الحملة الإسرائيليةعلى وكالة الطاقة الذرية العالمية:الآليات والأهداف

الجمل: تقول التقارير والتسريبات الواردة من تل أبيب بأن إسرائيل قد بدأت شن حملة دبلوماسية جديدة تستهدف سوريا وإيران، ولكن هذه المرة ستستخدم إسرائيل حملتها ضد وكالة الطاقة الذرية العالمية كوسيلة لحملتها ضد سوريا وإيران.
* ماذا تقول المعلومات؟
بدأت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية تشدد حملتها وانتقاداتها لوكالة الطاقة الذرية العالمية ومديرها محمد البرادعي وتقول التقارير أن لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية ستنتقد أداء الوكالة فيما يتعلق بأزمة الملفين النوويين الإيراني والسوري.
تعتبر لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية من الأجهزة السرية إضافة إلى أنها مسؤولة عن الإشراف على عمل مفاعل ديمونا ومفاعل ناحال ومركز البحوث النووية الإسرائيلي.
تم تسريب معلومات حول قرار لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية وبموافقة رئيس الوزراء أولمرت بالتخلي عن مبدأ الحذر في التعامل مع وكالة الطاقة الذرية العالمية إزاء الخلافات المتعلقة بالبرنامجين النوويين السوري والإيراني.
نشرت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية عبر نيلي ليفشيتز المتحدثة باسمها خطاباً في مجلة نيوزويك الأسبوعية الأمريكية وجهت الاتهامات والانتقادات للدكتور البرادعي ما يلي:
• اتهامه بالفشل في إقناع السوريين بالسماح بزيارة مفتشي الوكالة لثلاثة مواقع سورية.
• اتهامه بالفشل في إقناع السوريين بعدم إزالة الحطام وإقامة بناء آخر في الموقع نفسه الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية.
• اتهامه بالعمل على تحويل الانتباه باتجاه انتقاد إسرائيل بدلاً من القيام بأداء مهامه وواجباته الأساسية.
ستركز الحملة على ممارسة الضغوط ضد وكالة الطاقة الذرية العالمية ومديرها البرادعي.
* الضغوط الإسرائيلية ضد الوكالة: الآليات الهيكلية والوظيفية:
التدقيق في مكونات سيناريو الحملة الإسرائيلية التي بدأت كما هو واضح والمتوقع تصاعدها يشير إلى أن إسرائيل ستقوم بالآتي:
• استخدام الآليات الهيكلية – المؤسسية، وعلى وجه التحديد استخدام مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي للضغط على الوكالة.
• استخدام الآليات الوظيفية – السلوكية، وعلى وجه التحديد استخدام الضغوط الإعلامية وتوظيف عناصر اللوبيات الإسرائيلية بما في ذلك شبكة جون بولتون التي تم زرعها داخل الوكالة، وعلى وجه الخصوص عملاء وكالة المخابرات الأمريكية والموساد الذي استغل بولتون منصبه عندما كان نائباً لوزير الخارجية لشؤون ضبط التسلح وحظر انتشار الأسلحة النووية ليقوم بزراعتهم داخل الوكالة وتحديداً في فرق المفتشين ومعدي التقارير ودائرة المحللين النوويين.
• استخدام آليات الضبط القيمي – الدولي، وعلى وجه الخصوص ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي العام ومعاهد حظر انتشار الأسلحة النووية وستتمثل سخرية القدر في أن يشاهد العالم إسرائيل تطالب وكالة الطاقة الذرية ومديرها البرادعي بضرورة الالتزام بتطبيق المواثيق والقوانين والمعايير الدولية ضد سوريا وإيران.
• استخدام آليات الضغط الوظيفي – السلوكي، وعلى وجه الخصوص تشديد الضغوط باتجاه إقالة الدكتور البرادعي وفرض المزيد من الضغوط لاستبداله بمدير جديد أكثر انسجاماً مع "اليد الخفية" الإسرائيلية داخل الوكالة، وتجدر الإشارة إلى أن مطالبة الإسرائيليين بإقالة البرادعي بدأت منذ عامين ولازالت مستمرة.
لم تتركز انتقادات لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية ضد وكالة الطاقة الذرية العالمية ومديرها البرادعي على موضوع الملف النووي السوري فحسب بل كذلك الملف النووي الإيراني، حيث تقول التقارير الإسرائيلية أن لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية ستثير الانتقادات التالية ضد الوكالة:
• تميز أداء البرادعي بالتراخي والإهمال إزاء إدارة الوكالة لأزمة الملف النووي الإيراني.
• تعمد البرادعي صياغة التقارير بلغة لينة ضعيفة متساهلة، بما أدى إلى تخفيف الانطباع حول مدى خطورة البرنامج النووي الإيراني.
• سعى البرادعي إلى دفع المجتمع الدولي للتسوية مع إيران.
• طريقة إدارة البرادعي المتساهلة أتاحت لإيران كسب المزيد من الوقت واستغلاله في تحقيق التقدم في برنامجها النووي.
ما هو واضح حالياً يتمثل في أن الحملة الإسرائيلية  ضد الدكتور البرادعي ووكالة الطاقة الذرية العالمية هي حملة يجب أخذها على محمل الجد وعلى ما يبدو وبسبب صعود إدارة ديمقراطية جديدة فإن الدبلوماسية الإسرائيلية ستسعى لمحاولة استخدام الوسائل القانونية والمؤسسية بما يحقق للإسرائيليين التحايل الاستباقي على القانون الدولي والمنظمات الدولية، والانسجام مع توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، التي ستكون أقرب إلى إدارة كلينتون الديمقراطية لجهة ممارسة التدخل بالوسائل الدبلوماسية، فقد استخدمت هذه الإدارة وكالة الطاقة الذرية العالمية لإدامة الضغوط والعقوبات ضد العراق واستخدمت أيضاً اتفاق دايتون (الذي لعب جورج ميتشل مبعوث السلام الحالي دوراً كبيراً فيه) لضرب يوغوسلافيا وتفكيكها إلى دويلات.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة