مسرحية الليلة الثانية عشرة أداء كلاسيكي متقن وسينوغرافيا متقشفة

31-03-2010

مسرحية الليلة الثانية عشرة أداء كلاسيكي متقن وسينوغرافيا متقشفة

قدمت فرقة مسرح برمنغهام الإنكليزية عرضها الشكسبيري الليلة الثانية عشرة على مسرح معرض دمشق الدولي القديم ضمن فعاليات مهرجان شكسبير دمشق 2010.

وجاء الأداء التمثيلي لأعضاء الفرقة إذا ما تم إغفال حاجز اللغة الإنكليزية متقناً إلا أن كلاسيكية هذا الأداء واعتماده على الحوار واللغة إلى جانب تقشف الديكور المسرحي والإضاءة وشبه غياب للموسيقا تسبب بعدم مجاراة الكثير من الحضور لأحداث المسرحية خصوصاً أولئك الذين لم يطلعوا سابقاً على النص الأصلي لشكسبير.

وتعد مسرحية الليلة الثانية عشرة واحدة من أكثر مسرحيات شكسبير الكوميدية مرحا وسخرية كما إنها تفضح الكثير من النوازع البشرية الخفية كالغرور وحب الذات بإطار كوميدي رشيق.

وتعمد المسرحية التي كتبت عام 1601 إلى إظهار الشخصيات في نهاية العمل على أنهم كانوا ساذجين معتمدة حبكتها على اختلاط الهويات ما يوقع الشخصيات بسلسلة من الأحداث الكوميدية.

ورأى الفنان البريطاني دينيس ديلاهنت الذي يؤدي دور فيستيه أن الجمهور السوري كان يتابع العرض بتركيز عال لأن لغة شكسبير أو ما تعرف باللغة الإنكليزية الوسطى لغة صعبة جداً حتى على الإنكليز أنفسهم ولاسيما أن العرض احتفظ بالنص الشكسبيري كما هو دون أي تعديل.

وأضاف ديلاهنت.. إن التقشف في الديكور يعود إلى الصعوبات التي واجهناها في نقل الديكورات والمعدات من لندن لذا اكتفينا بإحضار معدات بسيطة وأزياء العرض مع تجهيز بعض الديكورات الضرورية للعرض.

وعن العلاقة مع جمهور اليافعين كون هذا العرض مخصصاً لهم أوضح أن جميع عروض مسرح برمنغهام موجهة إلى المراحل العمرية الأولى وقال.. إن تفاعل الأطفال مع ما نقدمه يكون أكبر رغم أن المخرج في هذا العرض أراد تقديم عرض شكسبير بصورته المتخفية قدر الإمكان.

من جانبها قالت الفنانة البريطانية إيما هاميلتون التي لعبت دور فيولا .. إن شكسبير يتمتع بمكانة عالية حول العالم كما أن أعماله تصلح لكل زمان ومكان مضيفة.. رغم أن الليلة الثانية عشرة كتبت قبل 400 عام إلا أنها لم تفقد ألقها.

وأوضحت هاميلتون أن شخصية فيولا في العمل محورية في العمل إذ إنها تجمع بين القوة والهشاشة وقالت إن أداء هذه الشخصية كان بمثابة تحد ولاسيما أنني أقدمها أمام جمهور من ثقافات مختلفة.

ولفتت هاميلتون إلى ما يتمتع به الشعب السوري من ضيافة وود وهذا ما يشجع الفرقة على تكرار التجربة ولاسيما أن مثل هذه النشاطات يعزز العلاقات الثقافية بين الشعوب.

كما قال الممثل مات باربر الذي يؤدي شخصية أورسينو كأول عمل له مع الفرقة.. إن لعب أدوار في مسرحيات لشكسبير هو تحد للفنان لأن اللغة صعبة ومنمقة ومكتوبة بإحكام مضيفاً ان هذا ما جعلنا نمضي وقتا طويلاً في دراستها من عدة جوانب في مدارس المسرح.

بدوره أوضح الممثل كولين كامبل أن دوره في المسرحية مضحك بقدر ما هو هادف لأنه يمثل فئة كانت تعيش في بريطانيا في القرون الوسطى واستمرت بالتواجد حتى العصر الفيكتوري وكانت تميل للكآبة والتشاؤم.

وأضاف كامبل.. إن أهمية هذا الدور تأتي من الضرورة الدرامية وإنجاح الحبكة الفرعية فضلا عن أن شكسبير أراد الإيضاح على أرض الواقع بأن هذه الفئة المتشائمة لا تستطيع أن تقمع السعادة.

وعن فكرة استحضار فرقة مسرحية انكليزية لتعرض بلغتها في دمشق عبرت الفنانة يارا صبري عن إعجابها بالفكرة وعن الحاجة للاطلاع على كل أنواع الفنون في العالم مشيرة إلى أن الأطفال بحاجة لعروض مسرحية لدعم ثقافة الطفل بحيث يكون في الأداء جذب عبر الرقص والموسيقا وهذا ما لم يره الحضور في المسرحية فالحوار الثقيل وتقشف الديكور والموءثرات البصرية أفرغ العرض المسرحي من مقوماته فلم يحقق الإبهار المتوقع من مشاهدة فرقة مسرحية إنكليزية.

بدوره قال الفنان ماهر صليبي الذي شارك بتقديم ذات النص سابقاً كمشروع تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية.. إن تجوال الفرق المسرحية حول العالم جيد وضرورة أن نشاهد في دمشق فرقة مسرحية انكليزية هو شيء مهم لكن هذا العرض اعتمد على الإلقاء والحوار واللغة فقط وليس فيه ديكور وموسيقا والأجواء بشكل عام كانت متقشفة عن النص الأصلي وحدت من إمكانات التخيل خاصة لمن قرأه أو شاهده سابقاً.

ورافق العرض معرض للكتاب باللغة الانكليزية بإشراف مكتبة إكس ليبريس ومن إصدارات دور نشر بريطانية حيث خصص جناح لكتب شكسبير إضافة إلى الكتب الأدبية وكتب الأطفال والكتب التاريخية والمنوعة.

وقالت ريم هدايا صاحبة المكتبة والمشرفة على المعرض ..إن أغلب الكتب المختارة للمعرض من بريطانيا وكلها من الإصدارات الحديثة مشيرة إلى أن التنويع من حيث المواضيع والأعمار جاء لجذب المهتمين في اختصاصات متعددة.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...