الدراما السوريّة على خطى المسلمين الأوائل

28-05-2009

الدراما السوريّة على خطى المسلمين الأوائل

تنتقل خريطة الإسلام في تشكلاتها الأولى من جغرافيتها الأساسية في شبه الجزيرة العربية إلى صحراء تدمر في البادية السورية، مع فريق «صدق وعده» الذي تُجمع أسرته على أنّه ليس مسلسلاً دينيّاً بمقدار ما هو عمل تاريخي تدور أحداثه خلال ظهور الإسلام. العمل إنتاج مشترك بين شركتي «سامة للإنتاج الفني» (أديب خير) و«إيبلا الدولية» (هلال أرناؤوط) و«قطاع الإنتاج المصري» ليكون المشاهد مع أحد أضخم الإنتاجات العربية بتوقيع المخرج محمد عزيزية. السيناريو الذي كتبه السوري عثمان جحا عن رواية المصري عبد السلام أمين يروي سيرة جارية من مكة (ريم علي) تعيش صدمات متتابعة. تكتشف أن ما تعيشه مزيّف، فلا أبوها أبوها، ولا أمها أمها، وهي مجرّد فتاة بيْعت كي لا توأد. تتكشف هذه الحقائق عندما تقع في حب تيم (خالد النبوي) الذي يختفي سريعاً، فتبحث عنه في صحراء العرب. خلال ترحالها، تتعرّف إلى أناس الجزيرة العربية في بواكير الدعوة الإسلامية. ومع احتكاكهريم علي في مشهد من المسلسلا بهم، تعتنق الإسلام ولا تلتقي بحبيبها تيم إلا عند دخول الرسول إلى يثرب.
يؤكّد عثمان جحا أنّ القصة من المرويات التاريخية، لكن «اختلاف عملي يكمن في أنّي منحتُ مساحةً من التخيّل الدرامي لجهة قصّة الحب والمطاردات». هذا ما يوضّحه محمد عزيزية لـ«الأخبار»: «سنركز على المكابدات الأولى للمسلمين ونبتعد عن الفجاجة في الطرح الذي ساد بعض الأعمال. لن يكون المشركون إلا شخصيات درامية في النهاية». أما المنتج أديب خير، فقال ممازحاً «العمل تكفير عن خطيئة المسلسلات التركية التي أنتجها بالنسخة العربية». المصري خالد النبوي الذي يجسّد شخصية تيم، أبدى سعادته بمشاركته في «عمل احترافي متكامل»، نافياً الصبغة الدينية للمسلسل «ليس هناك ما يسمى مسلسلاً دينيّاً، هناك فقط برامج دينية».
الأمكنة والديكورات التي صمّمها ناصر جليلي وسط الصحراء المتخيّلة لمكة والمدينة المنورة والحبشة، تجعل زائر مواقع التصوير يشعر بأنّه مسافر إلى زمن آخر، فمكة بنيت وفق هندسة الوصف التاريخي، كما أنّه سيراعي تغيّراتها الشكلية مع الأحداث والزمن. لكنّ جليلي لا يخفي توجّسه من أنّ الناس لن يتقبلوا الفكرة المنطقية للديكورات لأنّ في أذهانهم صورة محدّدة، هي التي قدمها فيلم «الرسالة» لمصطفى العقاد، بعدما أصبح «مرجعية بصرية». هل سيكون «صدق وعده» إضافةً جديدة إلى الأعمال التي رصدت نشوء الإسلام، أم إنّه حلقة في تلك المسلسلات التي لن تواجه عوائق في الفضائيات العربية؟ الجواب في رمضان.

المسيح العربي

محمد عزيزية سوف «يصدق وعده» أيضاً بخصوص فيلمه «المسيح العربي». العمل سيروي سيرة المسيح وفقاً للرواية القرآنية. وكان قد توقّف بسبب «التعصب من جانب إخواننا المسيحيين» كما يقول عزيزية. وهو يعتبر أنّ هذه المعضلة غير موجودة إلا في العالم العربي بسبب انتفاء الديموقراطية. عزيزية مصمم على المضي بمشروعه الذي أصبح جاهزاً. وبسخريته المعهودة يعلّق: «المآذن شغّالة في كل مكان حيث تتلى فيها «سورة مريم» و«آل عمران» فلماذا لا يعترضون؟ ثم إنّ الصلبان مرفوعة على رؤوس الكنائس في الدول الإسلامية هل هناك رفض من المسلمين؟».

رائد وحش

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...