مصر: إنذار الجيش يربك الجميع

25-06-2013

مصر: إنذار الجيش يربك الجميع

يبدو أن إنذار الجيش المصري قد طال الجميع واربكهم، وإن بدرجات متفاوتة بشدة، ورفع من أهمية الأيام الأربعة المقبلة وخطورتها. فمطالبة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي للقوى السياسية بضرورة الجلوس على طاولة الحوار والتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة خلال أسبوع، ويمنع انزلاق مصر إلى حرب أهلية، تحت طائلة تدخل المؤسسة العسكرية، تفاعلت يوم أمس بقوة، ولكن بصمت يضفي على قرارات مختلف الأطراف رهبة غير مسبوقة، خصوصاً ان «سيف الوقت» يبدو واقعياً وليس مجازياً هذه المرة، ما يعني أن قرارات اللحظة الأخيرة بالنسبة لكل الأطراف ستكون مكلفة للغاية.
وتباينت ردود الأفعال حول تحذير السيسي، الذي طالب القوى السياسية بالحوار والتوافق قبل يوم «النزول العظيم»، الأحد المقبل، ففى حين أثنت «جبهة الانقاذ الوطني»، الوعاء الأكبر للمعارضة المصرية، على هذه التصريحات، هاجمت جماعة «الإخوان المسلمين» وزير الدفاع معتبرة أن ما قاله يعد «تدخلاً من قبل القوات المسلحة في الشأن السياسي»، في حين خرج الشيخ السلفي حازم ابو اسماعيل ليصف انذار السيسي بـ«العربدة»، ويطالب بـ«ردعه».
أما «حزب النور» السلفي فأبدى ترحيباً بالمبادرة، ووصف موقف السيسي بانه يتقارب مع موقفه، وأن مبادرة وزير الدفاع للحوار تتشابه مع مبادرة «حزب النور»، وهو الموقف الذي اتخذته «الجماعة الإسلامية» و«حزب الأصالة» السلفي اللذان رحبا بدورهما بالحوار.
هذا ما يبدو على سطح الأحداث، منذ مساء أمس الأول، أما ما يدور تحت السطح فيبدو مغايرا بعض الشيء، حيث قالت مصادر في «جبهة الإنقاذ» لـ«السفير» إن مساعد وزير الدفاع اللواء محمد العصار اتصل برئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي، ونقل إليه رسالة شخصية من وزير الدفاع لـ«جبهة الانقاذ» يطالب فيها بتأييد بيانه حفاظا على مستقبل مصر.
وقالت المصادر إن «بيان الجبهة أمس جاء تأكيدا لما تم الاتفاق عليه مع مساعد السيسي»، حيث أشارت الجبهة في بيان مقتضب إلى أنها «تقدّر موقف القوات المسلحة تجاه الوضع الخطير في البلاد، وهو ما عبر عنه بيان الفريق عبدالفتاح السيسي».
وأضاف بيان الجبهة انها «تثمن حرص الجيش على الانحياز لإرادة الشعب وحماية أمنه وأمن المواطن، ورفضها ترويع المواطنين، وتأكيدها على الولاء لمصر وشعبها العظيم».
وكانت قيادة «الإنقاذ» عقدت اجتماعا طارئاً سيطرت عليه الاستعدادات لتظاهرات 30 حزيران.
وقال وكيل مؤسسي «حزب التحالف الشعبي» عبدالغفار شكر إن اجتماع قيادات الجبهة تم التأكيد فيه على مشاركة الجبهة في تظاهرات الرحيل، وأن المصالحة الوطنية المطلوبة ستبدأ بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية رئاسة الجمهورية لفترة موقتة حتى انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة انتقالية يكون على رأس أولوياتها ملفا الأمن والعدالة الاجتماعية»، مضيفا أن «قيادات الجبهة أكدت أيضاً وقوفها مع حملة تمرد وشبابها».
بدوره، أكد المنسق العام لـ«الجمعية الوطنية للتغيير» أحمد بهاء الدين شعبان أن المعارضة مصرّة على ان «لا حوار مع النظام إلا بعد تنفيذ مطالب الثورة والشعب واجراء انتخابات رئاسية مبكرة».
على الجانب الآخر، رفض المتحدث الإعلامي باسم جماعة «الاخوان المسلمين» أحمد عارف تصريحات السيسي، معتبرا أنها «تدخل مرفوض من جانب المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي»، ومنبهاً إلى أن الجماعة لا تعارض التظاهر السلمي، وأنها دعت أعضاءها في المحافظات إلى عدم النزول يوم 30 حزيران حتى لا يتذرع البعض باستخدام العنف.
وأضاف عارف أن «الجماعة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرض مقراتها للاعتداء من جانب المتظاهرين، ونحمل قادة جبهة الانقاذ المسؤولية كاملة».
وكشف رئيس حزب النور السلفي يونس مخيون عن أن حزبه يؤيد دعوة السيسي إلى حوار وطني لنزع فتيل الأزمة بين النظام والمعارضة.
وأكد أن «الاخوان غاضبون من وزير الدفاع لأنه أصدر البيان من دون الرجوع إليهم».
مصادر في الرئاسة أكدت لـ« السفير» أن اجتماع مرسي بالسيسي مساء أمس الأول كان حول بيان وزير الدفاع، وأن مرسي أبدى استياءً واضحاً من عدم استشارة الرئاسة في صيغة هذا البيان. وكشفت المصادر عن أن الاجتماع الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة في قصر الاتحادية، طلب فيه مستشار الرئيس للشؤون الخارجية عصام الحداد من وزير الدفاع الوقوف على الحياد مما يحدث، وعدم التدخل، فرد عليه السيسي بأن الوضع ينذر بكارثة لو أصر النظام على عدم الالتفات إلى مطالب المعارضة، وعدم التعامل بجدية مع دعوات 30 حزيران، وأن الجيش ملتزم بالحفاظ على الأمن القومي.
عقب هذا الاجتماع خرجت تسريبات تفيد بأن مرسي أقال حكومة هشام قنديل تفاديا للغضب الآتي، وبأن ثمة تكليفاً محتملاً لكمال الجنزوري بتكليف حكومة جديدة، لكنّ قنديل ظهر أمس واستنكر الاعتداء على الشيعة في قرية أبومسلم في الهرم، ما يؤكد أن الاخوان ماضون في طريق تحدي غضب الشعب يوم 30 حزيران.

محمد فوزي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...