جبهة النصرة تطرد «الجيش الحر» من أحياء حلب تمهيداً لإعلان إمارتها الإسلامية

26-12-2012

جبهة النصرة تطرد «الجيش الحر» من أحياء حلب تمهيداً لإعلان إمارتها الإسلامية

أكدت المعلومات الواردة من حلب أن «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة بدأت منذ فترة حملة «تطهير» أفضت إلى إقصاء وإلقاء القبض على عشرات المسلحين الذين يتبعون لباقي التشكيلات المقاتلة في أحياء المدينة التي يتمركزون فيها، في مسعى لبسط هيمنتها بشكل مطلق ومن دون منازع تمهيداً لإعلان إمارتها الإسلامية.
 
وروى شهود عيان في اتصالات هاتفية  أن أحياء المشهد وبستان القصر والفردوس شهدت في الأيام الأخيرة دخول دوريات يقودها عناصر من «جبهة النصرة» اختطفت الكثير من عناصر المسلحين المحليين من أبناء الأحياء والذين يدعون أن جماعاتهم تتبع للـ«الجيش الحر» بشكل صوري.
وقال أحد سكان حي المشهد: «بات الحي خالياً تقريباً من المسلحين الذين يقطنون الحي وتطوعوا في وقت سابق مع الجماعات المسلحة المختلفة بعد اقتيادهم من جبهة النصرة إلى أماكن مجهولة للتحقيق معهم بذريعة لجوئهم إلى السطو على المنازل والمحال التجارية حيث إن معظمهم سمعته سيئة ويشتكي السكان من تصرفاته».
ولفت آخر من حي الفردوس أن المسلحين كانوا ينصبون الحواجز المتنقلة ويفتشون المارة والسيارات ولا قوانين تردع تجاوزاتهم بحق الأهالي «وهو ما حسّن صورة جبهة النصرة في عيون السكان المتلهفين للتخلص من المراهقين المسلحين لكن طلب منا أن نغير هتافاتنا التي كنا نرددها في المظاهرات المطالبة بخروج المسلحين والتي تقول (الجيش الحر حرامي بدنا الجيش النظامي) لتصبح: (الجيش الحر حرامي بدنا الجيش الإسلامي) أي الإسلاميين من جبهة النصرة».
ولم يلتفت المتظاهرون ضد المسلحين لتهديدات «جبهة النصرة» التي أردت العديد منهم قتلى لعدم امتثالهم للأوامر بإطلاق النار عليهم خلال التظاهرات التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة على خلفية الانتهاكات الكثيرة بحق السكان والأزمة المعيشية الخانقة التي افتعلها المسلحون للضغط على الأهالي.
وشدد الأهالي على أن سلوك «جبهة النصرة» والمجموعات المتحالفة مع نهجها الإسلامي بات ينحصر بأسلمة المجتمع بعد أن فرضت لجان خدمية بمسميات مدنية وهيمنت على المساجد بتعيين أئمة ينادون في خطب الجمعة إلى تأسيس وإعلان الدولة الإسلامية التي يزمعون تطبيق شريعتها وفق مفهومهم الخاص والذي يستند في معظمه إلى الفكر الوهابي المتشدد المتنافي مع الروح الوسطية السائدة في المجتمعات المحلية الإسلامية.
وغير معروف ما إذا كانت «دولة الخلافة في سورية» التي أعلن عن قيامها 11 فصيلاً مسلحاً الأسبوع الماضي هي ذاتها الإمارة الإسلامية الموعودة مع نأي «جبهة النصرة» عن التوقيع على بيان إقامتها على الرغم من توقيع «لواء التوحيد» عليها وهو حليفها وأكبر الفصائل المقاتلة في حلب، ولكن يظل «إعلان حلبـ« الذي أطلقته الجبهة بالتحالف مع اللواء ذاته هو الإطار الذي يحكم رؤيا المسلحين لشكل الدولة الإسلامية المزمع إقامتها في حال تمكنوا من ذلك. ويبدو التباين قائماً بين «جبهة النصرة» وحلفائها من الفصائل الإسلامية مع ما يدعى بـ«الائتلاف الوطني السوري» لجهة عدم الاعتراف به، وهو ما يؤكد على انفراد الجبهة بالقرارات المصيرية المرسومة لحلب بعيداً عما يخطط له الممولون الإقليميون وعواصم القرار المتدخلة في الشأن الداخلي السوري والتي تعبر نفسها وصية على الشعب وتطلعاته المستقبلية.
وبدخول «جبهة النصرة» على خط المواجهة مع المجموعات والألوية المسلحة في حلب والتي لا تشاركها أحلامها بإقامة دولة إسلامية بموجب منظورها، يمكن القول إن المرحلة المقبلة هي مرحلة احتدام وصراع بين المسلحين والذين عزم بعضهم على تصفية عناصر الجبهة الذين تراجعوا من الخطوط الأمامية للقتال إلى الخطوط الخلفية للحكم وبسط هيمنتهم وسطوتهم.

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...