عارف الطويل ونبيل صالح في ثقافي طرطوس: الفن والثقافة في مواجهة الإرهاب

28-11-2016

عارف الطويل ونبيل صالح في ثقافي طرطوس: الفن والثقافة في مواجهة الإرهاب

أقامت مديرية الثقافة في طرطوس ضمن احتفالية وزارة الثقافة بذكرى أعياد تشرين وذكرى تأسيس الوزارة ندوة بعنوان «الفن والثقافة يتحديان الإرهاب»، شارك فيها كل من الفنان عارف الطويل، والإعلامي نبيل صالح عضوي مجلس الشعب، وأدار الندوة مدير الثقافة كمال بدران، بحضور ثلة من المثقفين والمهتمين.
في البداية تحدث مدير الثقافة مؤكداً ضرورة توحيد جهود المؤسسات الثقافية والمثقفين لمواجهة التطرف والإرهاب من خلال خلق الوعي، مبيناً أن من يستحق أن يطلق عليه لقب «المثقف» هو من يمتلك ثقافة التعبير عن مواقفه وآرائه، ويدافع عنها، ومن يمتلك القدرة على مقاومة ودحر الإرهاب، والخلاص من هذه الحرب التي فرضت علينا فرضاً.
بدوره تحدث الفنان عارف الطويل عن أهمية الفن ودوره في مواجهة الإرهاب، فقال: إن سورية بتاريخها المعاصر وبتاريخها القديم جداً، كانت وما زالت مهد الحضارات، تتسم بالتعددية والعلم والأدب والفكر والفن، بعيدة عن الأفكار التكفيرية، خاصة أننا في مجتمع علماني متمدّن فيه الكثير من القامات الفنية والوطنية، وأضاف: ما حدث في سورية كان صدمة كبيرة لم يحدث مثلها إلا في الحرب العالمية الثانية التي أنتجت «مسرح العبث» و«السريالية» وغيرهما، وتحدث عن انتصارنا في حرب تشرين التحريرية  وقال بفخر: حرب تشرين كانت حرباً مشرفة اهتز  لها مجتمعنا هزة إيجابية، ظهر على أثرها كتاب وأدباء رصدوا هذه الحرب ووثقوها. ونوه الطويل بتجربته مع منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة عندما كان تلميذاً، واصفاً إياها بالتجربة الرائعة، حيث كان يعد مع زملائه لحالة ثقافية جميلة، ثم استعرض الفنان نقاط ضعف الدراما السورية من هول الصدمة التي أحدثت تمزقاً وتفرقاً بين الفنانين، وضعفاً في الموارد لصناعة الدراما، وقال: نحن لسنا بحاجة لدراما تقول شعارات، بل نحن بحاجة لدراما تؤثر في الفكر والوعي من خلال تناولها مواضيع وطنية بأسلوب يشد المشاهد ويؤثر فيه، داعياً جميع المؤسسات الثقافية والمثقفين للعمل على إنتاج خطاب ثقافي واع يكشف التطرف الفكري ويواجه الإرهاب.
ويختم الفنان عارف الطويل حديثه  متفائلاً بغدٍ مشرق بانتصار سورية على الإرهاب، سيتبعه انتصار في كل الميادين الثقافية والاقتصادية، مؤكداً حتمية ذلك، بالقول:  قدرنا النصر والضربة التي لا تكسر الظهر تقوّيه .
الإعلامي نبيل الصالح، تحدث عن دور المثقف في مواجهة الإرهاب، فقال:«السوريون يموتون من قلة المعرفة»، ولو أن الدولة استثمرت في العقول كما استثمرت في استخراج النفط والفوسفات لكنا أفضل، مؤكداً أن الحرب على سورية هي حرب  تجري بين ثقافتين، الأولى سلفية ماضويّة، والثانية وطنية حداثوية.
ولفت إلى أن الجيش يمثل سائر القوميات والطوائف السورية فكان الضامن الحقيقي للمواطنة ولوحدة الأراضي السورية.
وأشار صاحب «رواية اسمها سورية» إلى تكوّن الدولة السورية بعد الاستقلال والوضع الثقافي وضعف الاستثمار في هذا القطاع، وفقر العاملين في هذا المجال، مبيناً أن الدولة استوردت للناشئة الثقافة الغربية كما استوردت تكنولوجيتها بدلاً من أن تعمل على استنبات ثقافة وطنية تناسب توجهات الجمهورية العربية السورية، فبقي المسرح معزولاً، وكذلك السينما ومطبوعات وزارة الثقافة، ولم تتقن وزارات الثقافة المتلاحقة تسويق ثقافة وطنية مميزة، فبقيت الثقافة نخبوية غير فاعلة في القطاع الشعبي الذي ترك لمصلحة بعض رجال الدين وثقافتهم التي تؤخر نمو نزعة المواطنة، لدى عامة السوريين.
وتطرق الصالح إلى مشروعه الثقافي الوطني الذي يديره منفرداً عبر عقول النخب السورية منذ عقد من الزمن، حيث وجد أن هناك الكثير من الفراغات في المكتبة الوطنية السورية بحاجة إلى ملئها، لأن المعرفة هي الثقافة التي يعول عليها.
وتحدث عن دور القائد الراحل حافظ الأسد في تجاوز العصبيات والعنصرية، وإدخال كل القوميات في حزب البعث  العربي الاشتراكي، مؤكداً أن دم الشعب هو ثمرة المستقبل، والشهادة شيفرة وراثية، ويرى الصالح أن كل ابن شهيد هو مستقبلنا، وأن نهضة الأمة غير نهضة الأفراد،.
وختم الإعلامي نبيل الصالح مشدداً على أهمية دور وزارة الثقافة في إيجاد ثقافة وطنية مميزة، وتعزيز الاهتمام بالقطاع الشعبي، لقطع الطريق أمام الفكر التكفيري الذي يفرز الفتن، ويشكل خطراً كبيراً على ثقافة المواطنة.

ثناء عليان

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...