قصائــد مبكــرة لـ ت. س. إليــوت

04-03-2011

قصائــد مبكــرة لـ ت. س. إليــوت

قصائد إليوت هذه كُتبت ما بين (1907- 1910) في جامعة هارفارد. حيث كان يعمل عضواً في هيئة تحرير مجلة أدبية للطلاب. ولد إليوت في سانت لويس بولاية ميسوري.
لعائلته جذور إنكليزية، حيث كان يقضي إجازات الصيف في غلوسيستر، ماساتشوستيس وشمال بوسطن. قبل دراسته في جامعة هارفارد، كان يدرس في أكاديمية سميث في سانت لويس وأكاديمية ميلتون في ماساتشوسيتس وبعد تلقيه درجة الـ ( A.M) حصل إليوت على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة هارفارد. بين عامي (1910 -1911) درس إليوت في جامعة السوربون في باريس، وفي عام 1914 غادر ليدرس في كلية ميرتون في أُكسفورد.لوحة للفنان اللبناني أسامة بعلبكي
عام 1915 تزوج من سيدة إنكليزية تدعى فيفيان هايغ وود، وقرر أن يبقى في إنكلترا كأحد الرّعايا البريطانيين. مع أنّه أكمل أطروحة الدكتوراه إلاّ إنّه لم يذهب أبداً إلى جامعة هارفارد لمناقشتها. بين عامي (1917 – 1925) عمل في بنك لويدز، ومن ثم انضمّ إلى دار نشر (فابر وغوير) التي أصبحت فيما بعد(فابر وفابر) حيث أمضى بقية حياته.
إليوت في شعره المبكر
في مقابلة أجريت معه 1959 لمجلة (The Paris Review) تكلّم إليوت عن شعره المبكر مع التركيز على قصيدة «Song» التي ظهرت في صحيفة أكاديمية سميث ومن ثم بشكل مختلف في هارفارد.
المحاور - ربما يمكنني البدء من البداية، هل يمكنك تذكر الظروف التي بدأت بها كتابة الشعر في سانت لويس عندما كنت يافعاً؟
إليوت ـ أعتقد أنني بدأت في عمر الرابعة عشرة بإلهام من عمر الخَيام لكتابة عددٍ من القصائد المُلحدة والمُحبطة على نفس النمط، والتي لحسن الحظ تجاوزتها تماماً وهي الآن غير موجودة، لم أُظهِرْها لأحد.
قصيدتي الأولى في سجلات أكاديمية سميث، ومن ثم جامعة هارفارد كُتبَتْ كتمرين لمدرسيّ اللغة الإنكليزية، وقد كانت من وحي «بن جونسون»، وأنا أعتبرها جيدة جداً بالنسبة لشاب في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمره. ومن ثم كُتبتُ القليل في هارفارد، أي ما يكفي لتأهيلي لانتخابات رئاسة تحرير مجلة أدبية في جامعة هارفارد التي استمتعت بها، ومن ثم حصل معي ما يشبه الانفجار إذ أصبح إنتاجي أكثر تأثيراً من «بودلير»، ومن ثم «جولز لافورغ» الذي اكتشفته في سنواتي الأولى في هارفارد.

أغنية
عندما عدْنا إلى البيت عبر التّل
لم يكن هناك أوراق تتساقط من الأشجار؛
الأنامل الناعمة للنسيم
لم تمزّق بيوت العنكبوت المرتعِشة.

السياج ما زال يضجُّ بالزهور،
لا بتلات ذابلة قربه؛
ولكن زنابق إكليلك البريّة
خبَتْ، وصارَتْ أوراقها بنيّة اللون.
أغنية
إذا كان الفراغ والوقت، كما يقول الحكماء
أشياء لا يمكن أن تنوجد.
الذبابة التي تعيش يوماً واحداً
قد عاشت طويلاً مثلنا.
مع ذلك فلنعشْ ما دمنا أحياء،
بينما الحب والحياة أحرار،
لأنّ الوقت وقت، وسيهرول بعيداً،
مع أنّ الحكماء لا يوافقون.

الزهور التي أرسلتها لك بينما كان الندى
يرجفُ على العريشة؛
قد ذبلتْ قبل أن يطير النحل البريّ.
ليرشف زهرة النسرين،
ومع ذلك فلنسرع ونقطف أخرى
من دون حزن لرؤيتها تذبل،
مع أن زهور الحب قليلة
لتكن مقدسة.
قبل الصباح
بينما كان الشرق كلّه يُحيكُ الأحمر بالرّمادي
تدلّتْ الزهور على النافذة ّ إلى الأسفل باتجاه الفجر،
بتلة فوق بتلة، تنتظر النّهار،
زهور نضرة، زهور ذابلة، زهور الفجر.

زهور الصّباح وزهور البارحة
عطرها يتلاشى في الغرفة عند الفجر،
عطر التّفتح وعطر التّلاشي،
زهور نضرة، زهور ذابلة، زهور الفجر.
قصر سيرس
حول نافورتها التي تجري
بأصوات الرجال المتألمين،
زهورٌ لا يعرفها أحد.
بتلاتها حمراء بمخالب
وبمسحة واهية من عار مُتخفٍّ.
أزهرتْ من أطراف الموتى.--
لن نأتي إلى هنا ثانية.

الفهود تنهضُ من عرينها
في الغابة التي تتكثّفُ في الأسفل،
على طول درج الحديقة
يستلقي الثعبان الخامل؛
مشيةُ الطاووس، متغَطرسة وبطيئة
الجميع ينظر إلينا
بعيون رجال عرفناهم منذ أمدٍ طويل.
في اللوحة
وسط زحام أحلامٍ مُحتشدة، ليستْ مألوفة لدينا
لعقولٍ متحفّزة وأقدام ضجرة،
أبداً تسرعُ، جيئةً وذهاباً على الطّريق،
في الليل تقف وحيدة في الغرفة.

ليس كآلهة ساكنة منحوتة من الحجر
بل سريعة الزّوال، كشيء علينا أن نلتقيه.
[ اللاّميا الحالمة من بعض الغابات انسَحَبَتْ،
هي الخيال اللامرئي لكلٍّ منّا.

لا تأملات سعيدة، أو مُنذرة بالشؤم
تُربِكُ شفتيها، أو تحرّك يديها المُرهَفَتين؛
عيناها الدّاكنتان تُخفيان أسرارها عنّا،
خلف عالم أفكارنا تقف.

الببغاء على الحاجز، جاسوس صامت،
يَرقبها بفضولٍ وأناة.
[ اللاّميا: وحش خرافي له جسد أفعى ورأس امرأة، يُغري الأطفال والفتيان لمصِّ دمائهم.
أغنية
زهرة القمر تتفتح لفراشة البشارة،
السّديم يزحف من البحر؛
بومة الثلج، طيرٌ أبيض كبير.
من شجرة الماء تنزلقُ
الزهور، والحب الذي تُكنّه
الأكثر بياضاً من سديم البحر؛
ألديك زهورٌ استوائية أكثر إشراقاً
وبحياة قرمزية، لي.
المقطوعة الحالمة
روميو العاشق المهيب، المتمسّك
بالغيتار والقبعة في اليد، قرب البوابة
مع جولييت، في الحوار المعتاد عن
الحب، بالقرب من قمر ملول ولكن وقور؛
تتعذّر المحاورة، يعزف شيئاً من لحنٍ
سخيف، وغير مثيرٍ للشفقة كما يليقُ بهما
خلف الجدار، لديّ بعض الخدم ينتظرون،
طعنة، وتغوصُ السيدة في إغماءة لذيذة.

÷ الدّم يبدو مؤئراً على الأرض المُقْمِرة
البطل يبتسم؛ بمزاجٍي الأعلى الموارب
صوب القمر أُدحرجُ عيناً مخبولة عصية على الفهم،
(ليس من حاجة إلى «حبٍ أبدي»؟- - «حب في الأسبوع القادم؟»)
بينما تغرق كلّ القارئات بالدمع:--
«كلُّ العشاق الحقيقيون يرغبن بالذّروة المثلى!»
كآبة
الأحد: هذه السّلسلة من وجوه
الأحد الرّاضية المحدّدة؛
أغطية رأس، قبعات حريريّة ونِعَمْ واعية
لا تملُّ من الاستيلاء
على منطقك الخاص
بهذا الاستطراد اللامبرر.

مساء، أنوار، شاي!
أولاد وقطط في الزقاق؛
ضجر يعجز عن مقاومة
هذه المُؤامرة المُملّة.

÷ والحياة، جرداء قليلاً ورمادية،
فاترة، مُرهفة، ورقيقة،
انتظارات، القبعة والقفازات في اليد.
تعديل الياقة والبدلة
(نوعاً ما لا صبر لي على التأخير)
على عتبة المطلق.
قصيدة غنائية
لأجل الساعة التي غادَرَنا فيها معرض هارفارد، معك،
وقبل أن نواجـه الــسّنوات المُزعجة،
في ظلّك ننتــظر، بينـما يبدد حضورك،
ترددنا العقيم ومخاوفنا،
ودائماً نعود كأبناءٍ لك،
بقوة الآمال التي تمنحها مباركتك،
ومن الآمال والطّموحات التي ازهرّت عند قدميك
لأفكار من الماضي كلَّما مضينا.

الآن لأجل كل السّنوات التي خسرها الغد
ما زلنا الأقل قدرة على الحزن،
بالكثير الذي حملناه بعيداً من هارفارد..
بدلاً من الحياة التي غادرناها.

لينا شدود

المصدر: السفير

التعليقات

لم أر قط مخلوقا بريا يشعر بالأسف على نفسه... قد يسقط العصفور متجمدا من البرد من على غصنه، ولكنه لن يشعر بالأسف على نفسه. ت.س. إليوت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...