«غرفة صغيرة»... وكثير من القهر

04-04-2013

«غرفة صغيرة»... وكثير من القهر

 غرفة صغيرة في أحد أحياء دمشق، ينمو فيها الخوف واليأس وعبث الخيانات المتبادلة. لكن أصحابها يختنقون حباً، ويتوقون إلى الحرية. في هذه المساحة النفسية، تتحرك شخصيات «الغرف الصغيرة» التي تعرض الليلة في «دوار الشمس» ضمن «منمنمات: شهر لسوريا». المسرحية من تأليف وإخراج الكاتب السوري وائل قدور، تدور أحداثها في دمشق 2010.وائل قدور

في سينوغرافيا عبارة عن كنبات وطاولة وستيريو وسجادة وسلّة غسيل، ستُبادل صبا (فاتنة ليلى) صاحب البقالة سعد (شادي علي) والدكتور عمار (وائل معوض) الحب والخيانة، فيما سيبادلانها حياتهما الرازحة تحت وطأة القمع والكبت. صبا شابةٌ جامعية فاتنة وذكية كَتب لها القدر أن تعتني بأبيها الذي فقد وعيه لثماني سنوات. هكذا تجد نفسها محبوسةً بين أربعة جدران، تُغيّر للأب حفاضه يومياً؛ لكنها تحتفل بأشيائها الصغيرة، وتُسلّي نفسها بتصفيف شعرها، والاستماع إلى أغاني فضل شاكر قبل توبته النصوحة؛ وتربّي الأمل بالزواج والعمل والسفر في غفلة من ذلك الأب المُغيّب عن واقعها التي راحت تشقه بنفسها، وأخيها الذي تستشعر في اسمه (كمال) تهديداً بانتقاص حريتها. هكذا ستخوض مغامرات الحب مع صاحب البقالة سعد، لتجمعهما ليلاً تلك الكهرباء المنقطعة في أحد أحياء دمشق. بين المشاهد، ستهبط العتمة مع صوت الغسالة التي تجاهد في غسل اليأس الذي يعتمل في صدر صبا. سيبرز الدكتور عمار، الطبيب الذي يتابع صحة والدها كل يوم سبت، وقد أحب صبا التي أتاحت لها زيارته الأسبوعية وقتاً لتذوق لذة الحب. ستعتمل الغيرة في صدر الدكتور عمار من سعد صاحب البقالة. كيف تخونه صبا وتحب شاباً غير متعلم، ولا يريد الزواج بها؟ ألا تخاف من معرفة أخيها؟ ستحاول صبا الانتحار بعدما رفض سعد الزواج بها. مدخول البقالة لا يكفي لإعالة أُسرتين، كما لن تحتمل العيش في غرفة في بيت عائلته. حماتها لن ترحمها. وسترفض هي الهرب مع سعد، لئلا تطاردها سكاكين أخيها مثلما طاردت إحدى صديقاتها يوماً، وأردتها قتيلة. الحلّ إذن أن يُقتل الأب فاقد الوعي؟ سيكون الدكتور عمار ذو الثقافة أكثر تصميماً في هذا. سيطلّق زوجته التي تخونه، ويُعلن لصبا سلفاً ساعة موت أبيها، ويوم خطبته إياها. وسينتهي العرض على مشهد اعتراف صبا للدكتور عمار بقتلها القطة التي أهداها إيّاها. إنها غرفة سورية صغيرة مشحونة بالخوف والقهر ولا متسع فيها لحب «بسيّنة». لا تخلو مشاهد المسرحية من إسقاطات سياسية واجتماعية، تُمرر بشغف وحميمية آسرتين. مسرحية جيل قرر أخيراً أن يُفجر خوفه ويأسه في الشوارع والميادين. جيل من يتامى الآباء الفاقدين لوعيهم.

«الغرف الصغيرة» لوائل قدور: 8:30 مساء اليوم وغداً

مصطفى مصطفى

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...