مسلحو درعا بين قتال «داعش» أو الحياد

23-03-2016

مسلحو درعا بين قتال «داعش» أو الحياد

تغيرت الخريطة الميدانية سريعاً في الجنوب السوري بعد التمدد السريع والمفاجئ لـ«لواء شهداء اليرموك»، الموالي لتنظيم «داعش»، فيما تراوحت ردود فعل الفصائل المقاتلة بين إصدار البيانات بانتظار قرار خارجي، أو قتال التنظيم.
فبعد سيطرته على بلدتي تسيل وعدوان في الريف الغربي لدرعا، توجهت مجموعات من «شهداء اليرموك» و «حركة المثنى الإسلامية» لتطويق بلدتي الشجرة وحيط القريبتين من سحم الجولان، حيث تتمركز مجموعات تتبع إلى «جبهة النصرة» و «أحرار الشام»، فيما أكدت مصادر ميدانية معارضة استعادة «جيش اليرموك» كلاً من جلين والشيخ سعد ومزيريب الخاضعة لسيطرة «المثنى» في محيط عدوان وقرب تل الجموع، قبل أن ترد الحركة الموالية لـ «داعش» بتفجير جسرين يربطان مزيريب بوادي الأشعري بهدف قطع الإمدادات وإعاقة التقدم.رجل يسير مع طفلته في برزة في دمشق امس (ا ف ب)
وينتظر «المجلس العسكري في نوى» انقضاء 48 ساعة، هي مدة المهلة التي أعطاها لفك الحصار عن نوى وتل شهاب وفتح كل الطرق وإزالة السواتر.
وعلى الرغم من حديث مصادر عن قرار مشترك بين «جيش اليرموك» و «فرقة شباب السنّة» و «جبهة النصرة» وكذلك «جيش انخل» و «فرقة أحرار نوى» لشن هجوم واسع لإنهاء دور «المثنى» و «شهداء اليرموك»، إلا أن معلومات تحدثت عن تراخ واضح في المواجهة، ما عدا «جيش اليرموك»، حيث يكتفي الباقون بتصوير بضعة مقاطع لإظهار دورهم في المعارك لا أكثر، وهو ما يفسر سقوط العديد من المواقع من دون مقاومة تذكر، فيما بدا لافتاً غياب أي تعليق أو بيان من «جبهة ثوار سوريا» التي فقدت قائدها العسكري قبل أسبوعين على يد «شهداء اليرموك».
ويشير مصدر محلي  إلى أن القوة الأساسية اليوم باتت تميل لمصلحة «شهداء اليرموك» و «المثنى» في ظل ضعف غالبية خصومها، والطرفان اليوم يتجهان للتوسع في مجمل حوض اليرموك الممتد من الريف الغربي الجنوبي لدرعا إلى القنيطرة وصولاً إلى مدينة نوى، مع ما يستتبعه هذا من تحولات مهمة في المشهد الميداني للجنوب بكامله، وهي أحد أهم المواقع في الجبهة الجنوبية مع اتصالها بالحدود الأردنية جنوباً وبهضبة الجولان المحتلة شمالاً. ومن هذه المنطقة انطلقت قبل عامين سلسلة معارك هدفت لوصل الريف الحوراني بالقنيطرة وصولاً إلى المدينة القديمة والشريط الفاصل مع الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى سفح جبل الشيخ عند بيت جن.
ويتخوف المصدر من مصير بلدتي سحم الجولان وحيط، ذلك انهما تخضعان لسيطرة «النصرة» و«أحرار الشام»، وقد أصبحتا محاصرتين، ما ينذر بوقوع «مجزرة»، رغم توعد إعلاميي «النصرة» بمواجهة شرسة تنتظر أنصار «داعش» إذا قرروا اقتحام المنطقتين.
لكن القلق الأكبر يكمن في التزام العديد من الفصائل الحياد، لأسباب قد تتعلق بنقص التمويل أو التسليح، أو لقرار بعض «الشرعيين» عدم قتال «إخوة المنهج»، مقابل توجه آخر يخشى حالة الانقسام العشائري والاقتتال بين العائلة الواحدة، وهي حجج ومبررات ليس لها أي تفسير بحسب ما يقول المصدر المحلي، فالتخوف من الانقسام العائلي والعشائري قاد الجنوب إلى مشهد توسع أتباع «داعش»، وهو ما حدث سابقاً في الرقة ودير الزور، كما أن «الفتاوى الشرعية» باتت أقرب لحرب ضد التنظيم وأنصاره في درعا، وهو ما لن يحدث إلا إذا صدر ضوء أخضر من «غرف الموك» يستدعي عودة تدفق المال والسلاح إلى المنطقة، خاصة أن تجربتهم السابقة مع «الموك» والاستخبارات الأردنية كانت تتجه لمنع أي تقدم لـ«داعش» أو «النصرة»، وكثيرا ما أحبطت غرف العمليات معارك في الجنوب بسبب مشاركة تنظيم «القاعدة»، من دون أن تصدر في الأيام الحالية أي إشارة من غرف الأردن لعودة الدعم.

طارق العبد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...