنيها.

ووفقاً لتقديرات غير رسمية، فقد خلفت "الكارثة"، التي وقعت صباح السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري، أكثر من 250 قتيلاً، فضلاً عن فقد نحو 500 آخرين.

تأتي هذه الحرائق وسط تزايد انتقادات للحكومة المصرية من جانب المعارضة، والتي تتهم الحكومة بالإهمال في تطبيق معايير الأمان واشتراطات السلامة، مما تسبب في وقوع العديد من مثل هذه الحوادث مؤخراً.

وتزايدت مؤخراً اندلاع الحرائق في مصر، كان أبرزها الحريق الذي شب في أحد المسارح بمدينة "بني سويف"، جنوبي القاهرة، في الخامس من سبتمبر/ أيلول من العام 2005، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 31 شخصاً، فضلاً عن إصابة نحو 36 آخرين.

واعتبر الحادث من أكثر حرائق مصر دموية، منذ اندلاع حريق في قطار للركاب في العشرين من فبراير/ شباط عام 2002، جنوب القاهرة مما أسفر عن مقتل أكثر من 370 شخصاً.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...