كيف وقعنا عقداً بمئات الملايين مع شركة إيرانية رأسمالها 1000 دولار؟

02-05-2007

كيف وقعنا عقداً بمئات الملايين مع شركة إيرانية رأسمالها 1000 دولار؟

بعد أن كثرت التصريحات الصحفية والأخبار عن توريد شركة أميران الايرانية وتشغيلها1200 باص، وبعد أن عقدت وزارة النقل ورشة عمل اطلعت فيها على النتائج الأولية للمشروع وتشكيل لجنة للمتابعة...

تبين مالم يأت في حسبان وزارة النقل أو غيرها.. بعد أن وقعت الشركة مذكرات تفاهم لتنفيذ مشاريع متعددة مع العديد من الجهات العامة.. ‏

فما تبين مؤخراً هو أن رأسمال الشركة المذكورة «أميران» هو عشرة ملايين ريال ايراني بما يعادل حوالي ألف ومئة دولار أميركي (مايعادل 56 ألف ليرة تقريباً)!.. 
ففي كتاب وجهته سفارة الجمهورية العربية السورية في طهران الى الادارة الاقتصادية في وزارة الخارجية أشارت السفارة الى المراسلات السابقة التي طلبت فيها بعض الجهات العامة معلومات عن شركة أميران الايرانية وبخاصة وزارة النقل ـ وذلك خلال العام المنصرم وماقبله ـ التي كانت قد وقعت مذكرات تفاهم مع بعض الجهات العامة لتنفيذ مشاريع متعددة في القطر.. وأرفقت السفارة السورية في إيران صورة عن إعلان تأسيس الشركة في المنطقة الحرة في «أروند» والمؤرخ في 21/6/2006 حيث سجلت في الصحيفة الرسمية والصحيفة واسعة الانتشار لاطلاع الجميع عليها.. ويشير الإعلان الى أن رأسمال الشركة أميران هو عشرة ملايين ريال ايراني بما يعادل حوالي ألف ومئة دولار أميركي فقط وهو مودع لدى المدير العام حيث تم تعيين السيد حسن أحمد أخوندي بمنصب المدير العام ورئيس مجلس الادارة وقد طلبت الشركة تصديق الاعلان في السفارة. ‏

وفي نص إعلان تأسيس شركة أميران نشر ملخص عن عقد الشراكة والنظام الأساسي للشركة شركة أميران مشكاة أروند (ذ.م.م) المسجلة تحت الرقم 1090 بعد أن تم إكمال التوقيع على سجلات التسجيل بتاريخ 21/6/2006 في الصحيفة الرسمية والصحيفة واسعة الانتشار لاطلاع الجميع عليها.. وموضوع الشركة هو إنجاز كل الشؤون التجارية ومنها تصدير واستيراد جميع البضائع المرخصة وقبول الوكالات من الشركات الداخلية والخارجية ومنح الوكالات وتأسيس فرع أو فروع في داخل البلاد وخارجها وشراء أسهم الشركات والمراكز الإنتاجية والصناعية والخدمية والاستثمارية المشتركة مع الشركات الداخلية والخارجية والمشاركة في المزادات والمناقصات الحكومية والأهلية (والباقي طبقاً للمادة 2 من النظام الأساسي). ‏

والغريب أن الشركة لديها كل هذه الأعمال التجارية والاستثمارية رغم أن رأس مالها لا يتجاوز 1100 دولار!.. أما مدة الشركة فهو من تاريخ التسجيل ولفترة غير محددة ومقرها يقع ضمن المنطقة الحرة في أروند وعنوانها خرمشهر ـ حي أريا ـ شارع كيش ـ رقم 347.. ‏

أما المخولون بالتوقيع على جميع المستندات البنكية والمالية وجميع الأوراق الملزمة للشركة مثل الشيكات والكمبيالات والحوالات والاتفاقيات والعقود الإسلامية وكذلك الخطابات الاعتيادية والإدارية للشركة فيتم التوقيع عليها من قبل المدير العام وحده مع ختم الشركة!.. ‏

والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لشركة رأسمالها 55 ألف ليرة أو أكثر بقليل أن توقع مذكّرة تفاهم أو عقدا لتوريد وتشغيل 1200 باص في سورية!.. أم أن هناك ما يجري «تحت الطاولة» ويجب على المعنيين كشفه وعلى وجه السرعة؟!.. ‏

رنا حج إبراهيم

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...