أدونيس في «شام أف.أم»: مادة لا تناسب الجمهور الإذاعي

03-08-2010

أدونيس في «شام أف.أم»: مادة لا تناسب الجمهور الإذاعي

بدأت إذاعة «شام أف.أم» السورية أمس الأول ببث أولى حلقاتها من برنامج «قصيدة اسمها أدونيس»، الذي سيقدم إلى المستمعين عشر حلقات مسجلة مع الشاعر في قريته قصّابين. الشاعر أدونيس
وينطلق البرنامج، بحسب ما قالت المعدّة والمقدمة هيام حموي، من بعض ما كتب عن الشاعر، خصوصاً عبر كتاب «أدونيس عراف القصيدة العربية» لمؤلفه عابد اسماعيل. وتضيف «لم أرد أن أقدم أطروحة عن الشاعر، أو أعرض آراءه حول باقي الشعراء، فتلك نقاشات نخبوية، بل أريد أن أُسمع الناس ماذا يقول الشاعر عن حياته، لتقريب الجمهور من تجارب أدبية ليس في متناول الجميع». ولكن حموي التي لديها تجارب إذاعية مماثلة، مع عدد من الشعراء، من بينهم نزار قباني وعبد الرحمن منيف، لم تنعكس نواياها الحسنة في مضمون البرنامج، الذي حفل في حلقته الأولى «بحمولة» غير إذاعية على الأرجح. بمعنى أنها لا تناسب جمهور الإذاعة.
اختارت حموي أن تستل مقاطع من الكتاب المشار إليه لتترك التعليق لأدونيس على كل مقطع. فكانت كلمات حول الشاعر وعلاقته في الأسطورة القديمة، الخصب والانبعاث، إيثاكا، عوليس القصيدة العربية، كل ذلك ورد في ربع ساعة فقط، مدة الحلقة، والتي تضمنت ايضاً قصائد بصوت الشاعر، يبدو أنها غير مسجلة خصيصاً للبرنامج.
أن يحل شاعر من «وزن» أدونيس ضيفاً على جمهور إذاعي عريض، فذاك بمثابة فرصة كان الأجدر أن يحسن اغتنامها، من باب العمل اكثر على تقريب تجارب نخبوية في مجال الشعر من الناس. ولعلها شكلت فرصة لتقديم صورة لا تعكسها عادة اللقاءات التي تجرى معه عادة، صورة صوتية لأدونيس وحضوره في قريته قصابين، ولعلاقته مع الناس، ومع بيته الذي أشرف على بنائه هناك. ولكن كل ذلك غاب عن المستمع. ولعل سؤال حموي لأدونيـــس حول ما إذا كان النـــاس في قريته ينادونه باسم علي (اسمه الحقيقي) أم أدونــــيس، كان الســـؤال الاقرب الى التبسيط منه الى التعقيد، الطاغي على أجواء الحلقة.
إذاً اختارت حموي مقاطع من الكتاب لتبني عليها حوارها مع الضيف، وهي مقاطع صعبة، ومكتوبة اساساً للقراء، وليس للمستمعين. لذا كان عليها أن تعدّ أسئلتها الإذاعية الخاصة، وهي التي تعرف أن الكتابة للإذاعة غير الكتابة لقراء نخبويين.
ثم لماذا لا يجري فعلاً تسجيل مقاطع من شعر أدونيس بصوته، خصيصاً لجمهور الإذاعة؟ فهل يصعب أن يحضر شخصياً إلى استوديو «شام FM» مثلاً؟
هناك وقت لكي يعيد البرنامج النظر بأسلوب مقاربة شخصية أدونيس، ما زلنا في الانطلاقة الأولى على درب الحلقات العشر التي تتمحور حول الضيف الاستثنائي.

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...