وساطـة أفريقيـة فـي ساحـل العـاج لإبعــاد شبـح حــرب أهليــة ثانيــة

06-12-2010

وساطـة أفريقيـة فـي ساحـل العـاج لإبعــاد شبـح حــرب أهليــة ثانيــة

على عجل، تدخل الوسيط الجنوب أفريقي ثابو مبيكي امس. امضى ساعة ونصف ساعة مع الرئيس المنتخب لساحل العاج لوران غباغبو. ونصف ساعة مع الرئيس الفائز بالمنصب نفسه الحسن واتارا. حرص على الا ينحاز لاحد، لكن إقناع المتشبث بالسلطة التخلي عنها بدا أكثر صعوبة، وخصوصاً أن الانقسام هناك بدأ يتخذ طابعاً طائفياً، ناهيك عن البعد العرقي والجغرافي، وإن بقي الأمن ضمن حدود السيطرة، واكدت مصادر الجالية اللبنانية ان اللبنانيين الذين يزيد عددهم على مئة الف لبناني بخير.
وسعى رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي أمس إلى التوسط لإنهاء خلاف بشأن انتخابات الرئاسة في الدولة المقسمة في غرب إفريقيا، خاصة بعدما أعلن كل من غباغبو، وهو كاثوليكي، ومنافسه واتارا، وهو مسلم متزوج من يهودية، فوزهما، وأديا اليمين الدستورية.
وبعد لقاء استمر نصف ساعة مع مبيكي، الذي أوفده الاتحاد الإفريقي إلى ساحل العاج، في فندق أبيدجان الكبير قال واتارا «استقبلت الرئيس مبيكي بصفتي رئيسا لساحل العاج»، وأمل أن «يطلب من غباغبو عدم التمسك بالسلطة... أن يتركها كما ينبغي أن يحصل حين يخسر المرء انتخابات».
أما مع غباغبو، الذي حكم البلاد لعشر سنوات ويواجه الآن العزلة وعقوبات محتملة، فقضى مبيكي نحو ساعة ونصف ساعة، في المقر الرئاسي، من دون أن يرشح عن اجتماعهما شيء، على أن يجتمع مبيكي لاحقا بالمجلس الدستوري واللجنة الانتخابية المستقلة. ولم يحدد موعد مغادرته ساحل العاج.
وكان المجلس الدستوري أعلن غباغبو فائزا في الانتخابات الرئاسية بنسبة 51.4 في المئة من الأصوات، بعد إلغاء نصف مليون صوت في معاقل واتارا، بحجة قيام جنود متمردين بعملـيات تخويف، مبطلاً بذلك نتائج اللجنة الانتخابية المستقلة، المدعومة من رئيس الوزراء غيوم سورو، والتي أعلنت واتارا رئيسا بنسبة 54.1 في المئة من الأصوات.
وأدّى غباغبو اليمين الدستورية في القصر الرئاسي، باعتباره من يضمن «القانون» و»الحقوق» والمدافع عن سيادة البلاد، مستنداً في ذلك إلى دعم الجيش والإعلام المحلي. لكن خصمه لم يستسلم، وأدى هو أيضا اليمين. وقال أنه سيبدأ حكماً موازياً. هذه الازدواجية أثارت مخاوف من عودة البلاد إلى الانقسام، حيث يحكم غباغبو جنوباً، ويحكم واتارا شمالاً، في استعادة لخطوط التماس التي كانت قائمة أيام الحرب الأهلية في 2002 و2003.
وقام سورو بتشكيل حكومة جديدة بتكليف من واتارا، تتألف من 13 وزيرا، وقام المتحدث سندو ميتي بتلاوة مرسوم تشكيلها.
ودعا الاتحاد الإفريقي إلى الاعتراف بفوز واتارا. وكذلك فعلت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «ايكواس»، والأمين العام لمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف، وجيران ساحل العاج.
وكان مبيكي، قال ردا على سؤال قبل لقائه واتارا أن الوضع في ساحل العاج «خطير جدا حتماً»، ولكن «من المهم تفادي أعمال العنف وعدم العودة إلى الحرب. علينا إيجاد حل سلمي».
من جهتها، قالت سفيرة جنوب إفريقيا زودوا لالاي أن «أي وضع مثل رواندا وكينيا سيكون كابوسا، وهو ما نعمل دون كلل على تفاديه»، مشيرة إلى أوجه شبه مع انتخابات كينيا في 2007، والتي سرعان ما أدى التنازع حول نتيجتها إلى أعمال عنف عرقية، حصدت حياة 1300 شخص.
شعبياً، تظاهر عشرات الآلاف من أنصار واتارا في مدينة بواكيه الشمالية، معقل المتمردين المعارضين لغباغبو، خارج المقر المحلي لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مطالبين بتنحي غباغبو، هاتفين «ادو رئيسا»، مستخدمين الأحرف الأولى من اسم واتارا الثلاثي.
وفيما أكدت مصادر الجالية اللبنانية في ساح العاج لـ»السفير» أن الوضع الأمني «لا يزال تحت السيطرة»، وان «الجالية بخير»، ذكرت الصحف الموريتانية أن «عدداً من التجار الموريتانيين تعرضت متاجرهم لأعمال نهب في مدينة داقو، قرب أبيدجان، مشيرةً إلى أن الجالية الموريتانية في مدينة «إيسيا» هي الأكثر تضررا حتى الآن.
وإن كانت التظاهرات مرّت بسلام، فإن الوضع لا يزال خطيراً، حيث حذر القائد المتمرد لجماعة «القوات الجديدة» شريف عثماني من أن أنصاره «لن يمكثوا طويلا دون أن يتحركوا» بشأن غباغبو إذا واصل تشبثه بالسلطة.
وفي مؤشر على القلق الذي تثيره الأزمة في الخارج، دعت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها إلى تجنب السفر إلى ساحل العاج حاليا، بسبب «احتمال متزايد بحدوث اضطرابات سياسية وإمكان وقوع أعمال عنف».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...