آخر الفضائح الرقابية في التلفزيون السوري

08-07-2009

آخر الفضائح الرقابية في التلفزيون السوري

في مطلع شهر حزيران (يونيو) الماضي، جرت مصادمات عنيفة في بلدة (الرحيبة) التي تبعد حوالي خمسين كيلومتراً شمال شرق العاصمة دمشق، بين أهالي القرية والشرطة أثناء تنفيذ عمليات هدم منازل مخالفة. قتل فيها أربعة أشخاص وجرح أكثر من 15 آخرين. ووصفت بلدة الرحيبة بأنها كانت ساحة حرب حقيقية أثناء وقوع الصدامات فيها.
وكانت الصدامات قد اندلعت بين المواطنين وقوات الأمن عندما بدأت اللجان المكلفة بالهدم مدعومة من قوة أمنية بتنفيذ عمليات هدم'71 منزلا 'مخالفا' في البلدة في أعقاب صدور قرار بذلك من محافظة ريف دمشق تطبيقا لقوانين منع المخالفات الصادرة مؤخرا.' والمعروف أن كثيراً من مسؤولي البلديات يقبضون رشاوى كبيرة لتسهيل البناء العشوائي المخالف، ولهذا استفز الكثير من المواطنين في بلدة الرحيبة أن يكون نفس المسؤولين الذين قبضوا منها الرشاوى الكبيرة من أجل السماح لهم بالبناء، هم من يقومون بتنفيذ عمليات الهدم، بحجة تطبيق القانون، وهم الذين قبضوا ثمن مخالفة القانون!
هذا الحدث الكبير، الذي قرر مجلس الشعب السوري لاحقاً، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أحداثه، تحمست معدة برامج في التلفزيون السوري لتغطيته في برنامجها الأسبوعي الخدمي (معكم) على القناة الأولى... بعد أن وصلتها احتجاجات ونداءات من أهالي البلدة.. فالحدث يندرج تماماً ضمن اهتمامات البرنامج، وهو لا يعكس أي بعد سياسي لا سمح الله... إنها عملية احتجاج مهما كانت طبيعتها، إلا أنها تتصل بمسألة بناء مخالف وعمليات هدم لا أكثر ولا أقل!
لكن ما حدث بعد ذلك، أن الزميلة (سمر شمة) معدة البرنامج المذكور، والتي تشغل وظيفة (رئيسة دائرة البرامج في الفضائية السورية) عوقبت على فعلتها الإعلامية الشنيعة، وصدر قرار بإقالتها من رئاسة البرامج في الفضائية أولاً... وبإبعادها من البرنامج الذي تعده بدأب وإخلاص منذ سنوات... ومعها المذيعة التي قدمت المادة!
الطريف في الأمر أن مخرجة البرنامج (سهير سرميني) مديرة القناة الأولى، التي تتحمل مسؤولية ما بث مرتين... الأولى لأنها مخرجة البرنامج، والثانية لأنها مديرة القناة التي بث فيها البرنامج، استثنيت من غضب السيد وزير الإعلام، لأنها من (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)... وجرى اعتبار الأمر بأنه مسؤولية معدة البرنامج ـ بل ومذيعته - لا مخرجته!
شخصياً أنا أبرئ السيدة سرميني من هذه المسؤولية، لأن التوجه نحو عكس نبض الشارع الحقيقي والاقتراب من أوجاع وآلام الناس هو آخر هموم عملها التلفزيوني... وهذا التوجه هو بالفعل ما كانت تحرص عليه الزميلة المبعدة سمر شمة... وأعتبر إيقافها على العمل وساماً على صدرها... ووصمة عار في جبين كل من يتبجحون بتطوير الإعلام السوري، ولا ينفكون يطلقون الأكاذيب ليل نهار عن سعي التلفزيون السوري للاقتراب من جمهوره المحلي، وعكس صورته وهمومه وتطلعاته بأمانة وصدق... وبلا أي رقابة... وباي باي يا رقابة!

قرار طرد الخبرات: استهجان متواصل!

ما زال قرار وزير الإعلام السوري بطرد الخبرات الإعلامية وسد كل أبواب العمل وأشكال التعامل معها في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بحجة أنها تجاوزت السن القانونية، حتى للعمل على الفاتورة... ما زال هذا القرار يتفاعل في الأوساط الإعلامية السورية، ويلقى مزيدا من صيحات الاستهجان والاستغراب، من هذه العقلية التي تزدري خبرات الرواد، وتحجر عليهم في سجن الإقامة الجبرية المهنية!
إعلامي سوري لامع يعمل في إحدى المحطات الخليجية، عبر عن صدمته من القرار... واعتبر أن القرار لا يشكل طرداً للإعلاميين الكبار الذين كانوا يعملون في البلد، بل يسد منافذ الرجوع على أولئك الذين هم خارج البلد. وأضاف هذا الإعلامي بأننا مهما عملنا في الخارج فنحن ضيوف على هذه المحطات، ولابد أن نعود إلى بلدنا. إذا قررت العودة غداّ لأي سبب من الأسباب... فماذا سأعمل؟!
بالمناسبة إذا كانت لدينا قامة مثل (حمدي قنديل) تريد أن تقدم برنامجاً في التلفزيون أو الفضائية السورية... كيف سنتعامل معها وقد تجاوزت السن القانونية؟! فعلاً مشكلة كبيرة يا جماعة.

محمد منصور

المصدر: القدس العربي

نبيل صالح: نسور وذئاب وأمجاد

التعليقات

لا تعتبوا على التلفزيون و الاعلام السوري الذي دافع و حمى فساد عدد من الدكاترة في كلية التربية في دمشق و كان فسادهم قد ثبت عليهم تماما و بعد ذلك كان قد حماهم على حساب من اخطئ اولئك الدكاترة الفاسدين بحقهم اكثر بكثير من الفساد و الخطئ فساد دام سنوات و سنوات من عام 89 الى ما بعد 2000 تصرفات عبرت عن تخلف و غباء الدكاترة و تخلف عقلهم و سوء اعمالهم و اساءتهم لثقافة و عادات الاخرين في ذات المجتمع و كل من حماهم بطرق اقذر من فساد الدكاترة الذين بالاضافة لفسادهم و فساد من يحميهم قاموا بسرقة افكار و اعمال الغير الذي قاموا بالاساءة اليه ان قانون الفساد و اللااخلاق و قلب الحقيقة و حماية المخطئ هو السائد في قيم اولئك الفاسدين ********* الذين لا يمتون للقيم و الاخلاق بشئ

أعترف وأقر وأنا بكامل قواي العقلية بأنني لست ممن يتابعون الإعلام المرئي والمكتوب. لا لسبب ولكن أشعر وكأن الإعلام لدينا يجب أن يوضع في قانون العقوبات السوري بمعنى كل الجرائم التي تمس المواطن بشكل مباشر أو غير مباشر مثل الرشاوى والمخالفات المرورية والغش التمويني يجب أن تستبدل العقوبات الجزائية بحقهم ويعاقبوا وفق القانون الإعلامي الجزائي ويوضعوا في غرفة منفردة لمدة "سبعة أيام"ولا تنسوا أن تكون هناك أفضل الوجبات "والشراب...."ومن ثم إجبارهم على متابعة التلفزيون السوري الأرضي والفضائي وتقديم تقرير يومي عما شاهدوه وبعد هنيهة"أعجبتني هنيهة"من الزمن وأنا الكافل والضامن بسكتة دماغية أو جلطة قلبية أو أقلها رجفة ورعشة ملازمة لهم طوال عمرهم ..........وبأس المصير . كما أتمنى على وزارة الإعلام إقرار قانون جديد يغلظ العقوبة على كل مسئول يخرج علينا ببيان صحفي يبدؤه "أخي المواطن" .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...