«يوم الأرض» يوحّد فلسطينيي الداخل

31-03-2010

«يوم الأرض» يوحّد فلسطينيي الداخل

لم يشأ الاحتلال أن تمر الذكرى الرابعة والثلاثون لـ«يوم الأرض» من دون ارتكاب مزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين، حيث قتلت قواته، أمس، فتى فلسطينياً خلال مسيرة سلمية في رفح، فيما أصابت العشرات خلال مسيرات مشابهة في الضفة الغربية وأماكن عديدة في قطاع غزة، في وقت أحيى فلسطينيو العام 1948 الذكرى بالتأكيد مجدداً على أهمية الصمود في مواجهة فلسطيني يرفع صورة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال تظاهرة سخنين أمس.العنصرية الإسرائيلية ومشاريعها الاستيطانية والتهويدية.
وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في غزة معاوية حسنين إنّ الفتى محمد زيد إسماعيل الفرماوي (15 عاماً) استشهد بنيران جنود الاحتلال قرب السياج الفاصل قرب مطار الرئيس الشهيد ياسر عرفات في شرقي رفح.
كما أصيب خمسة فلسطينيين، بينهم طفل في التاسعة من العمر، خلال تظاهرة في مخيم المغازي شرقي القطاع، احتجاجاً على السياج الأمني الذي تقيمه إسرائيل على طول الحدود بين غزة وأراضي العام 1948، فيما أصيب 11 فلسطينياً خلال مسيرتين سلميتين في منطقتي خزاعة وعبسان.
وكان مئات الفلسطينيين شاركوا، منذ صباح يوم أمس، في مسيرات سلمية دعت إليها «الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي». وقال منسق الحملة محمود الزق إنّ ست مسيرات انطلقت بشكل متزامن من كافة محافظات غزة باتجاه الحدود مع أراضي العام 1948، مشيراً إلى أنّ مئات الشبان كانوا على تماس مباشر مع قوات الاحتلال التي أعلنت استنفارا على الحدود.
وشهدت مختلف مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية مسيرات شعبية في ذكرى «يوم الأرض»، حيث قام مئات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بغرس الأشجار في المناطق التي يتهددها الاستيطان وجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، فيما شهدت قرية بدرس قرب رام الله مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال، التي اعتدت عليهم بالرصاص وقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
داخل الخط الاخضر
وكان فلسطينيو العام 1948 استهلوا فعاليات ذكرى «يوم الأرض» بزيارات قامت بها وفود من «مثلث يوم الأرض» (سخنين وعرابة ودير حنا) لأضرحة الشهداء، فيما نظمت لجنة المتابعة العربية داخل الخط الأخضر مسيرة مركزية في مدينة سخنين في الجليل، شارك فيها أكثر من 30 ألف فلسطيني، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وشعارات كتب عليها «المجد والخلود لشهداء يوم الأرض».
وقال النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة إن هذه المشاركة الواسعة في إحياء ذكرى «يوم الأرض» تلقي على عاتق القيادة العربية في الداخل استثمار جهوزية الناس لتصعيد النضال ضد سياسات الاحتلال، فيما اعتبر النائب محمد بركة أنّ «يوم الأرض هو مناسبة للنضال من أجل التشبث بالأرض ووجودنا»، في حين رأى النائب أحمد الطيبي أنّ «الأوضاع هذه الأيام اصعب، وتشكل خطورة أكبر على الوسط العربي، ذلك اننا نسمع اليوم هذه السياسة العنصرية من قبل وزراء في الحكومة الإسرائيلية وكذلك من نواب وزراء».
من جهته، دعا رئيس بلدية سخنين مازن غنايم إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس، فيما هاجم رئيس «لجنة المتابعة العليا» محمد زيدان سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية والقوانين التمييزية ضد فلسطينيي العام 1948.
وشهدت مسيرة سخنين عراكاً بين عدد من الشبان وشخصين رفعا صورتين للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والقيادي في المقاومة الشهيد عماد مغنية، وذلك بعدما اشتبه في أنهما عميلان لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي.
وفي قرية العراقيب في النقب، نظمت لجنة المتابعة العليا مهرجاناً خطابياً تحت شعار «هنا باقون، ما بقي الزعتر والزيتون»، بمشاركة النائبة العربية في الكنيست حنين الزعبي، التي اعتبرت «مصادرة الأرض حربا ضد الوجود العربي، وجزءا من سياسة الدولة اليهودية».
إلى ذلك، أصدر المجلس المحلي في بلدة عرابة في الجليل قراراً بتسمية عدد من شوارع البلدة بأسماء تاريخية عربية، وذلك رداً على قرار وزير المواصلات الإسرائيلي إسرائيل كاتس بعبرنة أسماء المدن العربية في أراضي العام 1948.
مواقف
وأجمعت القوى والمؤسسات والشخصيات الوطنية والسياسية على ضرورة رص الصفوف وإعادة الوحدة الوطنية لمواجهة الاستيطان. وقال رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض، خلال مشاركته في حراثة حقل وحفر قناة للري في قرية قراوة بني حسان شمالي الضفة الغربية، إن «شعبنا مصمم على حماية أرضه والدفاع عن حقه في العيش عليها بحرية وكرامة، فنحن متجذرون في هذه الأرض، ونحن هنا منذ البدايات وسنبقى حتى النهايات».
وأكدت حركة فتح تمسكها بـ«المقاومة السلمية»، مطالبة إسرائيل بالإفراج الفوري عن عضو لجنتها المركزية عباس زكي الذي اعتقل قبل يومين خلال مسيرة في بيت لحم في الضفة الغربية. وقال عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث إن فتح بكافة أطرها القيادية متمسكة بـ«المقاومة السلمية على الأرض جنبا إلى جنب مع الحراك السياسي الرافض لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان».
من جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح إن مناسبة يوم الأرض هي مناسبة كل الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم ووطنهم ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياسته الغاشمة الاستيطانية، فيما دعا الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي إلى «تعزيز المقاومة الشعبية وإسنادها إلى جبهة موحدة تمثل كافة أبناء شعبنا».
ودعا الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني «فدا» إلى «تعزيز صمود الفلسطينيين في أرضهم، وبخاصة المقدسيين والمزارعين وأولئك الذين يعيشون في مناطق مهددة بالاستيطان والجدار العنصري»، مشدداً على ضرورة «تصعيد كل أشكال المقاومة الشعبية للمحتل ومستوطنيه».
وفي غزة، دعت حركة حماس إلى «الالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة في مواجهة المخططات الصهيونية، دفاعا عن الأرض والعرض والمقدسات»، مطالبة بـ»تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته، وفك حصاره وعدم إعطاء أيَّ غطاء لأي شكل من أشكال التفاوض العبثي المباشر وغير المباشر مع العدو».
بدورها، اتهمت «اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة» إسرائيل بالسعي للاستيلاء على «كل الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس»، معتبرة أنّ حصار قطاع غزة «جزء من مشروع تهجير الفلسطينيين عن أرضهم وتحويل حياتهم إلى جحيم».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...