دعوة في القاهرة لمحاكمة بوتفليقة أمام محكمة العدل الدولية

23-11-2009

دعوة في القاهرة لمحاكمة بوتفليقة أمام محكمة العدل الدولية

لا تزال أصداء الأزمة بين مصر والجزائر في تصاعد حيث حذر جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك امس الاحد من أن حكومة بلاده لن تتهاون مع ما تعرضت اليه الجالية والمصالح المصرية في الخرطوم عقب مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر الاسبوع الماضي، فيما قالت مصادر أن هناك مبادرة يقودها محامون وحقوقيون جزائريون تهدف إلى مقاضاة نجل الرئيس المصري الأصغر علاء مبارك واعلاميين مصريين 'الذين حرضوا ضد الجزائريين، باعتبارها جريمة يعاقب عليها القانون'. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن جمال مبارك، الذي يشغل منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر، قوله 'ان حقنا لن يذهب سدى'. واضاف مبارك 'إننا سنستمر في الضغط للحصول على التعويضات عن الخسائر التي حدثت للمنشآت المصرية في الجزائر، وكذلك مطالبة الطرف الجزائري بحماية المصريين المتواجدين هناك'.
كما قرر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود فتح التحقيقات في البلاغ رقم 18160 عرائض النائب العام لسنة 2009 الذي تقدم به مرتضى منصور المحامي ضد وزير الاعلام الجزائري ورئيس اتحاد الكرة الجزائري وبعض رؤساء تحرير الصحف الجزائرية.
واتهم منصور في بلاغه المسؤولين الجزائريين بنشر أخبار من شأنها إثارة الفتنة بين المصريين والجزائريين.
وحمل مجلس الشعب المصري الحكومة الجزائرية مسؤولية اعتداءات يقال ان الجالية والمصالح المصرية تعرضت لها في الجزائر. وقالت لجنة برلمانية مشتركة امس الاحد انها تحمل الحكومة الجزائرية المسؤولية 'عن كل ماحدث للمصريين سواء في الجزائر أو الخرطوم بسبب تداعيات مباراتي تصفيات كأس العالم.'
وقال رئيس المجلس فتحى سرور ان اللجنة المكونة من اعضاء في لجان الشؤون العربية والشباب والدفاع والأمن القومي ستعد تقريرا عن ملابسات الاحداث لكي يناقشها البرلمان لاحقا.
من ناحيته أكد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب ان مصر ستنتظر الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة الجزائرية.
وشدد شهاب 'لن نفرط في حق أي مصري ناله ضرر سواء في الجزائر أو الخرطوم وكذلك أية منشآت مصرية تضررت في الجزائر بسبب اعتداءات الجزائريين وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية أمام القضاء الداخلي أو الخارجي إذا استلزم الأمر لإسترجاع حقوقنا'.
كما ناشد رموز في نقابتي المحامين والفنانين المصريين، الرئيس مبارك باتخاذ 'القرار الذي يريده شعبه والمتمثل في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، وطرد السفير الجزائري'. ووصف فنانون ومحامون ما قام به السفير الجزائري في مصر بانه 'جريمة وأنه خان مبادئ القومية العربية، وأشعل الفتنة بين البلدين، ولا يشرف مصر وجوده، وكذلك تم استدعاء السفير المصري من الجزائر لعدم احترامهم القومية العربية ومبادئ الأخوة.'
واتخذ اتحاد كتاب مصر موقفا مميزا امس، حيث دان عمليات 'الشحن الاعلامي الهادف لزرع الفتنة واثارة الفرقة في مصر والجزائر'.
وناشد الاتحاد، في بيان امس، كل الأطراف ألا يخلطوا في العلاقات العربية بين الثوابت والمتغيرات، فالخلافات المتغيرة داخل الأمة العربية ما بين دولة وأخرى لا يجب أن تهدد ثوابت العمل العربي المعتمد على التاريخ الواحد والمصير المشترك.
وفي الجزائر حمّل وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني امس الأحد السلطات المصرية مسؤولية الأزمة لأن 'القاهرة رفضت' التعاون مع السلطات الجزائرية بخصوص تأمين وتنظيم المباراة ما قبل الفاصلة التي جرت بين المنتخبين الجزائري والمصري لكرة القدم التي جرت في 14 من الشهر الحالي باستاد القاهرة.
وقال زرهوني في تصريح للصحافيين، على هامش اجتماع مع سلطات الدفاع المدني، 'إن السلطات المصرية رفضت اقتراحا جزائريا قبل إجراء المباراة يقضي بتنسيق الجهود لإنجاح المباراة التي تحوّلت إلى كابوس لأشبال (رابح) سعدان (مدرب المنتخب الجزائري) والمشجعين الجزائريين'.
أما الصحف الجزائرية فقررت التصدي لـ'الحملة التي يقوم بها الإعلام المصري'، إذ قالت صحيفة 'الوطن' (خاصة صادرة بالفرنسية) ان عصبة مبارك تستفز الجزائر، مشددة على أن ما يحدث هو حملة مبكرة لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في مصر عام 2011.
واعتبرت أن الهجمة الشرسة التي يشنها النظام المصري والإعلام الدائر في فلكه، لها علاقة مباشرة بمخطط توريث الحكم لجمال مبارك، وأن انتصار المنتخب الجزائري على نظيره المصري في موقعة أم درمان نسف هذا المخطط، وخلط حسابات النظام المصري.

 حسام أبوطالب وكمال زايت

المصدر: القدس العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...