في غزة حرب و ليس حفلة

06-01-2009

في غزة حرب و ليس حفلة

الجمل- أيهم ديب:  في انتخابات غرفة تجارة دمشق طالعتنا صورة جماعية لتجار بلادنا و الملفت هو رغبتهم بتقديم انفسهم كالبنيان المرصوص و كانت نظرة الجوارح تسيل على وجناتهم المنفوخة عزة و مجداً و أنفة! صورهم ملأت الجدران و اللافتات غطت زرقة السماء وفق مقولة الشيطان: يا ارض اشتدي ما عليكي قدي. و التي مسح بها الرب العظيم التراب في اكثر من بيان و مقام إذ أكد على ان التواضع من شيم الكرام و ان أنكر الأصوات ليس صوت البطة.
يعمل تجارنا الأشاوس ليل نهار على ابتزاز الحكومة و ربما بالتعاون معها لكسر كل حلم لدى المواطن بغد أفضل. المواطن الذي يطلب اليه في الملمات تبييض وجه البلد بأن ينزل الى الشارع و يرفع الأعلام و أن يفتح قلبه و بيته لللاجىء و المحتاج. و لكنه غير مدعو للحفلات الفخمة حيث الحضور فقط باللباس الرسمي. فليخرج مدراء الأنشطة و النوادي الاجتماعية اليوم الى الشوارع و ليتمعنوا في  الزي الرسمي لمواطني سوريا!
المواطن الذي تقف له متطوعات الهلال الأحمر و متطوعيه مطالبين بما يخرج عن خاطره من مال او من ثياب . و لا ندري إن كان مدير جمعية الهلال الأحمر يملك لائحة بأرقام أرباب المال و التجارة في سوريا ليطالبهم بما بليق بموقف سوريا الداعم للمقاومة و فكرها!
معظم شركات اوروبا تدعم اسرائيل و لهذا فإن رجال اعمالنا لا يجرؤون على دعم غزة لأن الماما قد تغضب عليهم . فرجال أعمالنا لا يصنعون السيارات و لا الطيارات و لا الأدوية و لا الألعاب .. إنهم وكلاء. يتصارعون على احتكار السوق و يفرطون في طرح صورهم الحلوة و المعبرة في شوارع المدينة في كل مرة يفرغ فيها مركز او يموت لهم زميل!
في السلم تطالعنا العبارات الحنونة: اهدي من تحب و معاً نبني ...
في الحرب يتوتر التاجر و يفقد رباطة جأشه. لأنه الوقت الذي عليه ان (معاً نبني.) !
إن النموذج التجاري الذي يتم تسويقه في بلادنا هو شكل من أشكال التبعية و الاختراق السياسي و السيادي. فالجميع يريد ان يكون الحامل المدلل لإسم من أسماء الشركات العابرة للقارات. مما يعني ان البلاد ستكون تابعة لمصالح نخب مصالحها مرتبطة بالخارج. مما يجعل أي فكر تحرري يخضع لنوع من الحصار المالي و السياسي. و يجعل من أي مواطن حر خارجاً عن القانون او مهدد للسلم الأهلي.
إن بخل طبقة المال في سوريا و تعنتها و تمسكها بكل صغائر عالم الاقتصاد ستفتت الانتماء للوطن و هو ما تراهن عليه اسرائيل : فضرب غزة سيرجع صداه في خواء الهوية العروبية مما يجعل الطريق مفتوحة امام اسرائيل في المستقبل للعبث بالبنى الديموغرافية المكونة لبلادنا و التي مع الوقت تزداد فقداناً للثقة بأي من شعارات المواطنة التي تمضغها وسائل الاعلام.
سيكون من المعيب في تاريخنا العربي الحديث أن يقال أن غزة طلبت السلاح للقتال فأرسلنا لها المال و الغذاء و الملابس.
و السبب هو أن التجار العرب  و الذين سبقونا الى اقتصاد السوق لا يناسبهم الضغط على اسرائيل. و هذا يطرح لدينا سؤال مشروعاً و هو الى أين يأحذنا هذا الاقتصاد الخبيث؟ و كيف سيعيد جولاننا المحتل؟ هل سيكون علينا الاستشهاد لنحمي منتجعات و فنادق و مرافق لا نملك رسم دخولها؟
إن كان هذا مكتوب علي مواطننا فما المكتوب على اقتصاديينا الكبار؟


ملاحظة محلية:
تقصف اسرائيل المناطق الزراعية في غزة  لضرب الزراعة .
بلادنا تتعرض لهجمة من الجفاف و التصحر و حتى هذه اللحظة تتقاعس مؤسسات الري و المشاريع عن تمديد شبكة ري تحمي معظم زراعاتنا من كارثة محققة. لهؤلاء نقول : إن تقاعسهم – بالصدفة المحضة-  سيفعل ببلادنا ما تفعله اسرائيل في غزة .
ملاحظة عربية :
إن ما تفعله اسرائيل في غزة حرب و ليس عزيمة على الغداء . غزة تريد سلاحاً و ليس طعاماً. 
  


  الجمل
 

التعليقات

عندك حق

أه أه أه و ألف اه ياعرب العربان اصحوا وشوفو يلي منتظركن هلق غزة و الدور الباقي على مين ياترى؟؟؟؟؟؟؟ اسرائيل و امريكا أولا" أعلم و الذي عندو شوية عقل و بيفكر شوي تانيا"و شي بيخلي الواحد يطلع من تيابو. طبعا" أهل غزة أدرى بشعابها والله لو في عند العرب شوية كرامة بس ويدعمو غزة بموقف سياسي واحد وموحد, ساعتها أهل غزة رح يدبرو امر أسلحتهم من اسرائيل نفسها لأنو الصهاينة بيبيعو حالهم مشان الفلوس بس هاد كلو لايغني عن شوية دعم معنوي للناس يلي عمتموت كل يوم بغزة, الرحمة للشهداء والله يبارك بسواعد المقاومين الأبطال

أبوس إيدك أبوس رجلك هوي الحبل على رجلي و لو حبة و أخرتها معاك يا با عشا ن خاطري أبوس إيدك و ليه يا با مكلبشني و بيني و بين ولاد اخويا مفيش بينا الا بوابة سامع صوتهم و مش قادر بقى اتحمل مكتفني و البوابة مفاتيحها معاك يا با سامع صوتهم و أنا إيدي على خدي بتنهشهم قرود خنازير كلاب سعرانة و ديابة و طول الليل سامع صوتهم و متسلسل و آآآآآآآه يا با .... ما فيش بينا الا بوابة و فات كام يوم و سايبنهم ف عز الرعب وحديهم في قلب الضلمة في الغابة لا عاد فيه سقف يداريهم من ولاد الكلب و برق و رعد طول الليل مهانة و ذل و كآبة و لما الصبح بينور ألاقي كومة م الأشلاء و نوافير دم تتفجر من لحم يتامى و غلابة عشان خاطري أبوس إيدك أبوس رجلك ماعدتش قادر اتحمل خلاص يا با ولاد أخويا مفيش بينا الا بوابة سامع صوتهم و حاطط إيدي على خدي بأدنن و ابكي أطفالنا بمزمار حزن و ربابة و الاقي صوت ولاد الكلب بيشوش على صوتي قرود خنازير ولاد خنازير كلاب سعرانة و ديابة بتدندن و ترقص غصب بالجزمة و فوق راسنا بصوت طيارة أو مدفع و دبابة

I totally agree with you I live in France, two days ago, I received an email asking to call a random number in Gaza and to tell whoever answers that (we are with you, we pray for you, you are people of pride (w enakhwah), stuff like that)… I do not think it could get more ridiculous, you imagine those people who are expecting death any moment and you call to tell them (I pray for you)…could we be more insensible, hypocrite and rotten?

اعتقد ان الفساد المنتشر في كل مستويات الجهاز الاداري والمالي والاقتصادي في بلادنا يعادل خطر العدوان المباشر ويعادل الخطر الاسرائيلي0ان الوصول لنظام قضائي شبه عادل واحترام المعلمين وطرائق التدريس وتحديد النسل لمدة عشر سنوات وخصوصا للفقراء الذين يهدون الوطن كل عام نصف مليون فم جائع ونصف مليون طالب عمل في وقت لاغذاء فيه ولاعمل سيكون كفيلا لحل 75%من مشاكلنامع الشرح الكامل لتلاميذنا خطر تشويه الاسلام الذي يمارس من قبل اليهودوشكرا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...