إسرائيل تطلب دخول الجيش اللبناني إلى القرى الجنوبية
يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت اجتماعاً حاسماً اليوم مع الرئيس الأميركي جورج بوش. ورغم أن اللقاء كان مقرراً من أجل إظهار الدعم الأميركي لرئيس الحكومة الإسرائيلية الضعيف إلا أن تطور الأحداث أعطاه بعداً آخر، لا سيما وان الموضوع الفلسطيني عاد ليضغط من جديد على الاتصالات بين الدولتين في ظل ما جرى في قطاع غزة مؤخراً.
ومع ذلك، فإن إطلاق الصواريخ على كريات شمونة من الأراضي اللبنانية عزز المطالب الإسرائيلية بشأن توسيع تفويض القوات الدولية إلى شمالي الليطاني والحدود السورية. أما في الموضوع الإيراني، فقد ظهر نوع من التراجع الإسرائيلي عن التركيز على العمل العسكري بعدما تبين للحكومة الإسرائيلية أن هذا الخيار ليس وارداً لدى الإدارة الأميركية في هذه المرحلة.
وقد أبلغ أولمرت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اللقاء الذي جمعهما، أمس الأول، في نيويورك، أنه لو وقعت إصابات جراء القصف الصاروخي لكريات شمونة لاضطرت إسرائيل إلى الرد، لافتاً إلى أنّ التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية أكدت أنه لا دخل لحزب الله بالأمر لا من بعيد ولا من قريب.
وفي مستهل اللقاء، قال أولمرت لبان إنّ إسرائيل قلقة جداً من إطلاق الصواريخ، ولذلك فإنّ على الأمم المتحدة أن تعزز وجودها. وشدّد أولمرت على أن «إطلاق الصواريخ يعزز الحاجة إلى تعزيز الصلاحيات الممنوحة للجيش اللبناني وللقوات الدولية»، فيما لفت مرافقون لأولمرت إلى أن إثارة موضوع الصواريخ يفيد إسرائيل عند انتهاء التفويض الحالي للقوات الدولية في آب المقبل لتبرير أمر توسيع صلاحياتها للانتشار على الحدود مع سوريا.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن تنظيم القاعدة أو أحد متفرعاته هو على الأغلب من أطلق الصواريخ. ونشرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي حديثاً عابراً بين رئيس الأركان غابي أشكنازي ورئيس شعبة الاستخبارات عاموس يادلين قبيل الدخول إلى مداولات أمنية. وقال يادلين في هذا الحديث رداً على استفسار من أشكنازي حول ما يجري في لبنان «إنها القاعدة وهي موجودة هناك منذ ست سنوات».
وامتدح أولمرت أمام بان دور القوات الدولية العاملة في الجنوب اللبناني مركزاً على الفارق في النجاعة بينها وبين تلك القوات التي كانت موجودة قبل حرب تموز. ومع ذلك أبدى قلقه من عدم إقدام القوات الدولية والجيش اللبناني على الدخول إلى القرى في تلك المنطقة، مشيراً إلى أنّ حزب الله أعاد نشر صواريخه المصوبة نحو إسرائيل في بيوت تلك القرى.
وكان مصدر سياسي إسرائيلي رفيع أعلن أنه رغم أن «اليونيفيل» ليست قوة أطلسية معززة، إلا أن التفويض المعطى لها وتعليمات اطلاق النار تتيح لقائدها الجنرال كلاوديو غراتسيانو بأن يصدر أوامره لجنوده لمواجهة أوضاع قتالية في مواجهة العمليات الإرهابية. وأضاف «نحن نتوقع من اليونيفيل بان تمارس التفويض وتستخدم القدرات الموجودة لديها ولا يعقل إلا أن يقوم جيش تعداده 15 الف مقاتل كلهم من الجيش النظامي الاختصاصي والمدرب في بلادهم بفرض نظام وقف إطلاق النار الذي نص عليه قرار الامم المتحدة 1701 بوسائل فعالة».
وبحسب «يديعوت أحرنوت» فإن أولمرت حث الأمين العام للأمم المتحدة على دفع الجيش اللبناني لنشر قواته على الحدود مع سوريا، وقال له إن اللبنانيين يقولون إنه ليس هناك تهريب للأسلحة من الحدود اللبنانية لأنهم يتعرّضون لضغوط سورية. وأضاف «لحسن الحظ لم تقع إصابات وإلا لانتهت الأمور بشكل مغاير، حينها كان الرد الإسرائيلي سيختلف»، مشيراً إلى أنّ «هذا يذكرنا بالحاجة إلى تنفيذ القرار .1701 وكذلك الحاجة إلى إغلاق الحدود السورية اللبنانية أمام عمليات التهريب».
وحثّ أولمرت بان كي مون على بذل كل جهد من أجل الإفراج عن الأسيرين الإسرائيليين لدى حزب الله إلداد ريغف وإيهود غولدفيسر. مذكراً بان بأنّ «الذكرى السنوية الأولى لاختطافهم تقترب. وهذا أمر يمزق قلب إسرائيل بأسرها، فأمة بكاملها تود معرفة ما حدث لجندييها».
وحول الوضع في فلسطين أوضح أولمرت أنّ «الأحداث الأخيرة في غزة قد برهنت أن إسرائيل كانت محقة دائماً في نهجها تجاه حكومة الوحدة الفلسطينية»، مطالباً بألا تقع الأسرة الدولية في إغراء حلول وقف إطلاق النار التي تعيد حماس وفتح الى الحكومة نفسها.
وأكد أنّ إسرائيل ستتعاون مع الحكومة الجديدة التي شكّلها رئيس السلطة محمود عباس والتي أدّت يمين الولاء، أمس».
وقد أمضى أولمرت يومه الأول في العاصمة الأميركية حيث عقد لقاءات مع شخصيات من مختلف المستويات من بيل غيتس إلى نائب الرئيس ديك تشيني مروراً بأعضاء في الكونغرس وشخصيات يهودية ووزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الأمم المتحدة تدرس إمكان ممارسة ضغوط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، مشيرة إلى أنّ المنظمة الدولية انتهت تقريباً من إعداد خرائط لمنطقة المزارع، وتدرس إمكان نشر هذه الخرائط والضغط على إسرائيل للانسحاب من هذه المنطقة.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد