فرنسا تؤجل مؤتمر «يورو ميد» والقاهرة تحتج على مشاركة ليبرمان

27-10-2009

فرنسا تؤجل مؤتمر «يورو ميد» والقاهرة تحتج على مشاركة ليبرمان

يتصاعد التوتر والتلاسن بين إسرائيل ومصر على خلفية معارضة الأخيرة مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في مؤتمر الاتحاد المتوسطي المعروف باسم «يورو ميد». وكان من المقرر عقد هذا الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية الأسبوع المقبل في العاصمة التركية، غير أن الخلاف الإسرائيلي المصري دفع بالفرنسيين إلى تأجيله في ظل تضامن الدول العربية المتوسطية مع مصر. وفي هذه الأثناء ندد مسؤولون إسرائيليون بالموقف المصري وقالوا إن القاهرة باتت تلعب «دوراً سلبياً» .
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن جهات دبلوماسية غربية تحاول التوسط بين مصر وإسرائيل لإيجاد مخرج من هذه الأزمة. وتقترح هذه الجهات رفع مستوى التمثيل في المؤتمر إلى مستوى القمة، ولكن لا يبدو أن إسرائيل توافق على ذلك. وأشار هذا المصدر إلى أنه «من المؤسف أن مصر تلعب دوراً سلبياً في المنطقة وتستغل مشاركة إسرائيل في مؤتمر أعد لتحسين جودة الحياة في الدول الواقعة على البحر المتوسط لمناكفة سياسية تضر في نهاية المطاف بمصر وحدها». وأضاف هذا المصدر أن «الدول الأوروبية غاضبة على مصر لتقويضها المؤتمر... فمصر ليست سوى دولة بين 47 دولة يفترض أن تشارك في مؤتمر اليورو ـ ميد على مستوى وزراء الخارجية. والأوروبيون لن يسمحوا لها بتعطيل المؤتمر فقط بسبب معارضة وزير الخارجية المصري مشاركة ليبرمان».
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر أوروبية قولها إن مصر مارست ضغوطاً كبيرة على فرنسا الداعية للمؤتمر لمنع مشاركة ليبرمان. وقالت هذه المصادر إن المصريين يعملون بدوافع سياسية ضد إسرائيل ويحاولون فرض جدول أعمال سياسي على المؤتمر.
ومن الواضح أن مصر لم تنسَ لليبرمان تصريحاته من قبيل: «ألا يريد الرئيس مبارك الحديث معنا؟ فليذهب إلى الجحيم. وإذا أدخلت مصر قوة عسكرية إلى سيناء فإن إسرائيل ستدمّر السد العالي في أسوان». ولكن الأمور ازدادت تعقيداً في ظل المواقف الرسمية الإسرائيلية من المفاوضات مع الفلسطينيين من ناحية والخديعة الإسرائيلية لمصر في الموقف من ترشيح وزير الثقافة فاروق حسني لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو.
ورغم ذلك اضطر مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للاجتماع بليبرمان في زيارته الأخيرة قبل شهور رافضاً أن تتم بحضور وسائل الإعلام. ولم يخف المسؤولون موقفهم بعدم السماح لليبرمان بزيارة مصر قبل أن يعتذر علناً على تصريحاته وتهديداته لمصر. ويحاجج ليبرمان بأن الموقف المصري من مشاركته في مؤتمر «يورو ميد» ليس شخصياً بل هو موقف من إسرائيل. ويقول إن المصريين التقوا به على الصعيد الشخصي، مشيراً إلى لقائه مع سليمان.
وبحسب المراسل السياسي لصحيفة «هآرتس» باراك رابيد فإن فرنسا قررت تأجيل مؤتمر وزراء خارجية الاتحاد المتوسطي بعدما فشلت الضغوط لثني مصر عن رفضها مشاركة ليبرمان. ومن المعلوم أن المؤتمر كان سيعقد في اسطنبول، ولكن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أبلغ الفرنسيين أنه لن يشارك في مؤتمر يشارك فيه ليبرمان. وأكدت مصادر إسرائيلية أخرى أمر تأجيل المؤتمر.
ورغم قرار تأجيل المؤتمر إلا أن فرنسا ستحاول مواصلة جهودها للضغط على مصر لتسهيل انعقاده في وقت لاحق على مستوى رؤساء حكومات أو مستوى القمة. وبحسب «هآرتس» فإن رفع مستوى اللقاء قد يزيح الاعتراض المصري، لأن نتنياهو هو من سيصل إلى هناك وليس ليبرمان.
تجدر الإشارة إلى أن الموقف المصري ليس وحيداً في معارضة مشاركة إسرائيل حيث أن عدداً من الدول العربية الأعضاء في هذا الاتحاد أبلغت الأوروبيين رفضها المشاركة في مؤتمر اسطنبول إذا حضره وزير الخارجية الإسرائيلية ليبرمان.
ومعلوم أن الصحف الإسرائيلية كشفت منذ حوالى عشرة أيام وجود توتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية وسعي مصر لعرقلة مشاركة ليبرمان في المؤتمر المتوسطي.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...