مـدارس تطوعيـة في حلـب لمقاومـة خـوف الأطفـال

09-01-2013

مـدارس تطوعيـة في حلـب لمقاومـة خـوف الأطفـال

في حلب التي دمرتها المعارك، تحول عدد كبير من المدارس الى أنقاض، لكن مجموعة من المدرسين الشجعان استأنفوا التدريس في صفوف أعدت على عجل لمساعدة الاطفال على نسيان خوفهم اليومي.
وقال مدرس، في التاسعة والعشرين من العمر عرّف عن نفسه بأنه أبو سالم مصطفى، وفتح مدرسة في البلدة القديمة في حلب ان «ذوي التلاميذ قلقون من فكرة إرسال ابنائهم الى المدرسة، فنحن قرب خط الجبهة، لكن يجب ان نستأنف حياتنا الطبيعية حتى لا نسمح للخوف بالسيطرة علينا».
وقال أستاذ الديانة السابق الذي أصبح مدير معهد سري فُتح قبل أسبوع ان «الجيش السوري الحر استخدم المدارس قواعد لمسلّحيه فقام النظام بقصفها، ولم تعد آمنة للاطفال». ويعمل المدرّس مع تلاميذه في قصر عثماني مقفر. وأضاف «قررنا ان نفعل شيئا ما حتى لا يمضوا أيامهم في الشوارع»، ملمحا بذلك الى آلاف الاطفال الذين لم يعودوا يتوجهون الى المدارس منذ اسابيع.
من جهته، أكد ابو احمد (23 عاما) الذي كان طالبا جامعيا يدرس الكيمياء «انه مكان آمن جدا، وفي الطبقة الاولى لدينا ملجأ إذا بدأ القصف».
وحول باحة هذه التحفة المعمارية تستقبل بعض القاعات حوالي مئة تلميذ كل يوم من الساعة الثامنة حتى الظهر، باستثناء الجمعة يوم العطلة الاسبوعي. وقال المدير ان «خط الجبهة يبعد شارعين عن هذا المكان، لكن المبنى مرتفع جدا وجدرانه سميكة جدا ما يحمي الاطفال من القذائف». ومؤخرا قُتل ثلاثة اشخاص في قصف في المنطقة. وقال ان «ثلاث مدارس سرية أغلقت أبوابها على الفور، لان الاهالي لم يعودوا يرسلون أبناءهم اليها».
وفي الباحة، يسمع دوي انفجارات، ويلقي التلاميذ نظرة من النافذة قبل ان يتابعوا مجددا الدرس. وقال ابو سلام مصطفى «احد اهدافنا هو محاولة مساعدتهم على تجاوز ما عاشوه في الاشهر الاخيرة. وعدد كبير منهم فقدوا أقرباء ورأوا أمواتا، ومنهم من يعاني من مشاكل نفسية ويجهش فجأة بالبكاء» لكن بعضهم لا يدركون الخطر ويصعدون الى السطح لتحية الطوافات التي تمر.
وأوضح احمد سمان (13 عاما) ان «اهلي يشجعونني على القدوم كل يوم الى المدرسة»، لافتا الى «انهم يشعرون بالخوف لكن يمكن ان يحدث لي مكروه في المنزل ايضا». أما محمد اسون (16 عاما) فيريد العودة الى «حياة طبيعية يزول الخوف منها» ويمكنه ان يحقق خلالها حلمه بأن يصبح مهندسا معماريا. وقال الاستاذ «لا يمكننا ان نترك الحرب تدمر مستقبل هؤلاء الاطفال».
وفي حي آخر من حلب، أقيمت مدرسة في مسجد، ومنذ شهر يدرس حوالي 50 طفلا تتراوح اعمارهم بين 6 و12 عاما كل يوم في ثلاثة صفوف أعدت بسرعة في مساكن هنانو شرق حلب. وقالت مديرة المكان فاطمة (23 عاما) «لا أحد يدفع لنا المال لكننا لا نريد اموالا. أفضل أجر هو ابتسامة هؤلاء الاطفال الذين حاصرتهم الحرب».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...