المثنى صبح: الدراما السورية تحاول التجريب ولا تزال هاوية

04-06-2008

المثنى صبح: الدراما السورية تحاول التجريب ولا تزال هاوية

يواصل المخرج الشاب المثنى صبح تصوير مسلسله التلفزيوني الجديد «ليس سراباً»، من كتابة الروائي الشاب فادي قوشقجي، وإنتاج «شركة سورية الدولية»، وبطولة مجموعة من نجوم الدراما السورية مثل خالد تاجا وعباس النوري وسلوم المثنى صبح أثناء تصوير مسلسل «ليس سراباً».حداد وكاريس بشار وحسن عويتي وسلاف معمار.

المسلسل الذي يتوقع أن يعرض في رمضان المقبل يحكي، كما يقول صبح عن «أطياف المجتمع السوري، خصوصاً شريحة المثقفين، وحال الانسجام بين القول والفعل التي يبديها بعض هؤلاء، وتردي النوع الآخر من الوصوليين والانتهازيين». كما يتناول المسلسل «آفة التعصب الديني والتطرف الذي بات بعض مجتمعاتنا العربية شاهداً على نموه واشتداده»، و «لكن تظل سمة العمل الأساسية هي الحب، وكيف أن العلاقات الانسانية تتدمر أحياناً بفعل عوامل خارجة عن إرادة الطرفين».

ورداً على سؤال حول توجهه نحو تيمة قد لا تجذب المشاهد كونها تقترب من مناطق لم يعتد عليها، يقول صبح: «ما زلنا نحبو نحو مجتمع أهلي، مع الأخذ في الاعتبار أن المجتمعات المدنية العربية لم تتشكل، ففكرة التعلم مدنياً بهدف إيجاد مجتمع مدني ما زالت في أطوار متخلفة. وما زال يحكمنا الحس العشائري. وفي معرض رده على الطريقة التي تتم فيها المعالجة الدرامية للنص المكتوب، يقول: «هناك خطوط حمر في الدراما والمجتمعات والرقابة العربية، وتبعاً لذلك يجب التعاطي مع هذا الموضوع الذي نعمل عليه بحساسية وحذر شديدين». ويضيف ان تعاطيه مع نص لروائي شاب قد لا يلتفت كثيراً الى مسألة الخطوط الحمر، مسألة تفرحه، فـ «أنا مسرور لأنني أتعامل مع شاب مثلي، وثمة امر مشترك بيننا هو التنور والانفتاح، وكلانا يؤمن بأن وضع اليد على العيب هو طريقة لاكمال الجمال».

ويرى صبح ان ميزة الدراما السورية هي أنها «تحاول التجريب، ولا تزال هاوية حتى بعد انقضاء كل هذه السنوات».

ولا يستغرب أن تظل الدراما السورية هاوية في وقت بدأت دراما عربية أخرى تصعد الى السطح وتطرح نفسها منافسة بقوة ويقول: «خلافاً لما قد يعتقد بعضهم، أرى ان الدراما السورية إذا ظلت هاوية، فهذا عامل قوة لها، لأنها ستظل تجرب». فهل يحتمل التلفزيون فكرة التجريب على المدى الطويل؟ يجيب صبح: «ليس لدينا أدوات أخرى، ولذلك نحاول استدعاء الوسائل الجديدة إلى السطح. وسائل الاعلام طغت على كل شيء، والتلفزيون تحول إلى كتاب العصر لأننا شعوب لا تقرأ، ولهذا صار لزاماً علينا أن نصنع من التلفزيون شيئاً جديداً ومسلياً ومفيداً حتى لا يضاف إلى مجمل الأعباء الأخرى التي تنوء بها مجتمعاتنا».

وعن علاقة المثقف بالتلفزيون، يقول صبح: «هذه العلاقة موجودة في المسلسل، ذلك ان البطل هو روائي ويتحول الى الكتابة التلفزيوينة لضرورات مادية بحتة. من هنا سنكون شهوداً على اصطدام أفكاره بواقع التلفزيون، وواقع الكتابة التلفزيونية، إذ يصطدم بالرقابة التي تتسلح بوعي المجتمع السائد، خصوصاً أننا نمر الآن بمرحلة خواء فكري، فالناس يتجهون نحو التشدد ونحو الرومانسيات سواء بالايديولوجيا أو بعلاقاتهم. وربما لهذا نجحت الدراما التركية الآن لأنها تلامس رومانسيات قديمة حالها حال الرومانسيات المكسيكية التي اجتاحتنا قبل فترة» .

ويرفض المثنى صبح التعامل مع التلفزيون على أنه قيمة استهلاكية، «خصوصاً في الدراما السورية التي تتعاطى معه في شكل محترم ولائق». ولهذا، يضيف صبح: «نظل هواة ودائماً في حال تجريب لصنع ذوق أفضل وتسلية غير مبتذلة. يجب ألاّ نهزأ بالتلفزيون، وأعتقد أن الدراما جاءت لتقدم أفكاراً حيوية وراهنة لإنقاذ ما يمكن انقاذه. فأحوال السينما والمسرح والكتاب لا تسر أحداً من حولنا».

ولا يخشى صبح دخول الدراما التركية على الخط ويصنفها بأنها «موضة طارئة»، ويذكّر بأن مسلسلات سورية دبلجت قبل سنتين إلى التركية وحظيت بمشاهدة كبيرة أثناء الدورة الرمضانية الماضية.

فجر يعقوب

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...