مصر: نفير «إخواني» لصد تظاهرات المقطم اليوم

22-03-2013

مصر: نفير «إخواني» لصد تظاهرات المقطم اليوم

يوم عصيب تنتظره مصر اليوم، وسط توقعات بوقوع مشاحنات واشتباكات بين المعارضين و«الإخوان المسلمين» أمام المقر العام للجماعة في ضاحية المقطم المطلة على القاهرة القديمة، بعد الدعوة التي وجهتها أكثر من 21 حركة وحزباً سياسياً إلى التظاهر أمامه اليوم، رداً على اعتداء أعضاء من «الإخوان» على متظاهرين سلميين، بينهم نساء، وصحافيون يمارسون مهامهم يوم السبت الماضي.
وبدا واضحا أن التوتر والقلق من التظاهرات وحجمها قد ضربا عصباً حساساً لدى الجماعة، جعلها تعقد مؤتمراً صحافيا أمس، لترد فيه على الاتهامات الموثقة بمقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية، والتي تثبت اعتداء أعضائها على المتظاهرين وخاصة السيدات منهم، والصحافيين.
المؤتمر الذي عقد في أحد الفنادق في وسط القاهرة، شارك فيه الأمين العام للجماعة والرجل الصلب فيها محمود عزت (عضو مكتب الإرشاد منذ العام 1981)، واثنان من المتحدثين باسمها، وشهد مشادات واسعة بين الصحافيين وبين قيادات «الإخوان»، خاصة بعدما عرضت الجماعة مقطع فيديو يمتد لأربع دقائق قالت إنه يظهر أن المتظاهرين تعرضوا للجماعة بالسب والبذاءات ما استوجب الدفاع عن النفس من قبل «الإخوانيين».
كما عمل المونتاج في الفيديو على بث مقطع تقول فيه الناشطة ميرفت موسى انها ضربت من اعتدى عليها، وهو أمر أثار استياء الحضور، الذي كان من بينهم عدد من الصحافيين والمصورين الذين تم الاعتداء عليهم بالفعل على أيدي أعضاء «الإخوان» قبل أيام.
ووجه الصحافيون للأمين العام لـ«الإخوان» أسئلة بشأن الاعتداء على الصحافيين والصمت عليه، إلا أن الرجل تعمد تجاهل الإجابة، أو إبداء الأسف لما جرى، ما دفع كل الصحافيين والمصورين العاملين في الصحف الخاصة إلى الانسحاب من المؤتمر، الذي لم يتبق فيه سوى صحافيي جريدة «الحرية والعدالة»، و«قناة 25» وشبكة «رصد» الإخبارية، أي الصحافيين العاملين في الآلة الإعلامية التابعة لـ«الإخوان».
وبرغم هذا، فإن محمود عزت لم يستخدم أي لهجة مهادنة، بل أكد أن «الإخوان» لن يسلموا مقر مكتب الإرشاد للشرطة، بل سيتواجدون فيه وفي جميع المقرات التابعة لهم لحمايتها، قائلا في لهجة حملت تهديدا واضحا للمتظاهرين اليوم: «سنتواجد فى كل مكان يمكن أن يسمح بحماية بيتنا، وسندافع عن كل مقراتنا بكل الوسائل، ولن نسمح لأحد بالاعتداء على مقراتنا».
أما المرشد العام لـ«الإخوان» محمد بديع، الذي غاب عن المؤتمر، فوصف التظاهر أمام مكتب الإرشاد بـ«استكمال العدوان على الجماعة»، مؤكداً، في رسالته الأسبوعية، أن حماية المنشآت العامة والخاصة هي مسؤولية الشرطة بالدرجة الأولى، وفي الوقت ذاته، فإن الجماعة لن تحجم في الدفاع عن نفسها ومقارها وممتلكاتها معتبراً هذا حقاً لها.
وبدا أن ما قاله مرشد «الإخوان» وأمينها العام هو كلمة السر، إذ بعد المؤتمر الصحافي، حدثت حالة من الاستنفار في صفوف شباب الجماعة، وبدأ النشطاء منهم في إطلاق حملات لترهيب المعارضين، على موقع «فايسبوك».
أحمد المغير وهو أحد القيادات الإخوانية الشابة المقربة من خيرت الشاطر نائب المرشد، وشارك من قبل في عملية فض الاعتصام الدموية للمعارضين أمام قصر الاتحادية قبل نحو خمسة أشهر، كتب على حسابه على فيس بوك قائلا: «الشخص الذى سيموت منا وهو يدافع عن المقر هو شهيد فى نظر الإسلام، ضحية فى نظر القانون، والمقتول من العصابات الإرهابية في النار في نظر الإسلام، وجان في نظر القانون».
وتحول النفير «الإخواني» الإلكتروني إلى حالة زحف عملي على مقر الجماعة، وبدأ آلاف عدة من شباب «الإخوان»، في التوافد منذ مساء أمس على مقر مكتب الإرشاد، وانتشروا على مداخله، في الوقت الذي استمرت فيه قوات الشرطة في تأمين المكان. كما وضعت الداخلية قدما لها في المشهد بأن أصدرت بيانا أمس منسوبا إلى مصدر أمني «ناشدت فيه كل القوى والتيارات السياسية والشبابية، الاحتكام إلى صوت العقل والالتزام بسلمية الفاعليات كافة، وتجنب اللجوء إلى أعمال العنف التي تهدد السلم العام».
وبرغم حالة التوتر «الإخواني» هذه، فإن الداعين والمشاركين في تظاهرات اليوم يبدون أكثر هدوءا وأقل قلقا.
إسراء عبد الفتاح، الناشطة السياسية وإحدى أعضاء ائتلاف شباب الثورة، الذي ظل لنحو عام ونصف العام المتحدث باسم الشباب المتظاهرين المشاركين في الثورة، قالت لـ«السفير» إن التظاهرات لن تستهدف مقر الإرشاد، أو غيره من مقرات «الإخوان»، ولن تتعرض لأي عضو من أعضاء الجماعة، ذلك أن رسالة المتظاهرين سلمية بالأساس، وهي الاعتراض على الاعتداء على الصحفيين ورسامي «الغرافيتي» والسيدات المتظاهرات، ورفض لأي محاولة لتمرير هذا الاعتداء.
وقالت إسراء عبد الفتاح أن المطالب الرئيسية التي يرفعها المتظاهرون هي محاسبة المتورطين في أعمال العنف وإقالة الحكومة والنائب العام وانتخابات رئاسية مبكرة.
وبحسب الناشطة المصرية، فإن التظاهرات غدا ستنطلق عقب صلاة الجمعة، من ميادين عدة أبرزها التحرير والسيدة عائشة والسيدة زينب والنافورة في المقطم لتستقر أمام مقر «الإخوان».

محمد هشام عبيه

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...