بوترينغ في دمشق: لا سلام بلا سوريا

11-08-2008

بوترينغ في دمشق: لا سلام بلا سوريا

علم ان مسؤولين سوريين تحدثوا خلال محادثاتهم مع رئيس البرلمان الاوروبي هانس غيرت بوترنغ عن اربعة عوامل تدعم استمرار العلاقات بين دمشق وطهران. واذ سمع بوترنغ ان زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدمشق ستشهد «نتائج ايجابية» على صعيد اقامة العالأسد خلال لقائه بوترينغ في دمشق أمسلاقات الديبلوماسية بين دمشق وبيروت، اكد المسؤولون السوريون ضرورة عدم استخدام الشراكة «سلاحا سياسيا» ضد دمشق.

وكان رئيس البرلمان الاوروبي اجرى امس محادثات مع الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، على ان يستكمل زيارته الرسمية بلقاء مع شخصيات من المجتمع المدني اليوم. ونقل ناطق رئاسي عن الاسد تأكيده ان «السلام يحتاج الى جدية جميع الاطراف والى الرعاية الدولية الجادة»، معربا عن الامل في ان تلعب اوروبا دورا اهم في الشرق الاوسط وان «تتفهم حقيقة الصراع العربي - الاسرائيلي وحقوق العرب في ارضهم وبلدانهم وحقوق اللاجئين (الفلسطينيين) في العودة الى ديارهم التي ضمنها جميع القرارات الدولية». واشار الناطق الى ان بوترنغ قال ان «لا سلام في المنطقة من دون سورية».

واوضحت مصادر مطلعة امس ان بوترنغ طرح عددا من الاسئلة عن القضايا الرئيسية في الشرق الاوسط المتعلقة بعملية السلام والعلاقات بين سورية وكل من ايران واوروبا ولبنان لـ «سماع رأي» دمشق من مسؤوليها والافادة من ذلك في جلسات البرلمان الاوروبي واللقاءات الرسمية في الاتحاد الاوروبي.

وعلم ان احد المسؤولين ابلغ رئيس البرلمان الاوروبي ان استعادة مرتفعات الجولان السورية «اولوية وطنية بامتياز»، وان سورية تريد تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، وانها تدعم تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية باعبتارها امرا اساسيا لتحقيق السلام على المسار الفلسطيني. وحض الجانب السوري بوترنغ على لعب دور ضمن الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل واميركا لـ «احلال السلام القائم على الانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة».

وعن العلاقات مع ايران، قالت المصادر إن احد المسؤولين تحدث عن اربعة عوامل: اولا، انه في نهاية السبعينات حصل تغيير في ايران باعلان الجمهورية الاسلامية، ما احدث تغييرا في التوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط لصالح الأولوية الوطنية السورية (اي استعادة الجولان وتأييد العرب ضد اسرائيل). ثانيا، ان ايران دولة اقليمية وجارة للدول العربية والشيء الطبيعي ان تكون العلاقات جيدة معها. ثالثا، ان ايران دولة اسلامية عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي. رابعا، خلال مساعي دول اوروبية واميركا وبعض الدول العربية فرض عزل على سورية في السنوات الماضية، وقفت ايران الى جانب سورية ودعمتها واستثمرت اقتصاديا فيها، قبل ان يتساءل هذا المسؤول: «لماذا لا يستثمر الغرب في العلاقات السورية - الايرانية لصالح الاستقرار والامن في الشرق الاوسط؟».

واشار المسؤول الى ان دمشق سعت خلال الاتصالات الاخيرة مع طهران الى «فهم أعمق للموقف الايراني كي نسهم في طرح موقف طهران من انها تريد الاستخدام السلمي للطاقة النووية والاسباب التي يمكن التأكد عبرها من ذلك».

كما سمع بوترنغ من احد المسؤولين السوريين ان العلاقات مع لبنان هي «شأن ثنائي وقضية سورية - لبنانية تهم البلدين وتهم اوروبا»، وان دمشق «تتطلع بإيجابية الى زيارة الرئيس سليمان الاربعاء المقبل لبحث جميع الملفات التي تخص هذه العلاقات».

وزاد المسؤول «ان الرئيس الاسد كان اول من اعلن عام 2005 نية سورية اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان، لكن الظروف لم تكن مناسبة في السابق. نأمل في نائج ايجابية الآن» على صعيد اقامة علاقات ديبلوماسية.

وعن موضوع الشراكة، لاحظ الجانب السوري انه في الوقت الذي كانت دمشق تنظر إليها كشراكة حقيقية للتعاون، استخدمتها دول اوروبية، خصوصا فرنسا في عهد الرئيس السابق جاك شيراك، «سلاحا سياسيا ضد سورية، لذلك فإن دمشق لم تكن معنية بتحريكها في الفترة الاخيرة بعد تجميد هذه الاتفاقية منذ بداية 2005». واوضحت المصادر السورية: «لا يجوز استخدام الشراكة سلاحاً سياسياً. عندما تريد اوروبا الشراكة، نحن جاهزون وننتظر مبادرة اوروبية في هذا الشأن كون الشراكة اوقفت من جانب الاتحاد الاوروبي».

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...