مأساةطفل سوري:4عمليات جراحيةخاطئةخلال أسبوع ويحتاج إلى الخامسة

04-08-2008

مأساةطفل سوري:4عمليات جراحيةخاطئةخلال أسبوع ويحتاج إلى الخامسة

بدأت آلام عبد الرحمن بيرقدار عندما صرخ وبكى طويلاً تلك الليلة في السنة الأولى من عمره وفي صبيحة اليوم التالي أخذته أمه إلى الطبيب فتبين وجود جنف ويعني انحناء في العمود الفقري، وحسب قول الطبيب آنذاك فإن العملية لا تجرى إلا بعد أن يبلغ الطفل الحادية عشرة من عمره، بيد أنه عندما أصبح في الخامسة أخذ الجنف يزداد سوءاً الأمر الذي يسبب خطورة بالغة على القلب حسب قول الدكتور المعالج «س.ج» ولهذا فلا بد من إجراء عملية بأسرع وقت ممكن، ونقل الطفل إلى إحدى المشافي الخاصة بدمشق حيث الطبيب الجراح س. ج الذي أعلم الأهل أنه أول طبيب جراح في الشرق الأوسط والسادس على مستوى العالم، ولهذا كانت الآمال المعقودة عليه كبيرة بعد الله، لكن تكاليف العملية باهظة على أسرة مستورة فبدأت عملية البحث عن المال اللازم البالغ ثلاثمئة ألف ل.س
 والخيرون كثر في بلادنا والجمعيات الخيرية صمّام أمان، وهذا ما كان من جمعية البستان الخيرية التي تكفلت بالعملية كاملة، وأجريت للطفل الموجوع العملية الأولى في 15/6/2008 واستمرت ثلاث ساعات ولكننا اكتشفنا (حسب قول الأم وهذه المعلومات أخذناها جميعها منها) في الليلة ذاتها على شرشف الطفل تحته وجود بقعة دماء كبيرة، والسبب كما علمنا في اليوم التالي أن المفجر كان مركباً بشكل خاطئ تحت «القُطَب» والدليل أنهم حين حاولوا نزعه لم يستطيعوا إلا بعد تخدير الطفل للمرة الثانية خلال عشر ساعات تقريباً، وفي اليوم الثالث للعملية الجراحية بدأ الطفل يشكو ألماً شديداً في جذر الرجل اليسرى، وعند مراجعة الطبيب تبين لنا أنه أدخل ثلاثة براغ عن طريق الخطأ إلى القناة الشوكية ما اضطره إلى إجراء العملية الجراحية للطفل ذي السنوات الخمس خلال أيام ثلاثة فقط، وفي اليوم الرابع استمر صراخ الطفل وبكاؤه واستمر الألم بالحدة نفسها وحين رآه الطبيب نفسه الجراح والمعالج شك في وضع أحد البراغي في الجسد المرهق لأنه لم يعالجه في العملية السابقة، إذاً فليؤخذ الطفل لإجراء العمل الجراحي الرابع والفوري على قول الدكتور للأم وتمت العملية في الواحدة بعد منتصف الليل، وخُرّج الطفل في اليوم السادس من المشفى وعلى مسؤولية الطبيب.
خفت الآلام، ورغم الرجاء والتمني على الدكتور لمشاهدة الطفل إلا أنه لم يحضر ولم يبد أي تعاون أو اهتمام بل طلب منهم إحضار من يشرف عليه- ممرضة أو طبيب- ما اضطر الأهل إلى استدعاء الطبيب ع. د لفك القطب بعد خمسة عشر يوماً وقد أكد الطبيب أن الجرح لم يلتئم وهناك التهاب حاد في القسم الأسفل من الجرح، وحين ابتدأت كتلة- ظهرت بعد العملية- بالتضخم، اضطر الأهل للعودة إلى عيادة الطبيب المعالج نفسه س. ج فتبين أن أحد البراغي خرج من مكانه لسبب واحد هو الإهمال لا بل إن برغياً آخر بدأ بالبروز، ما سيعرّض الطفل للعمل الجراحي الخامس. وعند مراجعة الدكتور ع. ح المتخصص أكد أن العمل الجراحي كله خاطئ 100% وأن العمود الفقري ما زال على حاله، ولم يتم أي إصلاح له ولهذا فالعلاج لم يكتمل والألم سيستمر مع بكاء وصراخ عبد الرحمن بيرقدار، وجاء في تقريره الذي لدينا صورة عنه: «حالياً الجنف باق كما كان قبل العمل الجراحي ومن دون أي إصلاح، ما يعني أن المريض تعرض أربع مرات للعمل الجراحي والتخدير دون أي فائدة ويحتاج من جديد لعمل جراحي».
هذا مع العلم أن الطبيب المعالج نفسه قرر أيضاً إعادة العملية وذلك حسب قوله للأهل لوجود تشوهات في فقرات الظهر، وهذا ما نفاه طبيبان آخران «ع. ح» و«ح. س».
الطفل كان يمشي ولا يزال، بيد أن العملية القادمة شديدة الخطورة على وضعه بسبب الأخطاء المتراكمة والمهولة السابقة، وتكفلت- مشكورة- الجمعية الخيرية (البستان) أيضاً بتكاليف العلاج للمرة الثانية، ولكن السؤال: هذه الآلام والأوجاع التي تحملها طفل في عمر الزهور وكذلك الآلام والتعب وسهر الليالي الذي عاناه الأهل، من يدفع تكاليفه التي لا تقدر بثمن؟

- استقبلنا الطبيب س.ج في عيادته بكل ترحاب وأدب رغم أننا أطلنا المكوث وأخرنا بالتالي المراجعين ومنهم نعتذر، كانت جدران المكتب مملوءة بالشهادات العلمية باللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، طلبنا منه الإذن مسبقاً أن نسجل الحديث أو نكتبه فلم يقبل هذا ولا ذاك وحين أريته الشكاوى بحقه من الأم قال: «خيراً تعمل شراً تلقى!»
لقد توسطت للطفل عبد الرحمن لدى جمعية البستان لمعالجته على حسابهم لكوني أعالج مرضاهم فقبلوا إكراماً لي وتمت معالجته من الجنف حيث أجريت العملية بنجاح أما الدم الذي تتحدث عنه السيدة الوالدة فهو أمر طبيعي جداً وحجمه لا يتجاوز حجم الليرة، أما المفجر فلا يمكن أن يركب بالخطأ ولكن كل ما هناك أننا أخذنا الطفل إلى غرفة العمليات لأنها معقمة ولا يجوز إجراء أي عمل جراحي خارجها لأن الجرح يتعرض للإنتان، وبشأن البراغي فلا يمكن أن تدخل خطأ وهي من أجود الأنواع في العالم ومصنعة من التيتانيوم في أميركا ولكن الخلل في العمود الفقري للطفل بسبب وجود تشوهات.
والبراغي التي تحركت من أمكنتها كانت بسبب الخلل إياه وبسبب حركات الطفل أيضاً فهي تتسبب بخروج البراغي وبروزها، وقبل إجراء العمليات الجراحية وقع الأهل على وثيقة أنه يمكن أن يحدث خلل أو خطأ ما، وأخيراً كنت أتمنى على أهل الطفل أن نتعاون معاً لمعالجة الطفل مما هو فيه ولكنهم اختاروا القضاء والمحاكمات وليكن ذلك.
هذا ما تذكرته من أقوال الطبيب س.ج وإن نسيت شيئاً مهماً أو أخطأت بالتعبير عن شيء آخر فهي مسؤولية الدكتور لأنه لم يقبل أن أكتب أو أسجل وله الحق كما للأهل.

سهيل ديب

المصدر: الوطن السورية

التعليقات

القصة كما رويت ماساوية ولكن علينا الا نظلم اذا كتبنا ولا نظلم اذا عملنا املا لا يوجد طبيب فيه ضمير ان يعمل عملا مؤذي وكل طبيب يفرح بنجاح عمله الا قليل من الاطباء تكون غايتهم مادية بحته والاختلاط وارد والخطا وارد وكان حريا من الطبيب ان يبين كل الاختلاطات التي يمكن حدوثها وخاصة ان العمل الجراحي كبيروقابض ثمنه والطبيب يجب الا يكابر فالاختلاط وارد والطبيب عليه عندما يرى ان العمل الجراحي كبير ومعقد وليس قادرا عليه فعليه ان يستعين او يعتذر عن العمل والشهادات بالنهاية لا تشفي مريض والطبيب اذا اقدم على العمل ولم يجريه بشكله الصحيح عليه وباخلاقه ان يعترف ويعيد جزء من المبلغ للاهل ولكن اذا كان مقتنعا تماما ان الذي حدث ليس تقصيرا منه فعليه ان يلتقي بالطبيب الذي اعطى التقرير ويتباحثا بالحالة كذلك يوجد خلل من بعض الاطباء فالطبيب عندما يراجعه مريض باختلاط وارد عليه ان يفهم الاهل ويتصل مع الطبيب الاول ويفهم الامر قبل ان يتسرع ويعطي تقرير كما ان عليه ان يبعد هوى النفس والمصالح المادية لانه لا يوجد جراح يعمل وبدون اختلاطات لانه ما حدى على راسه خيمة وقد يكون الاختلاط خارج عن ارادة كل الكادر ولكن اذا وجد ان الموضوع فيه نصب وان العمل الجراحي فعلا لم يجرى عليه ان يبلغ النقابة ولا ننشر غسيلنا على الناس شفى الله مرضانا وعافى هذا الطفل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...