حرب البصرة: الجذور والمحفزات

03-04-2008

حرب البصرة: الجذور والمحفزات

الجمل: اندلعت خلال الأيام الماضية المعارك في جنوب العراق وتحديداً في محافظة البصرة بين قوات جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقوات الأمن العراقية التابعة للحكومة العراقية التي يتزعمها نوري المالكي وترعاها قوات الاحتلال الأمريكي. ولكن برزت حالياً المزيد من المعلومات والتحليلات التي تفيد بأن صراع البصرة كانت له محفزاته وجذوره العميقة التي تتجاوز التوصيفات السطحية القائلة بأن صراع الصدر – نوري المالكي.
* ماذا تقول المؤشرات الجديدة حول صراع البصرة:
نشرت الدكتورة كيمبرلي كاغان المهتمة بالشأن العراقي، في صحيفة وول ستريت جورنال التابعة لجماعة المحافظين الجدد تحليلاً حمل عنوان «حرب إيران – العراق الثانية»، وقد ركز التحليل على مزاعم تحميل إيران المسؤولية عن صراع البصرة الأخير لجهة قيامها بدعم قوات جيش المهدي ومساندتها لزعيمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وأيضاً وفي الصحيفة نفسها، نشر بوشي دريازين مقالاً حمل عنوان «معركة البصرة تقوي الصدر» حاول من خلاله التأكيد على أن فشل قوات الأمن العراقية في القضاء على جيش المهدي، هو فشل يترتب عليه بالضرورة:
• الإضرار بالسياسة الأمريكية في العراق.
• إضعاف حكومة نوري المالكي.
• تعزيز نفوذ الصدر باعتباره رجل العراق القوي الحالي.
ويشير التحليل إلى أن انتصار الصدر على المالكي ستنتقل تداعياته إلى واشنطن، وعلى وجه الخصوص، طالما أن المتضرر والخاسر هو جورج بوش حليف المالكي، فإن المتضرر الأكبر هو المرشح الجمهوري جون ماكين الذي يركز في حملته الانتخابية على ضرورة الاستمرار في احتلال العراق وقد وجد جون ماكين نفسه في موقف حرج للغاية، لأنه خلال الفترة التي سبقت اندلاع معارك البصرة قام بزيارة العراق وعاد للولايات المتحدة مؤكداً استقرار الأوضاع وبأن سياسة احتلال العراق التي نفذها بوش تحقق نجاحاً مضطرداً، وقد جاءت أخبار تغلب جيش المهدي على قوات الأمن العراقية بمثابة الصاعقة على جون ماكين، خاصة وأن خصومه الديمقراطيين كالمرشح باراك أوباما قد استغلوا انتصار الصدر للتهكم من أطروحات ماكين باعتبارها قدمت دليلاً جديداً على عدم نجاح الاحتلال الأمريكي للعراق.
* معهد المسعى الأمريكي و"كارثة البصرة":
نشر الموقع الإلكتروني لمعهد المسعى الأمريكي التابع لجماعة المحافظين الجدد تحليلاً مطولاً أعده اليهودي الأمريكي فريدريك كاغان زعيم جماعة المحافظين الجدد ومسؤول اللوبي الإسرائيلي عن ملف العراق، حاول فيه التخفيف من وطأة نتائج معركة البصرة الأخيرة عندما تطرق إلى الفصل بين نوعين من الحقائق:
• الحقائق المعروفة لدى الأمريكيين: وتتمثل في الآتي:
* شنت قوات الحكومة العراقية حملة ضد المتردين والخارجين على القانون في البصرة.
* الصدر غير موجود في العراق وهو يتحرك من إيران في إصدار التعليمات لقواته.
* أكد المالكي أنه قادر على مواجهة إيران.
* أكدنا من قبل أن قوات الأمن العراقية الحالية لن تستطيع حفظ الأمن في العراق.
* لا يمكن القول بأن الصدر قد انتصر لأنه هو الذي أصدر التعليمات لقواته بإيقاف القتال.
* أداء قوات الأمن العراقية كان عموماً جيداً.
* استطاعت قوات الأمن العراقية صد الهجمات المسلحة في العديد من المدن الأخرى غير البصرة.
* خاضت الحكومة العراقية معركة البصرة بهدوء وثقة شديدة.
• الحقائق التي لا يعرفها الأمريكيون: وتتمثل في الآتي:
* لماذا قرر نوري المالكي تنفيذ هذه العملية الآن؟
* ما هو هدف نوري المالكي المحدد من وراء هذه العملية؟
* كيف خاضت قوات المالكي القتال داخل البصرة وما الذي حدث بالضبط هناك؟
* من هو الرابح والخاسر في نظر الشيعة العراقيين: المالكي أم الصدر؟
* من هو الرابح الأكبر في نظر كل العراقيين: المالكي أم الصدر؟
* هل توجد صفقة سرية بين الصدر والمالكي لم يتم الإعلان عنها بعد؟
* هل سيستمر المالكي في جهوده الهادفة لتجريد جيش المهدي من سلاحه؟
* هل سيواصل جيش المهدي الصراع ضد المالكي وكيف؟
* ما هي انعكاسات اتفاق زعماء عشائر وقبائل جنوب العراق –وتحديداً محافظة ذي قار- مع المالكي على الصراع بينه وبين الصدر؟
* توجد بعض المؤشرات على حدوث توتر بين الصدر وإيران، فهل سيزداد التوتر أم سينخفض بعد انتهاء معركة البصرة الأخيرة؟
ولم يكتف خبير ملف العراق اليهودي الأمريكي فريدريك كاغان بتحليله السابق بل أضاف تحليلاً آخر نشرته مجلة ويكلي ستاندرد الناطقة باسم جماعة المحافظين الجدد، ركز فيه على محاولة إثبات أن التطورات السياسية التي أنجزتها إدارة بوش في الساحة العراقية لم تترافق معها التطورات العسكرية اللازمة لحماية وتأمين التطورات السياسية ولمح كاغان مطالباً ببقاء القوات الأمريكية في العراق زيادتها والبحث عن طريق للقضاء على تدخل إيران في الشأن العراقي.
وأشار كاغان إلى أنه طالما أن المالكي وقوات الأمن العراقية قد أكدت على إمكانية القيام بالعمليات العسكرية ضد حلفاء إيران داخل العراق، فمن الممكن الاستفادة من هذه الميزة في استخدام هذه القوات لدعم الجهود الأمريكية الجارية التي تستهدف إيران.
وعموماً، فقد جاءت أبرز التسريبات المتعلقة بمعركة البصرة الأخيرة في ما نشره المحلل السياسي الهندي بهادرا كومار في صحيفة آسيا تايمز الصادرة اليوم في هونكونج، حيث قال أن جيش المهدي الذي يقوده مقتدى الصدر استطاع بهزيمته لقوات الأمن العراقية أن يطيح بصفقة نفطية أطرافها الإدارة الأمريكية (ديك تشيني)، عبد العزيز الحكيم، ونوري المالكي. كانت هذه الصفقة تهدف إلى إقصاء الصدر من جنوب العراق تمهيداً لاقتسام الغنيمة.
وتجدر الإشارة إلى أن ما كان لافتاً للنظر هو أن معارك البصرة اندلعت بشكل مفاجئ بعد انتهاء زيارة ديك تشيني إلى العراق.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...