مشاهد من يوم رحيل مرسي.. و«الإخوان»

04-07-2013

مشاهد من يوم رحيل مرسي.. و«الإخوان»

يوم حاسم في تاريخ مصر، في كل مكان هناك حشد، توقع، خوف من مرور اللحظات من دون الوصول إلى حل «سلمي»، ورهبة من اللحظة التالية لرحيل الرئيس المصري محمد مرسي. مصر كانت، أمس، قسمين: الأعظم؛ بصورة مطلقة؛ كان يتعجّل رحيل مرسي عن الرئاسة قبولاً أو غصباً، والقسم الآخر تماهى مع الصورة الذهنية التي رسمها عن نفسه باعتباره «الإسلام»، كان يدافع عن مرسي بصفته «الشرعية والشريعة» معاً.
هذه بعض المشاهد من يوم رحيل مرسي والإخوان.
المشهد الأول:
ميدان التحرير، الواحدة ظهراً
الحماسة والهتاف وحرارة الجو، كل هذا ينبئ بأننا مقبلون على يوم ساخن، الأعداد ما زالت متوسطة، فما زلنا في منتصف اليوم، والجموع عادة تتزايد بعد مغيب الشمس.
«البلد لازم ترجع لأصحابها»، هكذا أجابنا مصطفى ذهني، موظف في الضرائب العقارية، على سؤالنا لماذا أنت هنا؟.
اعتبر مصطفى ممارسات «الإخوان المسلمين» ممارسات «احتلالية»، مؤكداً ثقته في أن «مرسي سوف يرحل اليوم (أمس)».
وتمنى عادل الويشي، صاحب أحد محلات العطور في شارع طلعت حرب، أن تنتهي المشاكل في نهاية هذا اليوم. «الحال واقف من أول الثورة، وقلنا مرسي حيعدّلها، للأسف خربها»، تلك كانت كلمات عادل الموجزة لمعاناته التي هي بالأساس اقتصادية.
المشهد الثاني:
أمام نادي الحرس الجمهوري، الساعة الثالثة ظهراً.
بدأ غروب الشمس، والمتجمعون أمام النادي في الظل تماماً، الأعداد هنا قليلة نسبياً حتى الآن، يبدو واضحاً على غالبية الحضور علامات الثراء وانتمائهم إلى الطبقة العليا.
ويقول حسن الشافعي، مدير إحدى الشركات الغذائية، إن لديه «قناعة تامة أن مرسي سيرحل اليوم، وأنا قلق من تزايد احتمالية حدوث عنف.
«هنا مش ممكن»، هكذا عقبت زوجته رويدا، مرجحة أن تحدث صدامات طفيفة لكنها متفرقة، على حد وصفها.
في نهر الطريق (شارع صلاح سالم)، اصطفت مجموعة من الشبان والشابات يحملون الأعلام يهتفون «ارحل، ارحل»، وسط تحية سائقي السيارات لهم وتبادل علامات النصر.
المسافة بين نادي الحرس الجمهوري وقصر الاتحادية ليست بعيدة، قطعناها سيراً على الأقدام، لم تتوقف المسيرات المقابلة لنا، متجهةً من القصر إلى النادي.
أمام القصر مباشرة، التقينا خمسة من ضباط الشرطة في لباسهم الرسمي، اثنان منهم يحملان أعلاماً ويهتفان وسط ترحيب بالغ من المتظاهرين.
وافق الضابطان على الحديث مع «السفير» من دون ذكر اسميهما.
أصغر الضباط سناً قال «تلك هي أعظم ثورة في تاريخ مصر»، معللاً ذلك بأنها وحّدت كل أطياف الشعب معاً. وبسؤاله ماذا لو لم يرحل مرسي، هل ستستمرون في العمل معه؟ أجاب «دي شرطة مصر مش مرسي ولا غيره».
المشهد الثالث:
ميدان رابعة العدوية
الغضب والقلق لا تخطئه العين، المكبرات لا تتوقف عن إذاعة الأناشيد الدينية، وبين فترة وأخرى يتحدث أحد أنصار الرئيس متحمساً، ومبشراً «بنصر الله». الميدان رغم صغره، والذي لا تقارن مساحته بمساحة ميدان التحرير، إلا أنه لم يكن ممتلئاً.
الحاج صابر، هكذا عرّف عن نفسه، أكد أنه جاء لدعم الشرعية ودعم الرئيس المنتخب، وقال متوعداً إن «البلد هتولع لو السيسي عملها». إلا أنه استدرك قائلاً «الجماعة الإسلامية لن تحمل السلاح مرة أخرى».
الأمين العام لـ«لجنة العلاقات الخارجية» في «حزب الحرية والعدالة» محمد سويدان، أكد أن الجماعات الإسلامية، وخصوصاً «الجماعة الإسلامية، والجهاد، والسلفية الجهادية»، سوف يكون رد فعلها عنيفاً للغاية حال الإطاحة بمرسي، مشدداً على أن «الإخوان ليسوا أهل عنف».
حضور السوريين ملحوظ هنا. حسن، الذي يعمل في أحد مطاعم مصر الجديدة، أكد أنه يأتي يومياً، لكنه ينصرف في موعد عمله، واصفاً دافعه للحضور والمشاركة بأنه «رد للجميل»، ونافيا انتمائه لـ«الإخوان المسلمين».
المشهد الرابع:
أمام باب قصر الاتحادية
الأعداد غفيرة، الحشد مهول، الجيش يعلن الاستجابة للشعب والإطاحة بمرسي. صراخ هستيري، فرحة ودموع، الناس تتبادل الأحضان والقبلات، الهتاف يتعالى «تحيا مصر تحيا مصر».
في جواري عجوز يردد بصوت خافت وهو يغالب دموعه «حمد الله على السلامة يا مصر».
المشهد الخامس:
أمام مسجد رابعة العدوية
الجيش ينتشر في المحيط، الأعداد تقل، والنساء يخفت حضورها. غالبية الباقين من الصعيد. نسألهم ماذا ستفعلون؟، الإجابة واحدة «سنستمر... معتصمون».
تغيرت النبرة، لم تعد «سنسحقكم»، ولكنها ابتهالات «مهزوم لله»، أدعية وبكاء، وجو أقرب إلى الجنازات.

ماجد عاطف

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...