شحّ المياه يهدد ثلثي الدول عام 2025

27-08-2010

شحّ المياه يهدد ثلثي الدول عام 2025

الفيضانات الأخيرة في باكستان والجفاف الذي ضرب مناطق في أفريقيا كانت آخر الكوارث الفتاكة التي يكابدها ملايين في العالم وتجلت في وجه خاص بانعدام الوصول إلى إمدادات مياه نظيفة وصالحة يمكن التعويل عليها وغياب الصرف الصحي.

ففي العام الماضي أنفقت الولايات المتحدة 774 مليون دولار لمساعدة 62 بلداً نامياً على إيجاد حلول لمشاكل مياهها، بما فيها 48 مليوناً لمشاريع ترعاها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في باكستان. كما أن المساعدات الطارئة التي تضخها واشنطن في باكستان التي نكبتها الفيضانات سترفع مما أنفقته في 2010 على مشاريع المياه والصرف الصحي.

ويُنكب بالفيضانات وحالات الجفاف عدد يزيد على منكوبي الكوارث الطبيعية الأخرى مجتمعة، كما أن مياه الشرب غير السليمة تتسبب في وفاة عدد أكبر مما تسببه الحروب من خسائر بشرية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، إذ يفقد أكثر من 1.7 مليون شخص أرواحهم سنوياً من تبعات العيش من دون مياه شرب وانعدام أماكن للصرف الصحي. والأصغر سناً هم الأكثر عرضة للأخطار، إذ أن 90 في المئة من الذين هلكوا لم يبلغوا عامهم الخامس، وفقاً لأرقام المنظمة.

وتقفّى التقرير الخامس عن التقدم لوزارة الخارجية إلى الكونغرس الأميركي، صدر في 13 آب (أغسطس) الجاري، النمو في الإنفاق على المياه النقية والتغيير في تأكيد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في اتجاه تأمين مياه نقية وصرف صحي وأمور صحية.

وأنفقت الوكالة نحو 600 مليون دولار على مشاريع ماء في 2009 بزيادة عن مجموع الـ400 مليون قبل عامين. وأنفقت 80 في المئة على المياه النقية والصرف الصحي وخصص الباقي لإدارة الموارد المائية والري وجهود أخرى لتفعيل إنتاجية المنظومات المالية، ولخفض أخطار الكوارث.

وتتوزع البلدان الـ62 التي نفذت فيها مشاريع خلال 2009 على أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وشرق أوروبا والشرق الأوسط. وبحسب التقرير تستهدف مـسـاعدات وكـالة التنمية الدولية مشاريع مستدامة «تشمل حلولاً بسيطة التقنية، مثل تنقية المياه والصنابير العامة والمياه التي تضخ في الأنابيب على نطاق ضيق، والآبار، وشبكات مجارى صغيرة، ومراحيض صحية وغير ذلك.

ويخصص مزيد من الأموال إلى مناطق ضربها الجفاف في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ورصد مبلغ 10 ملايين دولار فقط لهبات الوكالة الأميركية للتـنمية الدولية للمياه النقية في أفريقيا، بينما خصص مبلغ 96 مليون دولار العام الماضي إلى بلدان أفريقية، تلقى السودان وحده 39 مليوناً منها.

يذكر أن مؤسسة تحدي الألفية التي أنشأها الكونغرس الأميركي في 2004 للعمل مع بلدان فقيرة على مشاريع التنمية الاقتصادية، تعقد اتفاقات على مدى 5 سنوات مع بلدان العالم لتمويل ما لديها من مشاريع ذات أولويات قصوى. وتتقدم مشاريع الطرق والصحة والزراعة على مشاريع المياه في بلدان، لكن المؤسسة مولت مشاريع مياه وصرف صحي بقيمة 1.3 بليون دولار منذ عام 2005.

ويعرض تقرير الخارجية الأميركية إلى الكونغرس، تحليلات لمشاكل المياه في 34 بلداً ويقوّم فعالية المعونة الأميركية. وعلى العموم، آلت جهود الولايات المتحدة في 2009 إلى إيصال مياه شرب سليمة إلى 5.7 مليون شخص وصرف صحي لـ1.3 مليون إنسان.

لكن لا يزال هناك شوط طويل، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية بأن 800 مليون شخص محرومون من المياه النقية وأن مليوني شخص في العالم يعيشون من دون صرف صحي أساسي. ويتوقع خبراء أنه بحلول 2025 ستتعرض إمدادات المياه في ثلثي بلدان العالم لضغوط وشح.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...