قراءة في أسلوب مذيعي «الجزيرة»

28-06-2011

قراءة في أسلوب مذيعي «الجزيرة»

لا يمكن فصل اللهجة الخطرة عن أسلوب مذيعي قناة «الجزيرة القطرية»، فهي لهجة خاصة بنبرة صوتية مشحونة لصدم المشاهد، ودفعه نحو «جحيم» بصري على مدار التغطية اليومية، عبر تقديم ثماني عشرة ساعة من العنف المتواصل. قاعدة ذهبية باتت معروفة في أسلوب الإعلام الرأسمالي النفطي. فشخصية المذيع هنا ليست هامشية، بل هي جزء لا يتجزأ من شخصية القناة وتوجهها الإخباري. لذلك تركز القناة في تقاريرها على جدولة صوت قارئ التقرير بعد ثلاث ثوان من عرض صور شديدة الدموية، تعقبها افتتاحية تمهيدية خالية من أية معلومة تخص الحدث الذي تسرده، افتتاحية تبدأ «بكليشيه» عناوين تمهيدية لقارئ التقرير عن قتلى وجرحى وتفجيرات، عن بشر يموتون وآخرين ينتظرون موتهم الهوليودي في تقارير إخبارية لاحقة. يحدث ذلك مدعوماً بموسيقى «صدامية» أوبرالية إشارة لبدء الفترة الإخبارية، وهي هنا ومنذ انطلاقة القناة العام 1996 عبارة عن مجسم لكرة أرضية، تغطس في أمواج بحر لتخرج منه على هيئة كلمة «الجزيرة» بالخط الديواني.
هكذا على الأقل يمكن التذكير بنوعية خطاب القناة القطرية، عبر تجهم دائم لوجه مذيعتها الجزائرية خديجة بن قنة، التي تعتبره ربما نوعاً من الرصانة، أو في طريقة استجواب زميلتها ليلى الشايب لضيوفها ومحاولة رفع نبرتها لمقاطعة ضيوفها عبر الأقمار الصناعية، والتي تصل أحياناً الى أسلوب محققي الجنايات. الأسلوب ذاته يمكن تسجيله للإعلامي المصري أحمد منصور في برنامجه «بلا حدود»، والطريقة المخابراتية التي اشتهر بها في محاورة ضيوفه، فيما سجلت القناة نموذجاً جديداً من «محامي الشيطان» متمثلاً في الشخصية التي لعبها فيصل القاسم في برنامجه «الاتجاه المعاكس»، والذي اتبع عبره الإعلامي السوري نبرة عالية تصل حد الصراخ أحياناً على ضيوفه، مرسخاً لدى جمهوره العريض آداب الحوار على أنها نوع من المصارعة الحرة ليس إلا.
المفارقة المدهشة هي أن النبرة الخطرة المتأصلة في أداء مذيعي نشرات «الجزيرة» هي من أشد عيوب هذا النوع من الإعلام المرئي، حيث تعمل الخشونة الصوتية على تحقيق شعار الجزيرة في «الرأي.. والرأي الآخر» كونها تجسد معادلة المأساة للأطراف السياسية أو العسكرية المتنازعة. فالقناة القطرية تؤكد باستمرار عبر أداء مذيعي نشراتها على سؤال نيتشه الشهير: «متى تقع المأساة؟ تقع المأساة عندما يقتتل طرفان كل طرف منهما يشعر بأنه على حق». فثنائية «الرأي والرأي الآخر» تتجاهل دائماً رأياً ثالثاً ورابعاً وخامساً.. وربما عاشراً، للوصول إلى برمجة مستمرة للشعوب، وغسيل دماغ جماعي يقوم المشاهد العربي من خلاله بفرز من حوله إما إلى «معارض شريف» أو إلى «موالي نظام خسيس ومتواطئ»، إما إلى تظاهرات محتجين، أو إلى مسيرات مؤيدي نظام.
يحدث ذلك الفرز عبر دكتاتورية القالب لثنائية جامدة حكمت أداء «الجزيرة» مستهلكةً فحواها في»رأي و رأي آخر»، فيما يعلو صوت المذيع أو ينخفض وفقاً لترتيب الأولويات، وصولاً الى صيغ هوليودية في مخاطبة المشاهد العربي. فهذا الأخير كان وما يزال متلهفاً لإعلام معاصر من دون أن يعرف أن «الرأي الآخر» للقناة كان وما يزال منذ انطلاقتها، هو رأي إسرائيلي عبر ظهور أفراد الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولى على شاشة عربية. أضف أن مذيعي «الجزيرة» جميعهم لا يبتسمون على الهواء، وتعاني عضلات وجوههم من تراكم مزمن في حمض اللبن.

سامر محمد اسماعيل

المصدر: السفير

التعليقات

عن جد شكرا لك سامر على هذه المقالة التي وصفت أداء مذيعي الجزيرة ولكنك لم تقل أن إدارة القناة تتدخل حتى في أدائهم وهم يبرعون في تمثيل الأدوار من أجل استمرار عقد عملهم بالدولار طبعا , أثناء العدوان الصهيوني على غزة وعلى المقاومة في لبنان وعندما كانت تستضيف الجزيرة مسؤولا إسرائيليا للتعليق ورغم أ ن حديثة بنضح حقدا وكرها للعرب والفلسطينيين والمقاومة اللبنانية ويتمنى مزيدا من القتل والدمار لهم فإن مذيع الجزيرة يختم الاتصال معه بقوله " شكرا جزيلا " أي يشكره على قتل وتدمير العرب , وهم يفعلون الأن الشيء نفسه فيما يخص الأحداث في ليبيا وسورية هم يريدون مزيدا من القتل والدمار لترضى إدارة القناة عنهم لعنة الله على هذه القنوات المغرضة , على كل حال وبعد أن كشفت زيفها وكذبها ريحت رأسي منها فأنا ومنذ شهرين لا أشاهدها مطلقا مطلقا وهذا أفضل حل أي تجاهل كلي لها ولا بأس بحملة لمقاطعة هذه القنوات أرجو أن تكتب عن فظائعهم الإعلامية سيد سامر وحياك الله

مهيب مخائيل ملوحي كتب: السبت 25 يونيو 2011 @ 9:07 ص .رد على مدونة سورية . موقع حركشات طفح الكيل و بلغ السيل الزبُى . في البداية سأقدم اعتزاري الشديد إلى من سيقرأ هذا الرد و خصوصاً إذا كان صاحب المقال فعلاً مدونة سيدة . عندما اشاهد الجزيرة و العربية بشكل خاص أرى تلك الحرب الديماغوجية التي يمارسها المذيعين و من ورائهم علماء ثورة البغال و الهجن التكنلوجية من مخرجين و كتاب سيناريوهات . في الحوار مع الضيوف و استنطاقهم و قيادتهم و استدراجهم إلى التوقيع على كلام و تصاريح يوحون بها إليهم .!!! أرى مستوى العهر الأخلاقي المهني و الوظيفي لهؤلاء الحثالة من البشر .. فحتى الطفل المشاهد يستطيع أن يستخلص بأنهم طرف في المعادلة و استغلال هذه الظروف لنواياهم الوسخة . هذا اضافة إلى أفلامهم المدبلجة و المزورة الحاقدة . و إلى هنا و كل شيء مفهوم و متوقع باعتبارهم طرف في الصراع و المؤامرة و إراقة الدماء السورية . أما الأمر الذي يثير اشمئزازي و يدفعني لفقدان أدبي و توازني كإنسان سوري . هو تخيلي لما يجري من دماء على الأرض السورية كانت لمن تكون و تلك الأسلحة التي يوجهونها و يهربوها إلينا عصابات مو زة و بندر و أسيادهم و فوق هذا و ذاك . يظهر مذيع أو مذيعة على شاشة الجزيرة أو العربية (حقهم فرنكين ) و يديرون الحوار و المقابلة كالديوك مع طرف آخر من دمشق (من ديوك مجلس شعب)على شعبهم السوري فقط . و لكنهم فئران أمام حثالة مذيعين الجزيرة و غيرها . يا أخي العزيز إنك تعرف كيف تشتري عضويتك في مجلس الشعب و كيف تسرق الشعب بالتأكيد و لكنك : إن لم تكن متأكد أن تكون ديك في مقابلتك مع حثالة الشيخة موزة و تعرف كيف تسخر منهم و تقلل من احترامهم و تحاججهم بوقاحة تماثل وقاحتهم و تزيد عليها تكفيراً عن ذنوبك …!!! يجب ألا توافق على تلك المقابلة أو الحوار المتلفز على الأقل . أو تستنجد بوئام وهاب أو ناصر قنديل لتعرف كي تتكلم الناس مع هؤلاء المنافقين و أسيادهم . لما لا تنصبوا لهم الفخاخ الأعلامية كما يفعلون . و لما لا توفروا الإمكانيات لمراهقين نوادي الأنترنت الدمشقية للتلاعب بفضائياتهم و أعصابهم و بشيختهم موزة . إن الحشمة السورية للإعلام الخشبي لن تفيد الوطن في هذه الظروف . إن هناك دماء سورية تسيل في الشارع . لهم يد فيها هؤلاء الأوغاد . في احدى المقابلات المتلفزة كان أحد المشاركين من الطرف السوري على شاشة الجزيرة خائف من أن يتكلم أو لا يدري ماذا يقول لتلك المزيعة ال**** . التي كانت تتلاعب به و بكلاماته غير يا سيدتي . و إذا سمحت لي يا سيدتي . و اتمنى عليك يا سيدتي . و أرجوك يا سيدتي الكريمة . و كأنه يتوسل لها و يشكرها على اطلالته الغبية و سماجة منظره و احترامه لشاشة تجاوزت كل الخطوط الحمراء . المهنية و الأخلاقية . و كم تمنيت أن أنحدر أخلاقيا لأقف بدل ذلك الأعلامي الضعيف الخجول ذا اللغة المحترمة و أقول لتلك ال**** المنافقة : (****فيكي و في الشيخة موزة تبعك و في الجاموس حمد و كل آل سعود و نسوان آل سعود . أنتم حثالة بشر مجرمين شراميط ****أن تصل و لو بشكل خاطئ و غير أخلاقي و بكل الأساليب و الكلمات الرادعة الوقحة و البزيئة التي تساعد على وقف تلك القنوات التحريضية و حملتها الوسخة على سورية . يجب أن يعرفوا أنه قد طفح الكيل . كما يفعلوا معنا عبر شاشتهم الرسمية الوسخة التي تدّعي استقلالها عن المزبلة القطرية التي تتناول مساوء كل دول العالم بشفافية مطلقة إلى حد أنها لم ترى أو تجد في( الخنزير حمد ) و مزبلته غير ( امارة أفلاطون ) على الأرض .خالية من العيوب . و إذا كانت حكومتنا و سياستها التي ترى الدم في الشارع و تسمع السباب و الشتائم من مجموعة خيّم و مكعبات من البلور في حاكورة صغيرة تمتلك غباء الصحراء من نفط و رمل و تريد أن تحتفظ بخط عودة لها معها لربما اهتدى المجرمون . فالأمن و الدم خط أحمر تتلاعب به محطاتهم التحريضية . و لا أرى صواباً في عدم صنع مطابخ و شاشات خاصة سورية يتسلى من خلالها الصبية و الأولاد اللذين لا عمل لهم و أهل الضحايا من الشعب السوري بهتك ******** أل سعود و آل ثاني و اوردغان و هيلاري التي تحب ذلك و أمنهم و دمائهم . أليست هذه هي قوانين مشايخهم و قيّمهم و شرائعهم . العين بالعين و السن بالسن و البادئ أظلم. هل هذا ما نريده نحن العرب لبعضنا البعض ؟؟ أم هي ارادة هيكل سليمان . فسورية لم تبدء بالأذى يوماً لجيرانها أو أشقائها المعاقين و دائماً تتمنى لهم الشفاء و الهداية . …………… . ماذا نقول و نبرر لام فقدت طفلها برصاص الجيش أو المخربين على حداً سواء حتى و لو عن طريق الخطأ … إن ******السيرلانكية موزة تغار من جمال و أناقة و ثقافة أسماء الأسد و لا تستطيع أن تعيد تصنيع نفسها لتكون مثلها و قد قادت زوجها البغل من رسنه إلى معلف مؤامرة يهودية للإنتقام لقباحة وجهها . هذا سبب من جملة أسباب كثيرة يسفك من خلالها دماء السوريين الفينيقيين الأطهار . فتخيلوا هذه الحمير العربية التي يُسخرها هيكل سليمان لمآربه و أطماعه . و هل يجب أن يسكت الشعب السوري على ذلك ؟؟؟؟؟؟؟. أو على مقامرة و مغامرة مجموعة من السفلة بأمنه و أمانه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟. ……………….. الجواب على هذا السؤال أتمنى أن لا يكون مكلفاً .. لأن من سيدفع فاتورته . الدم السوري و ربما ستكون بداية الدائرة الأولى لسقوط حجر في بحيرة راكدة ……… ……………………….مهيب ملوحي . كاليفورنيا .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...