إسرائيل تغطي فشل التسوية: غارات على غزة

05-04-2014

إسرائيل تغطي فشل التسوية: غارات على غزة

وسط التعقيدات التي تعيشها مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال برعاية أميركية، وفي ظل الحصار الذي يعيشه قطاع غزة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، سلسلة من الغارات العنيفة استهدفت، بحسب جيش الاحتلال، مواقع تدريب للمقاومة الفلسطينية ومصانع وأراضيَ خالية في محافظات قطاع غزة، أسفرت عن دمار لحق بعدد من المنشآت وإصابتين بشريتين.فلسطيني يرمي حجارة باتجاه شرطة الاحتلال خلال الاشتباكات قرب سجن عوفر في الضفة الغربية أمس (أ ف ب)
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية بصاروخين، على الأقل، موقع «أبو جراد» القريب من محررة «نتساريم» في المنطقة الوسطى. ويتبع الموقع لـ«كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، فيما استهدف هجوم آخر أرضاً زراعية خالية قريبة من الموقع المذكور بصاروخ واحد. وفي السياق ذاته، استهدف الاحتلال أرضاً في شمال القطاع بأربعة صواريخ، قبل أن تقصف المقاتلات موقع تدريب «بدر» التابع لـ«كتائب القسام»، بصاروخ واحد.
كما شنت الطائرات غارات أخرى أحدثت انفجارات ضخمة نتيجة تتابع الصواريخ، واستهدفت مركز «شرطة الزهراء» وورشة حدادة في مدينة جباليا في شمال القطاع وورشة دهان سيارات ومصنعاً للغسالات، اندلعت فيه النيران بشكل كبير جداً. وألحقت الصواريخ التي استهدفت المصنع أضراراً بالغة، إضافة إلى تضرر بعض المنازل المجاورة، وفق شهود عيان. كما ألحقت مجمل الغارات خسائر مادية فادحة، وأضراراً بالغة في المنازل المجاورة، في وقت يعاني أصحابها من أوضاع اقتصادية متدهورة بفعل الحصار.
وجاء في بيان لجيش الاحتلال أنّ «سلاح الجو استهدف أربعة مواقع إرهابية في شمال قطاع غزة وموقعاً آخر في وسط القطاع». وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنّ الغارات جاءت رداً على إطلاق أربعة صواريخ من غزة باتجاه النقب الغربي، محملاً حركة حماس المسؤولية عن أي اعتداء ينطلق من القطاع.
من جهته، استبعد القيادي في حركة حماس صلاح البردويل أن تمهد هذه الغارات لعدوان جديد على غزة في الوقت القريب، مؤكداً أنّ الدخول إلى غزة مغامرة قد تكلف الاحتلال الكثير من الأرواح. واعتبر، في حديث إلى «السفير»، أن الغارات تأتي في سياق أنّ العدو الإسرائيلي يحاول أن يقنع نفسه بأنه قادر على أن يكون متفوقاً على المقاومة في غزة. وحول استهداف الاحتلال للمصانع والورش هذه المرة، اعتبر البردويل أنّ الاحتلال الإسرائيلي يأمل من خلال عملية الاستهداف إحداث ضغط اقتصادي يؤدي إلى أن ينقلب الشعب الفلسطيني على الحُكم في غزة.
وفي ظل التطورات في قطاع غزة، كانت الديبلوماسية الأميركية تواصل سعيها، أمس، إلى انتزاع صفقة لإنقاذ مفاوضات التسوية، حيث تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفسه عن إمكانية فشلها.
وقال كيري، خلال ندوة صحافية مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار في العاصمة الرباط، «للأسف على مدى الأيام القليلة الماضية لم يتخذ كلا الطرفين مبادرات مساعدة» على المضي قدماً بالمفاوضات. وأشار إلى أنه سيتحدث «ابتداء من اليوم (أمس)» مع الرئيس الأميركي باراك أوباما من أجل «إجراء تقييم دقيق لما يمكن وما لا يمكن فعله» في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. واعتبر كيري أنّ «هناك حدوداً للوقت والجهد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تخصصهما إذا لم تبد الأطراف النية والاستعداد لإحراز تقدم»، موضحاً في الوقت ذاته أنّ هناك ملفات أخرى ساخنة على الطاولة مثل الملف الأوكراني والملفين السوري والإيراني.
وأعلن كيري، في أكثر تقييماته تشاؤماً للمفاوضات حتى الآن، «يقولان إنهما يريدان الاستمرار. لم يقل أي طرف إنه يريد إلغاءها (المحادثات). لكننا لن نظل جالسين هكذا للأبد».
في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات أنّ كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التقى، بعد ظهر أمس، الوسيط الأميركي مارتن اينديك. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن عريقات قوله للصحافيين «وقعنا على 15 معاهدة، إلا أنه يبقى هناك 48 اتفاقية دولية ومعاهدة لم يتم التوقيع عليها بعد»، مضيفاً أنه «في حال أفرجت إسرائيل عن الأسرى الثلاثين، فإننا ملتزمون بعدم الانضمام إلى هذه المنظمات والمعاهدات والاتفاقيات، ولكن إن لم يفعلوا فلدينا حرية التصرف». وتابع «ليس لدينا ما نخسره».
من جهته، رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حديث هاتفي مع كيري مساء أمس الأول، التراجع عن طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية، على ما أعلن مسؤول فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المسؤول الفلسطيني، طالباً عدم كشف اسمه، إنّ الرئيس عباس أكد لكيري خلال اتصال هاتفي انه «لا تراجع عن خطوة التوقيع على الاتفاقيات الدولية». ونقل المسؤول أنّ «كيري أضاف أن إسرائيل تهدد برد فعل قوي ضد الخطوة الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ عباس أكد لكيري أنّ «مطالبنا ليست كثيرة وتهديدات إسرائيل لم تعد تخيف أحداً ولها أن تفعل ما تريد». وأوضح مسؤول فلسطيني آخر أنّ الجانب الفلسطيني يطالب على الأخص بالإفراج عن حوالي ألف أسير فلسطيني إضافي من بينهم قياديون مهمون، فيما تقترح إسرائيل الإفراج عن 400 بعد انتهاء فترة عقوبتهم.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون طلبا، اعتباراً من يوم الأربعاء الماضي، من رئيس الإدارة العسكرية التي تدير المناطق الفلسطينية الجنرال يواف مردخاي اقتراح سلسلة إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين. ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ السلطات الإسرائيلية تنوي تجميد الترخيص الممنوح لمشغل الهواتف النقالة الفلسطيني «الوطنية» لتطوير شبكة البنى التحتية في قطاع غزة. كما تعتزم أيضاً تقليص أنشطة الفلسطينيين في المنطقة «ج» في الضفة الغربية المحتلة، حيث هناك مستوطنات وحيث تمارس إسرائيل سيطرة مدنية وعسكرية كاملة بحسب وسائل الإعلام. وأضافت أنّ إسرائيل جاهزة لتجميد نقل الضرائب التي تجمعها لحساب السلطة الفلسطينية.
من جانب آخر، وفي خطوة اعتبرها معارضوها إجراء رد أيضاً، أعطت وزارة الداخلية الإسرائيلية موافقتها، أمس، أيضاً على مشروع بناء متحف للآثار مثير للجدل في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة. كما تظاهر حوالي 1500 فلسطيني أمام «سجن عوفر» الإسرائيلي قرب رام الله في الضفة الغربية في تحرك نظمته القوى الفلسطينية تضامناً مع عائلات الأسرى الفلسطينيين الذين كان يفترض الإفراج عنهم في 29 آذار الماضي. وأصيب ثمانية متظاهرين بجروح من طلقات الجنود الإسرائيليين، من بينهم اثنان جروحهما بليغة، بحسب مصادر طبية.
وستعقد الكنيست الإسرائيلية جلسة عامة الاثنين لبحث أزمة المفاوضات، كما أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» المؤيدة للحكومة. وبحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية، فإنّ القادة الإسرائيليين لا يستبعدون التمكن من تجاوز العراقيل قبل انتهاء الفترة المحددة للمفاوضات في 29 نيسان الحالي. وأشار مراسلو الدفاع في «يديعوت» و«هآرتس»، أمس، إلى أنّ رد عباس على عدم الإفراج عن الأسرى كان مدروساً، نظراً إلى أنّ طلبات الانضمام تتعلق فحسب بنصوص لا تشكل خطراً جدياً على إسرائيل.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...