"بيكاسو أبوظبي".. جسر للتواصل بين الغرب والشرق

01-06-2008

"بيكاسو أبوظبي".. جسر للتواصل بين الغرب والشرق

حطت 186 لوحة ومنحوتة ومخطوطة للفنان العالمي الشهير بابلو بيكاسو رحالها فيإحدى لوحات معرض بيكاسو في أبوظبي الإمارات العربية المتحدة قادمة من معرض أقيم في متحف الملكة صوفيا في العاصمة الإسبانية مدريد.
 المعرض تستضيفه إمارة أبوظبي ويقام في قصر الإمارات ومن المقرر أن يختتم في الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل. 
 ومن ضمن لوحات ومنحوتات ومخطوطات بيكاسو الـ186 كشف النقاب للمرة الأولى عن 40 مخطوطة ورسما يدويا بعضها أظهر تأثر الفنان الإسباني بالحضارة العربية بمسقط رأسه في مالقة. 
 وقد توزعت أعمال المعرض بين خمس قاعات، وتستكشف كل قاعة بمعروضاتها مراحل زمنية وفنية مهمة في حياة بيكاسو.

وتضم القاعة الأولى ست لوحات رسمت خلال السنوات (1901-1909)، وتبرز الأعمال التكعيبية الأولى التي تميز بها بيكاسو بدءا بالمرحلة الزرقاء التي عبرت عنها صورة (بورتريه) زرقاء تكشف عن الفقر الذي عايشه بيكاسو في فرنسا، ومرورا بالمرحلة الوردية التي تحسنت فيها حالته المادية، وصولا إلى لوحة "سيدات أفينيون" التي تمثل قمة سعادته.

وتصدرت صورة زوجته الأولى أولكا بملامحها الأرستقراطية وابنه باولو المندفع أعمال القاعة الثانية الواقعة بين أعوام 1910-1924، وضمت العديد من الأعمال التكعيبية والكلاسيكية الجديدة، وشملت أعمال القاعة الثالثة الواقعة بين 1924-1935، تماثيل سريالية وأعمالا ومخطوطات أبرزها قصيدة الموت.

وتعد القاعة الرابعة أهم القاعات التي تكشف شخصية بيكاسو، فهي تضم لوحات تظهر تأثره بالحرب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية خاصة بعد انضمامه للحزب الشيوعي الفرنسي 1944، ومن أجمل لوحات المعرض لوحة تظهر قطًّا متوحشًا يأكل عصفورا صغيرا، في دلالة واضحة على مدى تخريب الحرب، ولوحة أخرى تصور بشاعة مذبحة كوريا عام 1951 ويبدو فيها جنود مدججون بأنواع شتى من الأسلحة يقتلون طفلا رضيعا، وامرأة حامل، وطفل يركض بلا لباس ونساء عاريات بائسات.

كما تضم هذه القاعة لوحات تظهر العنف الذي تميز به بيكاسو مع زوجاته الثلاث وعشيقاته، وأدى بغالبيتهن إلى الجنون أو الانتحار، وتبرز لوحة "الرقص الريفي" كره بيكاسو لزوجته الأولى أولكا، وتظهر لوحتان أخريان الوجه البشع لعشيقتيه ماري تريز ودورامار، وتظهر لوحة "القبلة" زوجته الثانية جاكلين وهي في قمة الأنوثة والسعادة في حين يبدو هو أصلع مسنًّا بائسًا.

أما أهم لوحة في القاعة الخامسة والأخيرة فهي لوحة "الرسام الشاب" آخر لوحات بيكاسو(1972) وهي عبارة عن "بورتريه" لطفل صغير عيناه ميتتان يمسك بريشة الرسم، وتصور هذه اللوحة العلاقة بين بيكاسو وأبيه مدير معهد برشلونه للرسم الذي ورث عنه ريشة الرسم ويؤكد على أن ريشته ستظل باقية.وذكرت آن بالداساري مديرة متحف بيكاسو الوطني في باريس، المسؤولة عن تنظيم معرض "بيكاسو أبوظبي" أن معرض بيكاسو أبوظبي يعد المحطة الثانية من تسع معارض ينظمها متحف بيكاسو حول العالم، حيث كانت المحطة الأولى في متحف الملكة صوفيا في مدريد.

ونوهت إلى أن أعمال بيكاسو تزيد عن 70 ألف عملا فنيا مشيرة إلى أن متحف بيكاسو الوطني في باريس يضم خمسة آلاف عمل فني منها، وتقدر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات، وهذه الأعمال غير قابلة للبيع بأمر الورثة.

وأكدت أن عظمة بيكاسو تأتي من أنه لم يتخندق في مدرسة واحدة بل أتقن الكلاسيكية والكلاسيكية الجديدة والتكعيبية والسريالية وتفوق على أساتذته كما أنه حول الفن والرسم إلى لغة وعلامة وفلسفة، ولكل رسم أو نحت معنى ومغزى.

وأشارت إلى أن المعرض يعد حلقة وصل بين الغرب والشرق مشيرة إلى أنها تعمدت أن يضم المعرض لوحات تظهر تأثر بيكاسو بالحضارة العربية في الأندلس ويظهر ذلك واضحا في ملامح الفتيات العربيات والألوان والبيئة العربية، لتؤكد أن أعمال بيكاسو تمثل جسرا للتواصل بين الشرق والغرب، ومن السهل أن تتعايش الثقافات مع بعضها وتحتفظ بخصوصيتها لا أن تتقاتل.

جهاد الكردي

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...